الإمارات تريد “توظيف معلومات” سفيرها حول الجزائر

0
الإمارات تريد
الإمارات تريد "توظيف معلومات" سفيرها حول الجزائر

أفريقيا برس – الجزائر. وضعت الظرفية السياسية المتأزمة بين الجزائر ودول الساحل، وبالأساس مع جمهورية مالي، زيارات سفير الإمارات العربية المتحدة بالجزائر إليها، ضمن وفد رفيع المستوى، في موضع خرق للأعراف الدبلوماسية، خاصة أن الدبلوماسي الخليجي، لم تُنه مهامه رسميا من منصبه، وغيابه عنه مبررا بعطلة مرضية منذ نحو عام، وفق ما أفادت به مصادر رسمية وغير رسمية في تصريحات سابقة.

وبالانطلاق من الأعراف الدبلوماسية والأخلاق السياسية، يتبين أن السفير الإماراتي بالجزائر، وفق قراءة قدمها أستاذ العلوم السياسية، أسامة بوشماخ، تجرّد من كل القيم التي تحكم نشاطه كسياسي أو كدبلوماسي، بمغادرة الجزائر على أساس أنه مريض، بينما يتواجد ضمن وفد رفيع المستوى في بلدان الساحل التي ساءت معها العلاقات مؤخرا.

ويرى المحلل السياسي، اليوم، أن تصرفات الدبلوماسي تؤشر على أن الإمارات العربية تسعى إلى “توظيف المعطيات والمعلومات” التي اكتسبها وجمعها سفيرها حول الجزائر واقتصادها بعد كل السنوات التي قضاها بالبلد المستضيف.

وعلى صعيد مواز، عملت الإمارات على البعد الإعلامي لشيطنة الجزائر في تلك البلدان، بحسب المتحدث، فقد رصدت 15 مليون دولار لتمويل حملات إعلامية ضدها من خلال شراء أسهم في مؤسسات إعلامية فرنسية وإفريقية ناشطة بدول الساحل.

كما اعتبر بوشماخ زيارة السفير ضمن عاملا مساعدا سيخدم خطوات الإمارات بتسخير قرابة 50 مليار دولار، لبناء هياكل وتفعيل العلاقات مع دول الجوار في الساحل ومع المغرب وصولا إلى ليبيا بحسيب مصادر غربية، إلى جانب مساع لنقل ودعم نشاط المرتزقة، لافتا إلى وجود اثبات لأنشطة إماراتية لزعزعة النسيج الاجتماعي في الجزائر.

والزيارة تعد في نظر المتحدث أيضا، دليلا دامغا على كل الاتهامات التي كالتها الجزائر للدبلوماسي، موضحا أن السفير لا يزال “حاملا لصفة سفير بلاده في الجزائر بالتالي لا يمكنه من الناحية الأخلاقية والدبلوماسية أن يكون ضمن وفد رفيع المستوى لبلدان تهاجم الجزائر”.

وفي رده على سؤال حول القراءة الممكنة لتصريحات الوفد الإماراتي، بكون الزيارة تهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون الأمني والاقتصادي بين باماكو وواغادوغو ونيامي مع أبوظبي، قال الجامعي، إن الهدف هو محاولة خلق وضع جديد في منطقة الساحل، بعد التصعيد الذي قامت به هذه الدول ضد الجزائر، مع العلم أن التوتر خلق أوضاع معيشية صعبة في مالي، وهو الأمر الذي تعمل الإمارات على استغلاله بالتنسيق مع نظام المخزن، لاحتواء الجزائر وضربها من الخلف.

هذه التحركات، تساعد الطغمة العسكرية في مالي لأنها تبحث عن الشرعية، بعدما واجهت رفضا سياسيا وبعدما قامت بحل الأحزاب السياسية.

وفي ظل المعطيات الحالية، يرى بوشماخ، ان الطغمة العسكرية تحاول استمالة البعد المجتمعي من تعزيز التعاون الاقتصادي مع الإمارات، أملا في إسكات المواطنين وفعاليات المجتمع المدني، وفي نفس الوقت خلق نظام إقليمي تحت غطاء روسي، دون إهمال الإضافة المحتملة التي تقدمها الإمارات، خاصة فيما يتعلق بتمويل شراء الأسلحة.

كما تبرر الأنظمة الثلاثة لجوءها الى موسكو وأبوظي بتصاعد العمليات الإرهابية، في تحليل الجامعي، مشيرا إلى أن التنسيق الأمني الذي يتحدثون عنه هو الضمان الإماراتي لشراء الأسلحة الروسية، لخلق موازين قوى جديدة.

واستبعد المحلل تحقيق مكاسب من هذه المقاربة، بسبب عوامل جغرافية وتاريخية، مستدلا بالتجارب السابقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here