الجزائر و”الأفلان” حاضرتان في معركة البرلمان الفرنسي

7
الجزائر و”الأفلان” حاضرتان في معركة البرلمان الفرنسي
الجزائر و”الأفلان” حاضرتان في معركة البرلمان الفرنسي

محمد مسلم

أفريقيا برس – الجزائر. خيم الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر على الجلسة التي شهدتها الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان) الخميس المنصرم، وذلك بالرغم من كون هذه الجلسة خصصت لمناقشة والتصويت على لائحة بشأن اتفاقية الهجرة الموقعة بين الجزائر وفرنسا في عام 1968.

وتعرضت النائب، ميشيل تابارو، عن الحزب اليميني “الجمهوريون” صاحب مشروع مقترح اللائحة، للتحقير من قبل عدد من زملائها النواب، الرافضين للائحة، وتهجموا على والدها روبير تابارو، باعتباره واحدا من مؤسسي ومجرمي منظمة الجيش السري الإرهابية، التي ولغت كثيرا من دماء الجزائريين والفرنسيين الرافضين لاستعمار فرنسا للجزائر.

وخلال مداخلتها في الجلسة التي خصصت لمناقشة مقترح إسقاط اتفاقية 1968، أقدم نواب من حزب “فرنسا الأبية”، التي يقودها الثائر جون لوك ميلونشون، والنواب المدافعون عن البيئة، مستحضرين تاريخ والدها الحافل بالجرائم رفقة منظمة الجيش السري الإرهابية، إبان الثورة التحريرية، ودفاعها المستميت عن قانون 23 فبراير 2005، الذي يمجد الممارسات الوحشية للاستعمار الفرنسي في المستعمرات السابقة ومن بينها الجزائر.

ويعتبر روبر تابارو الذي توفي يوم 15 أكتوبر 2015 (عن عمر يناهز 87 عامًا) من مؤسسي “جبهة الجزائر الفرنسية” وأحد مؤسسي “منظمة الجيش السري الإرهابية” في وهران، وهو ابن شقيق بيار تابارو، مالك جريدة “وهران الجمهورية”، كما يعتبر من المقربين جدا من الجنرال إدموند جوهو، أحد غلاة الجزائر الفرنسية، والذي كان إلى جانب كل من الجنرالات راؤول سالان، موريس شال، أندري زيلر، الذين قاموا بانقلاب على الجنرال ديغول سنة 1961، رفضا لقيامه بالمفاوضات مع جبهة التحرير.

وجاء تهجم نواب اليسار والبيئة على زميلتهم النائب اليمينية بينما كانت تلقي كلمة لها مدافعة عن دعوة حزبها لإسقاط اتفاقية 1968، مثل ما جاء في موقع “لو نوفال أوبسيرفاتور”، علما أن تابارو تعتبر من أقرب المقربين إلى زعيم الحزب اليميني “الجمهوريون”، إيريك سيوتي المهووس بضرب المصالح الجزائرية في فرنسا وخدمة مصالح النظام المغربي.

وبوقاحة شديدة، ردت النائب على زملائها قائلة: “أنا فخورة بتاريخ عائلتي، ليس لدي أي دروس لأتعلمها منكم. لقد كنتم أصدقاء لجبهة التحرير الوطني (الجزائرية) واليوم أنتم أصدقاء لحماس (الفلسطينية)”، ما يبين المعسكر الذي تقف فيه هذه النائب في المعادلة السياسية في فرنسا، والذي تبين أنه فاقد للأخلاق ولا يحترم حقوق الإنسان، وغير متشبع بقيم الديمقراطية التي يزعم اليمين الفرنسي التشبع بها.

غير أن الرد لم يتخلف من المعسكر الآخر، حيث قالت النائب المدافعة عن البيئة، صابرينا صبايحي: “من غير المعقول التصويت على نص دافع عنه سليل منظمة الجيش السري (الإرهابية)، وصفق له ورثة جلادي الجزائر”، وهي تشير هنا إلى المقترح القانوني الذي يدعو إلى إسقاط اتفاقية 1968. كما هاجمها النائب باستيان لاشو عن حزب “فرنسا الأبية” قائلا: “إنك تعيدين تجربة الحرب في الجزائر إلى ما لا نهاية. وتتملقين عبر كراهية الأجانب والعنصرية، أملا في جني مكاسب انتخابية”.

وقضت ميشال تابارو أكثر من 20 عامًا رئيسة لبلدية “كاني”، وهي مدينة تأوي الآلاف من الأقدام السوداء الذين هربوا من الجزائر غداة الاستقلال، وهي واحدة منهم على اعتبار أن والدها كان قد غادر وهران في سنة 1962 فارا من الجزائر ومن المتابعة القضائية في فرنسا أيضا، باعتباره كان مطلوبا للعدالة بسبب ارتكابه جرائم أيضا بحق الفرنسيين، ولم تطأ قدماه التراب الفرنسي إلا في سنة 1969 بعد العفو الذي صدر بحق مجرمي منظمة الجيش السري الإرهابية في سنة 1968.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here