تعيش أندية القسم الأول متاعب بالجملة حالت دون تكيفها مع تحديات التحضير لمتطلبات الموسم الكروي الجديد، وهذا بسبب الديون والأزمات المالية التي جعلت الكثير من الفرق منشغلة بقضايا لجنة المنازعات، بدليل أن نصف الأندية الناشطة في القسم الأول لا تزال دون مدربين يتلون المهام التقنية قبل أيام قليلة عن الموعد المحدد للشروع في التحضيرات، وهذا دون الحديث عن أندية القسم الثاني التي لا تزال أغلبها في نقطة البداية.
توجد أندية البطولة أمام اختبارات صعبة من النواحي المالية والفنية والتنمية، خصوصا وأن أغلبيتها لا تزال في مفترق الطرق، بسبب جملة من المشاكل المتراكمة التي لم تعرف طريقها نحو التسوية، ناهيك عن غياب مصادر التمويل، ما جعل أغلب فرق القسم الأول والثاني تواجه مستقبلا مجهولا، في ظل الحديث عن تفاقم الديون وشح الميزانيات وغياب البدائل التمويلية الكفيلة بصنع الفارق ومواجهة التحديات، لتبقى الكلمة حسب المتتبعين في متناول الفرق التي لديها شركات تتكفل بها ماليا أو تنظيميا، وهي فرق قليلة العدد مقارنة ببقية الأندية التي لا تزال غارقة في وحل المشاكل والوعود والتطمينات التي أفسدتها الديون والتراكمات.
نصف الفرق دون مدربين ومصير غامض قبل الشروع في التحضيرات
ومن بين الجوانب التي تعكس حدة الأزمة التي وصلتها أغلب الأندية الناشطة في القسم الأول المشكل هذا العام من 20 فريقا، هو أن أغلبها لم تحسم في ملف العارضة الفنية، بدليل أن نصف الأندية لا تزال تعرف شغورا في هذا الجانب، وفي الوقت الذي فضلت بعض الأندية التي تعرف وضعا ماليا مريحا تجديد الثقة في مدربي الموسم المنصرم، على غرار مولودية الجزائر مع نبيل نغيز ووفاق سطيف مع التونسي نبيل الكوكي أو شباب بلوزداد مع الفرنسي دوما، في الوقت الذي فضل شباب قسنطينة استعادة خدمات مدربه السابق عمراني، وتعاقدت النصرية مع لكناوي، كما فضلت أندية أخرى التعاقد مع مدربين جدد، في صورة نادي بارادو وشبيبة القبائل وغيرها، فإن أندية أخرى لا تزال تبحث عن نفسها، حيث أنها لم تحسم بعد في ملف العارضة الفنية، على غرار جمعية عين مليلة رغم المدرب بوغرارة لا يزال مرتبطا بعقد، والكلام يطبق على أندية أهلي البرج رغم الاتفاق السابق مع دزيري، وكذا اتحاد بسكرة والصاعدين الجدد شبيبة سكيكدة وأولمبي المدية ووداد تلمسان وغيرها من الأندية الناشطة في القسم الأول.
فرق الشركات والملايير ينتدبون وفرق الديون في لجنة المنازعات يندبون
والواضح أن الأندية تعرف هذه الأيام وضعا متباينا، بحكم أن الشق المالي قسمها إلى مستويين، أندية شرعت في التحضير للموسم المقبل، بفضل حيازتها على شركات تقوم بتمويلها، ما سهل لها مهمة تفعيل عملية الانتدابات وكذا الحسم في ملف المدربين، على غرار مولودية الجزائر التي تكون إدارتها قد خطت خطوات مهمة في هذا الجانب، والكلام ينطبق على شباب قسنطينة وشباب بلوزداد واتحاد الجزائر وشبيبة القبائل وغيرها، أما بقية الأندية فلا تزال تبحث عن نفسها، بدليل أنها لا تزال تواجه مصيرها بسبب شكاوي لاعبيها المودعة لدى لجنة المنازعات، في ظل المطالبة بتسوية المستحقات العالقة، ناهيك عن تراكم الديون الذي يجعلها تواجه مصيرا صعبا يحول دون التركيز على متطلبات التحضير لضمان جاهزية مقبولة من الناحية الإدارية والتنظيمية والفنية، والأكثر من هذا فإن الأندية التي تعاني من الديون وغياب مصادر التمويل فهي عرضة لهجرة جماعية مست أغلب العناصر البارزة، على غرار ما يحدث في جمعية عين مليلة التي تبقى أسيرة الأزمة المالية والإدارية على غرار عديد الأندية، مثل أهلي البرج ومولودية وهران واتحاد بسكرة ونجم مقرة وشبيبة سكيكدة ووداد تلمسان وسريع غليزان وأولمبي المدية وغيرها من الفرق التي يبقى مطلبها تحرك الجهات الوصية من أجل تدعيمهم بشركات تتولى تمويلهم والتكفل بمتطلباتهم.
كثافة الرزنامة وانعدام الإمكانات يجعل أغلب الأندية على صفيح ساخن
وبعيدا عن الظروف الاستثنائية الحاصلة بسبب جائحة كورونا التي أخلطت الحسابات في الجانب الكروي وفي بقية القطاعات، فإن الكثير من المتتبعين يرون بان أغلب الأندية ستواجه متاعب صعبة خلال الموسم المقبل، وهذا بسبب نوعية الرزنامة التي تفرض 38 جولة كاملة، وما يقابلها من تحديات في ظل ضعف الإمكانات لدى ثلثي الأندية الناشطة في القسم الأول، يحدث هذا في الوقت الذي سيمس شبح السقوط 6 أندية كاملة، ما يجعل أغلب الفرق على صفيح ساخن، مادام أن التنافس سيكون على أشده على مدار الموسم الذي سيجمع بين كثافة الرزنامة والإثارة فوق الميدان، ناهيك عن الممارسات المعروفة والمختلفة، دون إغفال الجانب المالي والتنظيمي الذي سيحدد مستقبل الأندية الطامحة إلى لعب الأدوار الأولى أو الساعية إلى تفادي شبح السقوط، في الوقت الذي لا تزال مطالب الكثير من الأندية تصب في خانة ضرورة تدخل الجهات العليا من أجل ضمان العدالة في توزيع الموارد المالية، وفي مقدمة ذلك إبرام عقود مع شركات وطنية بغية التكفل بمطالبها وتفادي المتاعب التي تواجهها منذ سنوات.