أكد الدولي السابق عبد الحفيظ تاسفاوت بأن المنتخب الوطني يوجد في موقع جيد لمواصلة التأكيد، وهو الأمر الذي يفرض حسب قوله مواصلة العمل بنفس الجدية للبقاء في القمة، كما تأسف لوضعية الأندية الجزائرية التي تعاني من الناحية التنظيمية والهيكلية وتدخل الشارع، من ذلك فريقه السابق مولودية وهران، في الوقت الذي أشاد بثمار العمل الذي تقوم به أسرة نادي بارادو، كما يؤكد تاسفاوت قدرة المهاجم سليماني على تحطيم رقمه القياسي من الهداف مع المنتخب الوطني.
كشف الهداف التاريخي لـ”الخضر” عبد الحفيظ تاسفاوت في حوار خص به مجلة La Gazette du Fennec عديد الجوانب التي تخص مغامرته الاحترافية في فرنسا ومسيرته مع المنتخب الوطني وكذا تجربته الفنية والإدارية في عهد رئيس الفاف السابق محمد روراوة، حيث وصف الدولي السابق عبد الحفيظ تاسفاوت مغامرته الفنية مع المنتخب الوطني بمعية البوسني خاليلوزينس في مونديال البرازيل بالايجابية، مؤكدا أن مهمته انتهت في الطاقم الفني بمجرد قدوم الفرنسي غوركوف، وقال بأن روراوة طلب منه بعد ذلك الانضمام إلى آمال “الخضر”، ومرافقة السويسري شورمان في نهائيات “شان 2015″، ما سمح بتأهل صغار الخضر إلى أولمبيات ريو 2016 للمرة الأولى منذ 36 سنة، وقال بأنه بقي عضوا في المكتب الفدرالي إلى غاية انتهاء عهدة روراوة، ما جعله يخصص وقته لعائلته وأمور أخرى شخصية، ولو أن ذلك لم يمنعه من متابعة تطورات ومستجدات كرة القدم في الجزائر والخارج.
هكذا كانت قصتي مع الكرة من شوارع وهران
يعود الدولي السابق تاسفاوت في الحوار الذي خص به مجلة Gazette du Fennec إلى قصته الكرة من شوارع وهران، حيث قال في هذا الجانب “كان أول ظهور لي في كرة القدم في سوناتيبا بوهران. يعود تاريخ رخصتي الأولى إلى موسم 1981-1982، في فئة الأصاغر، خضت مباراة كبيرة ما جعل مدرب مولودية وهران يأتي إلى المنزل طالبا مني الانضمام إلى أشبال “الحمراوة”، لكن بسبب بعض المشاكل لعبت مع نادي السكك الحديدية وفرق أخرى، وبعد ذلك التحقت بجمعية وهران، واصلت العمل بنفس الجدية لأتلقى عرضا من مولودية وهران وعمري 20 سنة، كان ذلك عام 1989 في عز قوة مولودية وهران التي لعبت نهائي كأسي إفريقيا أمام الرجاء البيضاوي”، مؤكدا أن التحاقه بالحمراوة تأجل إلى غاية العام 1990 بسبب عدم حصوله على وثائقه من “لازمو”. وقد فتحت مولودية وهران الآفاق واسعة لتألق تاسفاوت، بدليل تتويجه بعدة ألقاب فردية وجماعية، قبل أن يلتحق بفرنسا لخوض تجربة احترافية مع نادي أوكسير عام 1995، وهذا بفضل المدرب غيروو الذي عاينه ووقف على صحة إمكاناته.
كرمالي وثق في إمكاناتي واحترافي منح مكاسب مهمة
ولم ينسق تاسفاوت فضل المدرب الراحل كرمالي الذي وجه له الدعوة للحاق بالمنتخب الوطني وهو في مستهل مشواره الكروي مع الأكابر (20 سنة)، وهذا تزامنا مع التحضير ل”كان 90″، حي كان في موقع جيد للمشاركة في النهائيات، لكن حسب قوله فإن مروره بموسم أبيض مع لازمو هو الذي كان السبب في عدم جاهزيته لهذا العرس القاري. أما بخصوص احترافه بنادي أوكسير الفرنسي، فقد اعتبره مكسبا مهما في مسيرته الكروية مثلما أفاد أيضا فريقه مولودية وهران ماديا، خاصة وأن ذلك أعطى ميزة للحمراوة بإقامة تربص تحضيري ومزايا أخرى مهمة، مشيدا أيضا بالمساعدة التي لقيها من طرف زميله موسى صايب الذي كان قد سبقه إلى أوكسير بعامين أو ثلاث سنوات، وهو الأمر الذي مكنه حسب تاسفاوت من إبراز إمكاناته في المستوى العالي.
