الثلوج تغطي المرتفعات وتبشر بموسم فلاحي جيد

الثلوج تغطي المرتفعات وتبشر بموسم فلاحي جيد
الثلوج تغطي المرتفعات وتبشر بموسم فلاحي جيد

أفريقيا برس – الجزائر. صنعت الثلوج، المصحوبة بتدن في درجات الحرارة، الحدث المناخي من مساء الجمعة إلى صباح السبت، في كل المرتفعات الشرقية من دون استثناء. وإذا كان تهاطلها على المدن قد اقتصر على مدينتي سطيف وبدرجة أقل على بعض أحياء قسنطينة، فإن المرتفعات وخاصة الجبال تلونت بالكامل باللون الأبيض حتى في غالبية الولايات الساحلية مثل بعض مرتفعات ولايتي سكيكدة وجيجل.

وتحولت المرتفعات صباح أمس السبت، إلى مقصد سياحي وترفيهي، للعائلات تزامنا مع يوم السبت عطلة نهاية الاسبوع، حيث تنقل الآلاف إلى الجبال من أجل النزهة وتمكين الأطفال من اللعب وسط البساط الأبيض.

الثلوج تعزل القرى والمشاتي بالمناطق الجبلية في ميلة

تسببت الثلوج التي تهاطلت، السبت والجمعة، على المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر بالمناطق الجبلية الشمالية والغربية لولاية ميلة، في غلق العديد من الطرق الوطنية والولائية والمسالك الجبلية التي يستعملها المواطنون، مما تسبب في عرقلة حركة السير، خاصة مع ساعات الليل والفجر، وصعّب من الولوج إلى مساكنهم، وواجه المواطنون صعوبات كبيرة في اجتياز المناطق التي اكتست حلة بيضاء، كما تسببت الثلوج في عزل العديد من المشاتي، خصوصا بالقرى والمناطق الجبلية ببلديات بوحاتم، العياضي برباس، مينار زارزة، تسدان حدادة، تسالة لمطاعي، بوداود، ترعي باينان، ميلة، سيدي خليفة، حمالة، الشيقارة، وبالتحديد قرى كاف بودرقة، مرج الرمان، السطاح، الشوارفة، صمطة، الوادية، عياض أولاد طاق، جنان درعون، فدولس، عين عالي، عين الكحلة، أولاد القايم، سيدي خليفة، كاف بونعة وغيرها، الأمر الذي استدعى تدخل السلطات المحلية باستعمال كاسحات الثلوج لفك الحصار عليها وتسهيل حركة السير، ووصل سمك الثلوج بتلك المناطق قرابة الـ10 سنتيمترات. للإشارة فإنه بعد تدخل مصالح البلديات تم فتح الطرق والمسالك الجبلية للمواطنين ولم تسجل أية إصابة.

وما ميز الجو العام مع أولى الثلوج على ولاية ميلة، هو انعدام ظاهرة البحث عن قارورات الغاز، التي كانت هاجس كل شتاء، بعد أن استفادت غالبية، إن لم نقل كل المشاتي من غاز المدينة وسيلة الطهي والدفء المثلى.

بياض جبل ماونة يجمع الشباب من كل أنحاء الوطن

استيقظ سكان البلديات الواقعة في مرتفعات إقليم ولاية قالمة، صباح السبت، على منظر البساط الأبيض الذي غطى تلك المناطق، بعد تساقط كميات معتبرة من الثلوج ليلة الجمعة إلى السبت، مع تسجيل انخفاض قياسي في درجة حرارة الجو والتي وصل مقياسها خلال الساعات الأولى من الصباح إلى ما دون الصفر درجة مئوية.

الثلوج التي غطت المرتفعات والمناطق الجبلية بكل من بلديات تاملوكة، عين مخلوف، عين العربي، عين صندل، بوحشانة وحتى عين رقادة ورأس العقبة، صنعت أجواء من الفرجة والبهجة في أعالي جبل ماونة ببلدية بن جراح، والتي تحتضن منذ نهار الخميس المهرجان الوطني للتخييم، والذي شارك فيه عشرات الشباب الجوال القادمين من كل ولايات الوطن، لقضاء أوقات من الراحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة في إطار تشجيع السياحة الجبلية التي تُعتبر أحد المقومات التي يزخر بها القطاع السياحي بولاية قالمة.

وكانت الفرصة لضيوف الولاية للاستمتاع أكثر بالبساط الأبيض الذي غطى الأشجار الباسقة المحيطة بمخيم الشباب مدور بلقاسم بأعالي قمة جبل ماونة التي تُعتبر أعلى قمّة جبلية بالولاية، وكذا منظر تساقط الثلوج الذي استمر إلى غاية نهار السبت، وصنع صورا ستبقى خالدة في أذهان كل من حضر تلك الأجواء التي صنعها الشباب في المخيم، الذي وفرت إدارته وبالتنسيق مع مختلف الهيئات الإدارية المعنية وفي مقدمتها مديرية الشباب والرياضة وبلدية بن جراح ومحافظة الغابات والحماية المدنية بالولاية، كل الظروف المواتية للوافدين من مختلف الولايات، في إطار الترويج السياحي للمنطقة.

كما تسببت الثلوج أيضا في صعوبة سير المركبات على بعض النقاط والمحاور عبر شبكة الطرقات بإقليم الولاية، ما دفع بوحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية للخروج إلى الميدان ودعوة السائقين إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر لتجنب التعرض لحوادث مرور قد تكون حصيلتها ثقيلة.

البياض يعود لجبل الوحش.. والعائلات أيضا

بعد موسم ماضي استثنائي لم تعرف فيه ولاية قسنطينة التهاطل المعتاد للثلوج، عاد البساط الأبيض منذ مساء الجمعة، ليغطي مرتفعات المدينة من غابات شطابة إلى مرتفعات جبل الوحش مع تهاطل للثلوج في المدينة الجديدة علي منجلي بكل وحداتها الجوارية، وحي الأمير عبد القادر وتساقط كثيف على أحياء الزيادية وساقية سيدي يوسف على وجه الخصوص.

واستغلت العائلات يوم السبت الذي هو عطلة نهاية الأسبوع، وتنقلت إلى منطقة جبل الوحش، حيث عرفت طريق الزيادية، زحاما تواصل إلى ما بعد الظهر، ووصلت المئات من السيارات إلى منطقة البحيرات الخمس في جبل الوحش فكانت فرصة لالتقاط الصور والفيديوهات واللعب أيضا في أجواء مناخية باردة.

وبسبب الطريق المهترئة في مدخل جبل الوحش، فقد تسبب التوافد الكثيف للسيارات في بعض الحوادث من تصادم ما بين السيارات ولحسن الحظ كانت طفيفة.

الثلوج التي تهاطلت منذ ليلة أول أمس، على أقاليم ولايات الشرق الجزائري، مصحوبة بكميات من الأمطار الغزيرة، أدخلت الفرح والبهجة على الفلاحين، بعد موجة الجفاف التي شهدتها غالبية ولايات الشرق الجزائري، وتأخر تساقط أمطار الخريف، ما ظلّ يهدد الموسم الفلاحي، وانتشار مختلف الأمراض والفطريات في الحقول والمزارع.

وحدث تهاطل الثلوج هذه المرة، على غير العادة في شهر نوفمبر، بعد أن تعوّد عليه مواطنو شرق البلاد في نهاية شهر ديسمبر وخلال شهري جانفي وفيفري، كما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا في إيصال حالة الغابات والجبال مع الثلوج في ولايتي سطيف وباتنة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here