شوبار: تقرير الخبراء يؤكد جدية المجتمع الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب

8
شوبار: تقرير الخبراء يؤكد جدية المجتمع الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب
شوبار: تقرير الخبراء يؤكد جدية المجتمع الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب

عبد الرحمن البكوش

أفريقيا برس – الجزائر. في تقريره الأخير، سلط فريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة الضوء على مجموعة من القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار البلاد، بما في ذلك النفوذ المتزايد للجماعات المسلحة داخل مؤسسات الدولة، خاصة في المنطقة الغربية.

التقرير يشير إلى أن هذه الجماعات تعرقل قدرة المؤسسات على أداء مهامها باستقلالية، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني.

كما أشار التقرير إلى استخدام “حكومة الاستقرار الوطني” في المنطقة الشرقية كغطاء لفرض السيطرة على مهام الحكم، إلى جانب اتهام جماعات مسلحة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. كما تم تسليط الضوء على ظاهرة تهريب الديزل، التي أصبحت مصدراً مهماً لتمويل الجماعات المسلحة، مما يؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني. بالإضافة إلى ذلك، كشف التقرير عن تفشي الفساد في المؤسسات مثل الشركة العامة للكهرباء، وأكد أن حظر الأسلحة في ليبيا لا يزال غير فعال

وفي إطار الحوار الذي أجرته “أفريقيا برس” مع السياسي والمتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية محمد شوبار، أوضح عن رؤيته وتحليلاته فيما يتعلق بتقرير فريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة لعام 2024.

حيث أشار إلى أهمية التقرير في تسليط الضوء على قضايا رئيسية تؤثر في الوضع السياسي والاقتصادي في ليبيا.

وأضاف أن التقرير يعكس الجدية الدولية في مواجهة التحديات التي تعيشها البلاد، خاصة فيما يتعلق بانتشار نفوذ الجماعات المسلحة وتأثيراتها السلبية على مؤسسات الدولة.

كما أعرب عن أهمية محاسبة المسؤولين عن الفساد والانتهاكات، وأكد أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الأمن والاستقرار بفضل التعاون الدولي وإعادة بناء المؤسسات.

ما هي قراءتكم، للتقرير الأخير لسنة 2024 من فريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة؟

تقرير فريق الخبراء الأخير لسنة 2024 يعبر عن جدية المجتمع الدولي في وضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب، سواء تلك العقوبات المتعلقة بالأفراد أو المنظمات على الصعيدين المحلي أو الدولي، وكذلك فرض عقوبات ضد الدول المتورطة في نشر الفوضى وإزهاق الأرواح ونهب مقدرات الليبيين. إن هذا التقرير وما يحمله من إثباتات وبراهين يثبت تورط الأشخاص والكيانات المذكورة بما لا يدع مجالًا للشك. كما يثبت صحة ما صرحت به مبادرة القوى الوطنية الليبية منذ سنوات، أن المرحلة القادمة هي مرحلة الأمن والاستقرار والازدهار.

حسب تقرير الخبراء، كيف تقييمون تأثير نفوذ الجماعات المسلحة في ليبيا على استقلالية مؤسسات الدولة، خاصة في المنطقة الغربية أو الحكومة المتمركزة في بنغازي؟ وهل هذا أمر واقع أم أنه لا مناص منه؟

إن هذه المرحلة ستنهي ظاهرة نفوذ الجماعات المسلحة في شرق ليبيا وغربها وجنوبها على مؤسسات الدولة. سيتم إعادة بناء مؤسسة أمنية وعسكرية حديثة تحت قيادة مدنية قوية مدعومة من المجتمع الدولي، تحقق الأمن والرخاء والازدهار لكل الليبيين. إن هذا التقرير بالفعل يثبت أن الحكومات الحالية في شرق ليبيا وغربها لها تحالفات مع الجماعات المسلحة لسرقة ونهب أموال الليبيين.

كيف يؤثر تهريب الديزل على اقتصاد ليبيا، خصوصًا على المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة؟ وهل هذا الفساد في مقدور الجهات الرقابية والعدلية تتبع هذه الملفات والتحقيق فيها وتقديم المتهمين للجهات العدلية؟

إن الفساد الذي يعمّ المؤسسات الليبية، سواء المؤسسة الوطنية للنفط أو الجهات الرقابية وغيرها، يجعل من التحقيق في أي حالة من حالات السرقة والتهريب، خصوصًا تلك المتعلقة بقطاع النفط، أمرًا مستحيلاً. فقد أصبح هذا الأمر مورداً أساسياً للجماعات المسلحة في ليبيا. ولا سبيل لتحقيق الاستقرار إلا بالحساب والعقاب لكل من أذنب في حق ليبيا والليبيين. وهذا يحتاج إلى حكومة موحدة بوجوه جديدة نترقبها لحظة بلحظة.

ما هي تداعيات الاتهامات الموجهة للجماعات المسلحة والجهات الأمنية التابعة للأجهزة الرسمية شرقًا وغربًا بانتهاك حقوق الإنسان في ليبيا، خاصة في ما يتعلق بالاحتجاز التعسفي والقتل؟

التداعيات… ليس بمقدور الجماعات المسلحة القيام بأي شيء. وما ينتظرهم هو الحساب.

كيف يمكن التصدي لمشكلة الاتجار بالبشر في ليبيا، الذي يشمل استغلال المهاجرين وطالبي اللجوء؟ وهل أصبح هذا الأمر ورقة تستخدمها الجماعات والجهات النافذة لتحقيق مكاسب سياسية؟

إن ظاهرة تهريب النفط والاتجار بالبشر ستنتهي بجمع السلاح من المجموعات المسلحة وطرد كل القوات الأجنبية من كامل التراب الليبي.

ماهو تقييمك لردود الأفعال الرافضة من قبل الجهات التي ذكرت في تقرير الخبراء للأمم المتحدة سواء كانت تلك الجهات مؤسسات أو أفراد ؟

إن ردود الأفعال من المؤسسات والأفراد لها دلالات واضحة على تورطهم في ارتكاب تلك الجرائم التي وردت في التقرير، بل وخوف تلك الأطراف من ساعة الحساب التي باتت قريبة جدًا. وما يفصلنا عنها إلا الإعلان عن قيادة قوية وحكيمة، يعمل المجتمع الدولي بشكل حثيث للإفصاح عنها في القريب المنظور. وما على الليبيين إلا الاستعداد لهذه المرحلة المهمة في تاريخ ليبيا، المرحلة التي ناضل من أجلها رئيس مبادرة القوى الوطنية الليبية منذ عقد من الزمن لبناء دولة ليبيا الحديثة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here