نهاية الاستعمار والاستغلال الأجنبي لثروات إفريقيا

4
نهاية الاستعمار والاستغلال الأجنبي لثروات إفريقيا
نهاية الاستعمار والاستغلال الأجنبي لثروات إفريقيا

أفريقيا برس – الجزائر. أشاد رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، مساء الجمعة، بدور الجزائر في مجلس الأمن الأممي، مجددا نداء بلاده بضرورة إصلاح هذا المجلس حتى يكون “أكثر تمثيلا”.

وقال الرئيس رامافوزا في خطاب ألقاه أمام الدورة غير العادية للبرلمان المنعقد بغرفتيه بقصر الأمم (الجزائر العاصمة) إن بلاده “تجدد نداءها من أجل إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يكون أكثر تمثيلا”، مشيدا بـ”مواقف الجزائر المشرفة”، قائلا بهذا الخصوص: “يجب أن نكون معا لإصلاح النظام العالمي والمالي ليكون في خدمة مصالح كل الدول والشعوب”.

كما شدد على ضرورة “دعم الضعفاء والمهمشين في كل بقاع العالم ومساعدة المدنيين في الحروب والنزاعات لكي نصل إلى حل دائم للمشاكل وتوحيد إفريقيا”، وهو –كما قال– “مشروع من أجل الوصول إلى تطور مستدام واقتصاد متطور وسيكون هذا بتعميق التعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا وتعاون بين برلماني البلدين”.

وبعد أن عبر عن سعادته بوجوده في الجزائر وإلقاء خطابه هذا أمام البرلمان الجزائري في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها بدعوة كريمة من أخيه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أكد الرئيس رامافوزا ان البلدين “تربطهما علاقات أخوية قوية”، مضيفا بالقول: “حتى وإن كانت المسافة بين البلدين بعيدة، غير أنني أشعر وكأنني في وطني”.

وأبرز أن هدفه من هذه الزيارة هو “تقوية علاقات الأخوة بين البلدين”، مشيرا إلى أن الجزائر “لديها خبرة ولدينا الكثير لنتعلم منها”.

وبالمناسبة، توقف رئيس جنوب افريقيا مطولا عند ظاهرة الاستعمار التي عانت منها سابقا العديد من الدول الإفريقية، مذكرا أن الجزائر وجنوب إفريقيا كلاهما عانى من ويلات الاستعمار ومن اضطهاده ومصادرة الأراضي وكلاهما يملك رصيدا من النضال ضد الاستعمار، كما أن البلدين –مثلما قال– “يتشابهان في التحديات التي واجهاها في الماضي”، مجددا “شكر بلاده العميق للجزائر نظير وقوفها إلى جانب بلاده في مكافحة نظام التمييز العنصري”.

كما أشاد في نفس الإطار بوفاء الجزائر لوعدها في دعم تحرر شعوب إفريقيا من خلال دورها في تكوين “مناضلي الحرية” في جنوب إفريقيا، مذكرا أن المؤتمر الوطني الإفريقي “أصبح أول حركة تحررية تنشئ مكتبها الدولي في الجزائر العاصمة”.

وأضاف أن شعب جنوب إفريقيا “أصبح اليوم حرا وأن الجزائر ساهمت في حريته”، مشيرا إلى أن الجزائر كانت “أول بلد زاره الزعيم الراحل نيلسون مانديلا غداة إطلاق سراحه”، حيث صرح قائلا إن الجزائر هي التي “صنعت مني رجلا”.

ولفت إلى أن علاقات الجزائر وجنوب إفريقيا “لن تنكسر أبدا لأن تاريخهما عميق قوي ولديهما مستقبل زاهر”.

كما ذكر أن البلدين “يطمحان لتقوية علاقات التجارة والاستثمار بينهما”، مشيرا إلى أن انعقاد الدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين البلدين ومنتدى رجال الأعمال “أمر مشجع وسيتم استغلاله لتطوير علاقات التعاون في مجالات الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة والطيران والبنى التحتية”.

وشدد أيضا على ضرورة “استغلال الدول الإفريقية لمواردها الطبيعية وعدم ترك مجال استغلالها للقوى الاستعمارية”، وذلك بهدف “تمكين المؤسسات الإفريقية من التطور والازدهار وخلق فرص عمل جديدة”.

وأكد بذات المناسبة أن الجزائر وبلاده “لديهما قيم ونضال ونظرة مشتركة في الاتحاد الافريقي وبناء القارة الإفريقية كما حلم بها الأجداد، وهما عازمتان على مواصلة احترام القيم الديمقراطية”، مستشهدا بالانتخابات التي جرت مؤخرا في بلاده والرئاسيات التي نظمت في الجزائر في 7 سبتمبر الفارط، والتي تؤكد –كما قال– “التزام البلدين بقيم الديمقراطية واحترام اختيار الشعب”.

وأكد أن بلاده “التزمت خلال ترؤسها مجموعة الـ20 بالعمل على تطوير إفريقيا ونريد من الجزائر ودول افريقيا الانضمام إليها وأطلب من الرئيس عبد المجيد تبون المشاركة في قمة مجموعة الـ20 المقررة سنة 2025 لنواصل العمل معا”.

موقف حازم في دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية

من جانب آخر، أكد رئيس جمهورية جنوب إفريقيا أن بلاده والجزائر تقفان “موقفا حازما” في دعم الشعبين الصحراوي والفلسطيني، مشددا على ضرورة أن “تنتهي الآن” حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.

وأوضح أن الجزائر وجنوب إفريقيا “تدركان معنى أن يكون شعب ما تحت وطأة الاستعمار، ما يجعلهما تقفان موقفا حازما لدعم الشعب الفلسطيني”، مؤكدا أن حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة “يجب أن تنتهي ونحن نطالب بأن تنتهي الآن”.

وذكر بأن بلاده اتخذت خطوة من أجل مرافعة قانونية في محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الصهيوني، مبرزا أن هذا الأخير “يرتكب عمليات إبادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة”، مستطردا بالقول أن “قتل النساء والأطفال والعزل وقصف المنازل والمدراس والمستشفيات والحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية إليهم هي وصمة عار ولا يمكننا السماح بهذه التجاوزات ولدينا مسؤولية لكي نوقف هذه الإبادة”.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن “كل ذلك حفز جنوب إفريقيا الدولة البعيدة عن فلسطين بآلاف الكيلومترات، وتوجهنا إلى محكمة العدل الدولية وكلنا عزم على الوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين هم بأمس الحاجة إلى دعمنا”، مستطردا بالقول: “قمنا بهذا لأن نيلسون مانديلا أخبرنا بأن حريتنا لن تكتمل حتى يحظى الفلسطينيون بحريتهم الكاملة وحقهم في تقرير مصيرهم”.

وبشأن القضية الصحراوية، أكد الرئيس رامافوزا أن الجزائر وجنوب إفريقيا تواصلان الالتزام بدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مشيدا بدعم الجزائر الدائم لنضال الشعب الصحراوي.

وذكر الرئيس رامافوزا المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه الشعب الصحراوي، مطالبا إياه بـ”احترام القانون الدولي وقيم ميثاق الأمم المتحدة”، مشددا على “ضرورة بناء نظام عالمي جديد قائم على أساس العدل والعدالة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here