تحت قيادة الرئيس تبون.. الجزائر على كل الجهات الخارجية

5
تحت قيادة الرئيس تبون.. الجزائر على كل الجهات الخارجية
تحت قيادة الرئيس تبون.. الجزائر على كل الجهات الخارجية

أفريقيا برس – الجزائر. أنهت الجزائر في فترة حكم الرئيس عبد المجيد تبون، سلسلة الانتكاسات والغياب الذي شهدته في الحقل الدبلوماسي، حيث “انكفأت” على نفسها وتركت المجال لبعض القوى الإقليمية لتسجل حضورها في ملفات يفترض أن تكون بيد الجزائر ولاعبة رئيسية فيها.

كانت الوجهة الأولى للرئيس عبد المجيد تبون غداة انتخابه، شهرا بالتحديد، إلى ألمانيا، للمشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، حيث ابرز الموقف الجزائري الرافض للتدخلات الخارجية، وأن الحل يجب أن “يكون ليبيا ليبيا من دون ضغوط أجنبية”، وأن يجلس الليبيون إلى طاولة الحوار.

وفي غمرة الهجوم العسكري الذي قاده اللواء المتقاعد خليفة حفتر مدعوما من قوى أجنبية في محاولة منه لبسط السيطرة على العاصمة طرابلس، أطلق الرئيس تبون تصريحا مدويا عندما أكد أن “العاصمة طرابلس خط أحمر”، ومكن الموقف الحازم والسريع للجزائر من إنقاذ العاصمة طرابلس من “حمام دم”.

ورافقت الجزائر جميع الأطياف الليبية التي اتفقت في ختام جولات مطولة على تسمية عبد الحميد الدبيبة رئيسا للحكومة ومحمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، واليوم ورغم العوائق تشق ليبيا طريقها لانتخابات رئاسية نهاية الشهر الجاري.

وأعلنت الجزائر في ظل انسداد أزمة سد النهضة عن مبادرة وساطة بين مصر وأثيوبيا والسودان، وهي الخطوة التي لقيت الترحيب من جميع الأطراف.

وغير بعيد عن ليبيا، تحركت الدبلوماسية بقيادة الرئيس تبون لحلحلة الأزمة في مالي، خاصة وأن الجزائر تربطها علاقات تاريخية عميقة بباماكو ومكوناتها منذ زمن ثورة التحرير الجزائرية، ليصرّ الرئيس تبّون على أن الحل في مالي لن يكون إلا وفق مقاربة الجزائر، وذهب أبعد من ذلك برسمه شروطا جزائرية لانفراج الوضع عقب الانقلاب الأول.

نبرة الرئيس تبّون حيال التطورات التي شهدتها الجارة الجنوبية الحازمة في تناول أزمة مالي والتطورات التي جرت، عكست برأي مراقبين مركزها القوي كفاعل إقليمي مؤثر.

ووفاء لمبادئها الدبلوماسية التي ترفض التدخل في شؤون الداخل، تجنبت الجزائر التعليق على القرارات الموصوفة بالمثيرة للجدل من طرف الرئيس التونسي قيس سعيد، لكنها لم تحد عن دعمها، حيث أكدت على لسان الرئيس عبد المجيد تبون ولأكثر من مرة وقوفها إلى جانبها، ورفضها للإملاءات والضغوط التي تتعرض لها من بعض الأطراف الدولية، ونبه الرئيس تبون في تصريح قويّ أنّ “ما يمس تونس يمسنا، ومن يهدد أمنها سيجدنا أمامه”، وخلّف التصريح القوي للرئيس تبون حالة من السكينة لدى التونسيين.

كما تحركت الجزائر التي تفطنت مسبقا للدسائس التي يحضرها المخزن، بوضع حد لمؤامراته الدنيئة مستقويا بالكيان الصهيوني، والبداية كانت بكشف الجزائر المخططات التي شرع فيها المخزن منذ فترة مطولة، ومن ذلك توفير الدعم للتنظيمين الإرهابيين “رشاد” و”ماك” ما أدى إلى قطع العلاقات مع الرباط، وعدم تجديد عقد العمل بخط الغاز الذي يمر عبر تراب المملكة المغربية نحو إسبانيا.

المغرب الذي عمل على تمكين الكيان الصهيوني من موطئ قدم في القارة السمراء، وتحديدا كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، وجد الجزائر بقيادة الرئيس تبون قد تحركت لقطع الطريق على الصهاينة، وتأجيل البت في ملف العضوية، الذي سيعرض على قمة الرؤساء المرتقبة شهر فيفري المقبل.

وعن أم القضايا ومحورها، يؤكد الرئيس تبون أن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية لا يتغير بالتقادم ولا بالتخاذل، وأن هناك اتفاقا عربيا على مبدأ الأرض مقابل السلام، وأن الجزائر ملتزمة بهذا الموقف.

وفي ظل التخاذل العربي تجاه القضية الفلسطينية، استقبل الرئيس تبون الرئيس محمود عباس، وأغاث الفلسطينيين بهبة قدرها 100 مليون دولار، معلنا احتضان ندوة جامعة لفصائل المقاومة، ونفس الموقف أبانه الرئيس تبون من القضية الصحراوية وأنها آخر مستعمرة في القارة السمراء.

وبفضل السياسة الخارجية الواضحة التي كرسها الرئيس تبون في تعامل الدولة الجزائرية مع شركائها الدوليين، فإن العلاقات الدبلوماسية التي كانت تشوبها التعقيدات مع بعض الدول على غرار فرنسا، أصبحت واضحة المعالم وغير قابلة للمساومات، لأن منطلقها “مبادئ بيان أول نوفمبر”، مثل ما أكده رئيس الجمهورية الذي شدد على أن علاقات الجزائر ستكون من الآن فصاعدا وفق مبدأ الندية ومنطق رابح رابح، مبدأ تكرسه سيادة واستقلالية القرار السياسي والاقتصادي لاسيما في ظل عدم الرضوخ لأي املاءات أو ضغوط بالعودة للاستدانة الخارجية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here