في أوكسير لعبت مع وضد لاعبين كنت أشاهدهم في التلفزيون
وحقق تاسفاوت مكاسب فنية مهمة في أوكسير، من خلال مواجهته لنجوم كبيرة وأندية معروفة في الدوري الفرنسي والمنافسات الأوروبية، حيث قال في هذا الجانب “لقد حققت الحلم في لعب دوري أبطال أوروبا. وجدت نفسي أمام فان دير سار وليتمانين ودي بوير.. اللاعبين الذين رأيتهم على التلفزيون “. مضيفا أنه لعب مع أو ضد لاعبين كبار مثل لورون بلان وجيفارك وديوميد وشاربونيي، ثم وجد نفسه يلعب ضد فان دير سار ودي بوير وليتمانين وبوجارد، كل هؤلاء اللاعبين رأيتهم على شاشة التلفزيون من قبل. في تلك المرحلة كنت أقول لنفسي إنني وصلت إلى مستوى جيد، وهذا بالضبط ما جئت للعب في أوروبا من أجله، خصوصا وأن احترافه تزامن مع المتاعب التي مرت بها الكرة الجزائرية والفراغ الحاصل منذ 1992، قبل أن يرفع لاعبون التحدي مثل بلال دزيري وصايفي وفريد غازي اللذان خاضا تجارب احترافية مهمة في فرنسا. علما أن تاسفاوت كان قد حول الوجهة نحو أندية أخرى بعد أوكسير على غرار غانغون وأندية أخرى فرنسية وصولا إلى نادي الريان القطري قبل الإعلان عن اعتزاله.
جيلنا يستحق الأفضل لكن المشاكل أفسدت كل شيء
من جانب آخر، لم يخف تاسفاوت استياءه من الوضع الصعب الذي مرت به الكرة الجزائرية في التسعينيات، ما انعكس سلبا على وضعية المنتخب الوطني في تلك الفترة، خاصة من الناحية الإدارية والمالية والتسييرية، وهو الأمر الذي كان له تأثيره المباشر في الشق الفني، مشيرا إلى عدة متاعب، من ذلك إجراء مباراة ودية في مونبيليي بفرنسا، وذلك بقمصان سيرتا سبور دون أن يتوفر اللاعبون على جوارب، ما جعلهم يقتنون جوارب أديداس، مضيفا أنه في تلك الفترة هناك لاعبون يتمتعون بإمكانات كبيرة في منتخب غير مهيكل إداريا وتنظيمية وماليا، مفوتا فرصا مهمة للبروز والتألق في مختلف المحافل القارية وحتى العالمية، معتبرا أن الوضع الذي مرت به البلاد جعلت هناك عدة قضايا تفرض نفسها جعلت كرة القدم ليست أولوية لدى الجهات الوصية.
التتويج بـ”كان 2019″ يفرض العمل أكثر
نوه تاسفاوت بالإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني صائفة العام الماضي، حين توج أبناء بلماضي بلقب “كان 2019″، مؤكدا ان هذا الانجاز يستحق الإشادة خاصة وأنه وضع الجزائر في قمة إفريقيا، لكنت في الوقت نفسه يتطلب مواصلة العمل بنفس الجدية والواقعية لمواصلة التأكيد، لأن العمل حسب قوله هو الذي يسمح للمنتخب الوطني بالبقاء في القمة، كما عاد الهداف التاريخي للخضر إلى مونديال 2014، حين كان ضمن الطاقم الفني رفقة خاليلوزيتش، حيث أشاد بانضباط التقني البوسني، ما سمح بتقديم مباريات بطولية آخرها ضد بطل العالم منتخب ألمانيا، حيث قال في هذا الجانب “كانت هذه التجربة مفيدة جدًا بالنسبة لي، كنت قريبًا جدًا من اللاعبين، وسار كل شيء بشكل جيد، ما سمح بتحقيق نتائج بعثت الفرحة في نفوس الجزائريين”.
سليماني قادر على تحطيم رقمي القياسي.. إنه هداف كبير
وعرج تاسفاوت إلى المسار الذي يحققه المهاجم اسلام سليماني، مؤكدا أنه بمقدور هذا الأخير تحكيم رقمه القياسي من الأهداف مع المنتخب الوطني (36 هدفا)، واصفا إياه بالهداف الكبير الذي أثبت صحة إمكاناته مع المنتخب الوطني وفي مساره الاحترافي بأوروبا، فهو حسب قوله قلب هجوم فعال ومن الطبيعي أن يسير نحو تحطيم الأرقام القياسية.، كما أشاد تاسفاوت بأسرة نادي بارادو التي استثمرت في المواهب الكروية، ما مكنهم من تكوين لاعبين من مستوى عالي بفضل مدربين مميزين وفقوا في التنقيب عن المواهب في مختلف أنحاء الوطن، مؤكدا بأن المشكلة في الجزائر “هي أننا نتمتع بوضع محترف، لكن الدولة هي التي تدفع وتدير كل شيء”، في غياب عمل ميداني من طرف المستثمرين الذين بدلا من توظيف أموالهم بشكل ايجابي أصبحوا يتسببون في إفلاس وتشكيل ديون للأندية، وبخصوص وضعية فريقه السابق مولودية وهران فقد اعتبر بأن الأمر لم يتغير منذ 20 سنة، والمشاكل نفسها دائما، ما جعل الحمراوة تدخل في نفق لأسباب مالية وتنظيمية، لأن الفريق يدار حسب قوله من الشارع على غرار أغلب الأندية الجزائرية.