الجزائر وتونس تبرمان اتفاقية دفاعية

7
الجزائر وتونس تبرمان اتفاقية دفاعية
الجزائر وتونس تبرمان اتفاقية دفاعية

أفريقيا برس – الجزائر. وقعت تونس والجزائر، اتفاقاً للتعاون في مجال الدفاع، “بما يساهم في تطوير القُدرات العملياتية لجيشي البلدين ويستجيب للواقع الراهن وللتحدّيات المستجدّة التي يشهدها الوضع الإقليمي والدولي”، بحسب بيانين صادرين عن الدولتين.

ووقع رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة ووزير الدفاع التونسي خالد السهيلي الاتفاق، خلال استقبالهما في الجزائر من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وذكر بيانان لوزارتي الدفاع التونسية والجزائرية أن الاتفاق يعتبر “محطّة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وخطوة مهمة في مسار تعزيز العلاقات العسكرية الثنائية”.

وذكر البيان التونسي أن “أهمية الاتفاقية الدفاعية التي تم إبرامها بين الطرفين تتمثل في دفع التعاون العسكري ودورها المحوري في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة”.

وأفادت وزارة الدفاع التونسية بأن الاتفاق يشمل مجالات التدريب وتبادل المعلومات والخبرات، وتكثيف التنسيق الثنائي وتعزيز العمل المشترك والتعاون الميداني في مجال تأمين الحدود.

وأشار البيان التونسي إلى أن تلك الاتفاقية تعد استكمالاً لأخرى وقعت عام 2001، “بما يجعلها أكثر شمولية وتستجيب لتطلعات الطرفين وتفعل الشراكة الاستراتيجية بينهما المبنية على أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادلين، وتفتح كذلك آفاقاً جديدة وأرحب للتعاون الثنائي لمواجهة التداعيات والمخاطر المحدقة بالمنطقة”.

ودعا وزير الدفاع التونسي إلى تفعيل التعاون مع الجزائر، وتعزيز العمل المشترك وتكثيف التنسيق الثنائي.

وبحث المسؤولان التونسي والجزائري “مواجهة التحدّيات الأمنية والمخاطر التي تهدّد استقرار المنطقة، على غرار الإرهاب والاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية والتهريب والجريمة المنظمة العابرة للحدود”.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية، حضر اللقاء كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات وقائد الحرس الجمهوري ومدير الديوان لدى وزارة الدفاع الوطني وقائد الدرك الوطني بالنيابة ورؤساء الدوائر والمراقب العام للجيش ومديرين مركزيين من أركان الجيش الوطني الشعبي ووزارة الدفاع الوطني، إلى جانب أعضاء الوفد التونسي الزائر.

وأكد الفريق أوّل السعيد شنقريحة أن “العلاقات المتميزة بين الجزائر وتونس تكتسي طابعاً استراتيجياً يتجلى في القواسم المشتركة، وفي مسارات الحوار المتواصل والتنسيق البناء بين قيادتي البلدين”.

وقال: “تتقاسم الجزائر وتونس، بحكم الروابط الجغرافية والتاريخية والحضارية التي تجمعهما، نفس التطلعات لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء اقتصاديات ناشئة منتجة للتنمية المستدامة.

وشدد الفريق أول على أن التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية، التي تواجه المنطقة تفرض على البلدين تعزيز العمل المشترك، وفق رؤية متكاملة.

وأضاف: “من هذا المنظور، تحرص الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على تعزيز علاقاتها الثنائية مع تونس في شتى الميادين، لا سيما في مجالي الدفاع والأمن، لأننا نؤمن في الجزائر أن أمن بلدينا واستقرارهما يحتاج إلى أعلى مستوى ممكن من التنسيق والتشاور”.

وشهد التعاون العسكري بين تونس والجزائر تطورًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، مدفوعًا بتحديات أمنية مشتركة على الحدود وفي المنطقة المغاربية. الاتفاقية الدفاعية الجديدة الموقعة في أكتوبر 2025 تأتي استكمالًا لاتفاقيات سابقة أبرزها اتفاقيتا عامي 1983 و2001، وتُعد أكثر شمولًا من سابقاتها، حيث تشمل مجالات التدريب، تبادل المعلومات، التنسيق العملياتي، وتأمين الحدود.

منذ الثمانينات، تعامل البلدان مع الحدود المشتركة كمنطقة أمنية حساسة، مما فرض تنسيقًا دائمًا لمواجهة شبكات التهريب والجريمة المنظمة. بعد 2011، كشفت العمليات الإرهابية في جبل الشعانبي هشاشة البنية الأمنية التقليدية، ما دفع البلدين إلى تطوير غرف عمليات مشتركة وتبادل استخباراتي ميداني.

الاتفاقية الجديدة لا تُصاغ كمعاهدة دفاع مشترك، بل كإطار تعاون شامل يقوم على الاندماج الوظيفي بين المؤسستين العسكريتين، دون التزامات تلقائية في حال تعرض أحد الطرفين لعدوان. وهي تهدف إلى بناء هندسة أمنية مغاربية مستقلة، بعيدًا عن المظلات الأجنبية، وتُعد خطوة استراتيجية لمواجهة التهديدات الهيكلية مثل الإرهاب، الهجرة غير النظامية، والتهريب.

كما أن التنسيق يتم عبر لجنة عسكرية مشتركة تجتمع دوريًا، ويشمل التعاون الأمني مكافحة الإرهاب، الاتجار بالبشر، والجريمة المنظمة العابرة للحدود. هذا التعاون يعكس نضجًا في التفكير الاستراتيجي لدى البلدين، ويؤسس لشراكة مؤسسية دائمة في المجال الدفاعي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here