أفريقيا برس – الجزائر. كشفت محاكمة 21 شخصا أمام محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، عن وقائع خطيرة تخص عملية تهريب المهاجرين نحو إسبانيا، عبر قوارب الموت مقابل 40 مليون سنتيم لكل واحد منهم، قبل أن يتم إحباط العملية من طرف خفر السواحل الجزائرية، ومتابعتهم قضائيا بجناية تهريب المهاجرين من طرف أكثر من شخص، ومغادرة الإقليم الوطني بطريقة غير شرعية.
تفاصيل الملف، الذي ناقشته المحكمة، الأربعاء، تعود إلى بلاغ تلقته مصالح المحطة البحرية الرئيسية بباب الزوار، من قبل حراس السواحل بخصوص عثورها على قارب صيد على متنه 21 مهاجرا كانوا بصدد التوجه نحو السواحل الإسبانية انطلاقا من شاطئ “سركوف” بمنطقة عين طاية بشرق العاصمة، وعلى أساس ما تضمنه البلاغ، تم تحرير محضر رسمي حول ملابسات العملية من قبل الفرقة الجنائية التابعة للشرطة القضائية لولاية الجزائر.
وكشفت التحريات الأمنية بالملف عن تورط المتهمين في التنظيم والتخطيط لرحلة خاصة من أجل الإبحار سرا نحو أوروبا، كما قاموا بجمع مبالغ مالية معتبرة لاقتناء لوازم الرحلة، بعد الاتفاق مبدئيا حول تفاصيلها بأحد أحياء منطقة الرغاية، ثم البحث عن قارب صيد عن طريق أشخاص آخرين ينحدرون من ولاية بجاية، وكشفت اعترافات أحد المتهمين خلال التحقيق أنهم توجهوا نحو بجاية لاقتناء قارب مستعمل بمبلغ 90 مليون سنتيم، كما قاموا بشراء محرك عبر تطبيق “ماركت بلايس” بمبلغ 32 مليون سنتيم، إلى جانب اقتناء المعدات الخاصة بالهجرة، والبحث عن مصادر آمنة لتزويدهم بمادة البنزين.
وفي إطار البحث والتحري الذي قامت به عناصر الضبطية القضائية، تم استرجاع صور ومقاطع فيديو تم التقاطها من قبل المشتبه فيهم وبثوها على صفحاتهم الشخصية بموقع “الفايس بوك”، من أجل الترويج للعملية، كما أظهر سجل المكالمات الهاتفية عن تواصلهم مع بعضهم البعض هاتفيا بصفة مكثّفة قبل انطلاق الرحلة المقررة.
من جهة أخرى، استمعت المحكمة لأقوال المتهمين من بينهم 13 موقوفا بالمؤسسة العقابية، بعد فصل الملف وإحالة ستة متهمين للمحاكمة أمام محكمة الجنح بالرويبة، إذ اعترف المدعو “ق. م” لدى سؤاله من طرف القاضي حول ضلوعه بالعملية، أين أكد عزمه على الهجرة وتخطيطه رفقة عدد من المتهمين على جمع المال، وشراء لوازم الرحلة، كما اعترف بقيامه سابقا بدخول الأراضي الإسبانية بنفس الطريقة قبل أن يتم ترحيله بعد 45 يوما من توقيفه من طرف السلطات الأمنية بإسبانيا.
وصرح المتهم ذاته، أنه خطط رفقة أبناء حيه بتوجيه من المتهم الرئيسي الملقب بـ”الروجي”، رفقة المدعو “المهدي” الذي لم تتمكّن مصالح الأمن من تحديد هويته، أين دفعوا مبالغ مالية تراوحت بين 30 و40 مليون سنتيم، من أجل اقتناء جهاز تحديد المواقع الجغرافية “جي. بي. آس” وقارب صيد من بجاية تم نقله نحو شاطئ تامنفوست بالعاصمة، ثم شاطئ سركوف، لتجهيز الرحلة التي دامت 3 ساعات بعرض البحر المتوسط.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس