أفريقيا برس – الجزائر. تواصل القيادة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني عملية انتخاب مكاتب المحافظات عبر مختلف ولايات الوطن، في إطار حملة تجديد شاملة لهياكل “الأفلان” التي أطلقتها مطلع السنة الجارية، حيث بلغت نسبة التجديد إلى حد الآن نحو 80 بالمائة، حسب ما كشفته مصادر من داخل الحزب.
وأوضحت ذات المصادر أن العملية مستمرة وشملت العديد من الولايات والمحافظات على غرار محافظات عنابة، بوزريعة، درارية، عين الدفلى، الدار البيضاء، شراقة، الأغواط، على أن تتواصل العملية بوتيرة متسارعة لاستكمال تنصيب بقية المكاتب في أقرب الآجال، بما يتيح الانتقال إلى المراحل التنظيمية الموالية حسب نفس المصدر.
وفي هذا السياق، سبق وأن انطلقت المرحلة الأولى لعملية الهيكلة داخل الحزب، من خلال فتح باب الانخراط وإعادة الانخراط، إذ دعا الأفلان رؤساء اللجان الانتقالية للمحافظات والقسمات إلى مواصلة هذه العملية من دون انقطاع، مع فتح المجال أمام المناضلين والمؤيدين للانضمام مجددا إلى صفوف الحزب، كما شدد التوجيه التنظيمي على ضرورة إعلام المناضلين بفتح الانخراطات عبر الإعلانات في مقرات القسمات، أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة اتصال أخرى تضمن أوسع مشاركة ممكنة.
وتزامنت عملية تجديد الهياكل مع الشروع في تشكيل الخلايا القاعدية على مستوى الأحياء والتجمعات السكانية والقرى والمداشر، باعتبارها النواة الأولى لبناء الحزب والمركز الحيوي لنشاطه الميداني، حسب ما سبق وأن تحدث عنه الحزب، حيث يحدد القانون الأساسي لجبهة التحرير الوطني عدد أعضاء كل خلية بين 9 و15 عضوا، وفق ما تنص عليه المادة 33 من القانون.
غير أن عملية التجديد هذه لم تخل من احتجاجات داخلية في عدد من المحافظات، حيث عبر بعض المناضلين والقيادات عن استيائهم من الطريقة التي أُديرت بها عملية تنصيب المكاتب الجديدة، متحدثين عن “محسوبية” و “اقصاء” طال بعض الإطارات القديمة، بل ذهبت بعض الأصوات الغاضبة إلى حد المطالبة بتنحي الأمين العام عبد الكريم بن مبارك، الأمر الذي نتج عنه حالة غليان داخلية دفع بالقيادة الحالية للحزب للعمل من أجل احتوائها، خاصة وأن “الأفلان” كغيره من الأحزاب السياسية على موعد مع استحقاقات سياسية مهمة، على غرار التشريعيات والمحليات المقبلة.
وكان الأمين العام للحزب، عبد الكريم بن مبارك، قد عرض خلال ترؤسه اجتماع المكتب السياسي، مؤخرا، تقريرا حول تقدم عملية انتخاب مكاتب المحافظات، مؤكدا أنها تجري في ظروف “مواتية وشفافة تعكس قيم الحزب ومبادئه الأصيلة”.
كما دعا بن مبارك إلى تغليب المصلحة العليا للحزب على الحسابات الشخصية، بما يضمن استكمال عملية التجديد في أجواء قانونية وشرعية، تمكن الحزب من خوض الاستحقاقات السياسية المقبلة بثقة واستقرار، والحفاظ على موقعه كأول قوة سياسية في البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه الساحة السياسية الوطنية لمواعيد مهمة، إذ شرعت تشكيلات سياسية في إعادة ترتيب صفوفها تحسبا للاستحقاقات التشريعية والمحلية المقبلة، إلى جانب انخراطها في النقاش حول مشاريع القوانين السياسية الجديدة، وعلى رأسها قانون الأحزاب السياسية وقانون الانتخابات، فضلا عن النصوص التشريعية المتعلقة بالبلديات والولايات.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس