أفريقيا برس – الجزائر. قال وزير الخارجية الفرنسي إيف لودريان أن “فرنسا تطمح إلى إقامة علاقة “ثقة” و”شراكة طموحة” مع الجزائر تتجاوز ما وصفه “جروحا” متعلقة بالذاكرة “قد تعود للظهور أحيانا”.
وأوضح لودريان، الجمعة، في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية قائلا: “لدينا روابط راسخة في التاريخ، نتمنى أن تكون الشراكة الفرنسية- الجزائرية طموحة”.
وتابع قائلا “من المنطقي أن تعود جروح الذاكرة للظهور لكن ينبغي تجاوز ذلك لاستعادة علاقة الثقة”.
وقال لودريان “قد يحصل سوء فهم من وقت لآخر لكن ذلك لا يقلل من الأهمية التي نوليها للعلاقات بين بلدينا”.
وأضاف “يجب المحافظة على هذا الرابط القائم على احترام السيادة والإرادة المشتركة على تجاوز الخلافات للعودة إلى علاقة هادئة”.
وزير الخارجية الفرنسي يعلن عن “لقاء خاطف” مع لعمامرة بكيغالي
وفي 26 أكتوبر الماضي، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أنه أجرى لقاء خاطفا مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في العاصمة الرواندية كيغالي، بمناسبة انعقاد اجتماع افريقيا- أوروبا.
ووصف لودريان في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، اللقاء بأنه “حديث مجاملة”، في وقت تجاهل وزير الخارجية رمطان لعمامرة، هذا اللقاء في سلسلة تغريداته حول اجتماعاته مع نظرائه الأوروبيين والأفارقة على هامش المؤتمر.
جلسات عمل ولقاءات مع عديد من الزملاء الأفارقة والأوربيين على هامش الاجتماع الوزاري لدول الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي. اهتمام كبير بتوثيق العلاقات مع إفريقيا ودعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في إطار شراكة متوازنة. pic.twitter.com/Sqgimc3PSR
— Ramtane Lamamra | رمطان لعمامرة (@Lamamra_dz) October 26, 2021
في إطار التنسيق المتواصل، تبادل مثمر مع زملائي وزارء خارجية أنغولا وجنوب إفريقيا حول النتائج الرئيسية للاجتماع الوزاري لدول الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. اتفقنا على العمل معا لضمان تنفيذ القرارات المعتمدة ومواصلة التشاور بخصوص قضايا أخرى. pic.twitter.com/XnHi4SFXLf
— Ramtane Lamamra | رمطان لعمامرة (@Lamamra_dz) October 26, 2021
لعمامرة: الجزائر لن تقدم أي تنازلات ولن تسمح بالتدخل في شؤونها
ويوم 7 أكتوبر 2021، قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة، إن الجزائر لن تقدم أي تنازلات ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطلاقا، واصفا تصريحات الرئيس الفرنسي بالخطأ الجسيم.
وجدد لعمامرة،في حورا مع وكالة الأناضول رفض الجزائر القاطع لتصريحات ماكرون.
وأردف قائلا أنه “مهما كان سبب المشكلة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر على علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا”.
وأضاف لعمامرة أن الجزائر وفرنسا تمتلكان تاريخا طويلا وصعبا ومعقدا، وأن الجزائر نجحت في التعامل مع هذا الوضع في كل وقت.
وشدد على أن الجزائر حافظت دوما على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وأي دولة أخرى.
وقال لعمامرة إن الجزائر لا ترغب في إدارة أي مشكلة مع شركائها الدوليين عبر وسائل الإعلام، وإنما من خلال الوسائل الدبلوماسية.
وأردف: “القواعد واضحة، في حال احترام سيادتنا واستقلالنا وحقوقنا المشروعة، فنحن على استعداد للتعاون مع هذا الشريك، وإلا فنحن مستعدون لمواجهة ذلك”.
وحول علاقة الجزائر مع تركيا قال لعمامرة إن تركيا لاعب دولي مهم جدا ونرتبط معها بـ“علاقات تاريخية عميقة”.
وأضاف لعمامرة أن الجزائر وتركيا تمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة.
وتابع أن تركيا ساهمت بشكل مهم في عملية التنمية بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، وأن الجزائر تتطلع إلى المزيد من علاقات الشراكة والاستثمارات التركية خلال الأيام القادمة.
وأردف أن الجزائر تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا، بحيث تشمل المجالات كافة، معربا عن تفاؤله بهذا الصدد.
وفيما يخص ليبيا، الجارة الشرقية للجزائر، قال لعمامرة إن الجزائر مستعدة لتقاسم خبراتها وتجاربها وإمكانياتها مع “الأشقاء الليبيين” لإجراء الانتخابات بشفافية وديمقراطية.
وحول الدور التركي في ليبيا، قال لعمامرة إن “تركيا بلا شك لاعب مهم للغاية، ولديها علاقات قوية مع ليبيا، ونأمل أن تقوم كافة الأطراف بمساعدة الليبيين على صياغة مستقبل مشترك دون التدخل في شؤونهم الداخلية”.
وتابع: “بعد هذه الأزمة العميقة، التي استمرت لأكثر من 10 سنوات، ندعو كافة الأطراف والقادة في ليبيا إلى اعتبار أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في تاريخهم، والجزائر بالتأكيد ستدعم هذا الأمر”.
لعمامرة: تصريحات ماكرون إفلاس في مجال الذاكرة
واعتبر وزير الخارجية رمطان لعمامرة، مساء الثلاثاء، تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضد الجزائر بمثابة إفلاس في مجال الذاكرة.
ودعا لعمامرة خلال زيارته إلى مالي، ماكرون إلى ضرورة الاحترام اللامشروط، للدول الإفريقية في حال أرادت تطوير علاقات ندية.
وأضاف إنه يرغب في “تذكير من يريد أن يسمع بأن إفريقيا مهد للإنسانية وقبر للاحتلال”.
كما طالب الشركاء الأجانب بالتحرر من التصرفات غير المنطقية، تحت مظلة عبارة “المهمة الحضارية للغرب”، لأنها استعملت كغطاء أيديولوجي لتمرير الجرائم ضد الإنسانية، وخاصة ضد الشعوب الإفريقية.
في ذات السياق لفت لعمامرة إلى أن علاقة الجزائر مع فرنسا مبنية على منطق الأخذ والعطاء، فلا وجود لهدايا وقربان في اتجاه واحد، بل فقط مصالح مشتركة.
مصدر دبلوماسي لـ”الشروق”: هوس الانتخابات جر ماكرون للمزايدة على كل ما هو جزائري
كشف مصدر دبلوماسي إن هوس الانتخابات الرئاسية في فرنسا جر الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المزايدة على كل ما هو جزائري وضد المهاجرين بدعم من اليمين المتطرف.
وقال المصدر ذاته للشروق في تعليقه على تصريحات ماكرون الجديدة: من الواضح أن الهوس القهري بالانتخابات الرئاسية المقبلة قد جر الرئيس الفرنسي إلى عاصفة المزايدة ضد كل ماهو جزائري وضد المهاجرين، مزايدة يغذيها وبطريقة مصطنعة، اليمين المتطرف.
وبخصوص تقرير بينجامين ستورا، أكد المصدر الدبلوماسي أن هذا التقرير “يمثل ذريعة مناسبة لإعادة التموقع الانتهازي، لا يهم الجزائر لأن هذا التقرير يستجيب بشكل أساسي لدوافع أحادية الجانب، اي من الجانب الفرنسي ، وقبل كل شيء، يتجاهل السؤال المركزي الا و هو الاعتراف الرسمي من قبل فرنسا بجرائمها الاستعمارية التي ارتكبت في الجزائر”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس