الجزائر مؤهلة لتفعيل الإصلاح داخل “مجلس الأمن”

4
الجزائر مؤهلة لتفعيل الإصلاح داخل “مجلس الأمن”
الجزائر مؤهلة لتفعيل الإصلاح داخل “مجلس الأمن”

أفريقيا برس – الجزائر. أكد الباحث في الشؤون الإستراتيجية، الدكتور رشيد علوش، أن الدعوة التي تقدّمت بها الجزائر لعقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الأممي بشأن مخاطر التهجير القسري لسكان قطاع غزة، تأتي لتؤكد مرة أخرى على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لها.

ولدى استضافته، الأربعاء، ضمن برنامج “ضيف الدولية” عبر أمواج إذاعة “الجزائر الدولية”، شدّد الدكتور علواش، أن هذه الخطوة التي تشكّل أولى تحركات الجزائر في مجلس الأمن، تعتبر بالغة الأهمية خاصة في ظل السياقات الحالية التي يروج من خلالها الكيان وحلفائه إلى فتح باب التهجير الطوعي للفلسطينيين إلى بعض الدول الأوروبية والإفريقية في مقدمتها دولة الكونغو الديمقراطية.

كما أوضح الباحث في الشؤون الإستراتيجية، أن الخطوة – الدعوة التي تقدّمت بها الجزائر لعقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الأممي- تدخل في صلاحيات أي عضو على مستوى مجلس الأمن الدولي، سواء كان عضوا دائما أو غير دائم بناء على اللوائح الداخلية المنظمة لعمل مجلس الأمن الدولي.

وأوضح أنها تأتي استجابة لطلب دولة فلسطين “العضو المراقب في هيئة الأمم المتحدة”، لعقد جلسة مفتوحة على مستوى مجلس الأمن الدولي لمناقشة خطر التهجير القسري.

وفي سياق متصل، أكد دبلوماسيون وقياديون عرب، الأربعاء، أن الجزائر، التي أصبحت عضوا غير دائم بمجلس الأمن الأممي، تمتلك المصداقية للعب دور هام في الدفع بعجلة الإصلاح ودمقرطة هذا الجهاز الأممي، بهدف تحقيق الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

وهو ما ذهب إليه عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية “فتح”، عزام الأحمد، الذي صرح لـ”وأج”، أن الجزائر تستحق هذه العضوية بكل جدارة لتمثل ليس فقط العرب، وإنما ايضا القارة الإفريقية ودول عدم الانحياز والتي عانت هي الأخرى من ظلم تاريخي في التمثيل وحتى من ناحية تسوية النزاعات الإقليمية.

وأعرب عزام عن قناعته بـ”إمكانية الجزائر أن تقوم بهذا الدور الكبير، خاصة في ظل الظروف الدولية والحروب المنتشرة هنا وهناك وفي مقدمتها الحرب التدميرية التي يشنها الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، أين يرتكب جرائم وحشية ضد المدنيين الفلسطينيين في ظل صمت دولي مطبق”.

وتجسيدا لتعهد الرئيس تبون بإجلاء الظلم التاريخي الذي تكبّدته إفريقيا، ومناصرة قضايا التحرر في القارة والعالم، أكد من جانبه، ممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، أبي بشراي البشير، أنه “على الرغم من الخلل الكبير في البنية وتوازن السلطات وغياب عدالة التوزيع الجغرافي داخل مجلس الأمن، إلا أن الجزائر تمتلك السلطة المعنوية والمصداقية والثقل للعب دور ذي شأن في الدفع باتجاه الإصلاح ودمقرطة هذا الجهاز الأممي”.

وأبرز أبي بشراي، أن الجزائر ستعمل أيضا على إعلاء صوت إفريقيا المتطلعة إلى لعب أدوار متقدمة، إلى جانب المرافعة بقوة عن ميثاق الأمم المتحدة وروحها، لاسيما اللائحة 1514 المتعلقة بمنح الاستقلال إلى البلدان والشعوب المستعمرة، وتحديدا في فلسطين والصحراء الغربية، حيث تمتلك الجزائر رصيدا مشرّفا لا يمتلكه غيرها في هذا الشأن”.

من جهته، صرح ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع البعثة الأممية لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو)، سيدي محمد عمار، أن الجزائر تواصل بتوليها هذه المهام “مساهمتها القيّمة” في عمل الأمم المتحدة، مذكّرا بالعهدات الثلاث السابقة لها في مجلس الأمن (1968-1969 و1988-1989 و2004-2005).

وثمّن المتحدث دور الجزائر وهي “تمارس دبلوماسية صنع السلام في جوارها وخارجه، وتعمل بتنسيق وثيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، ولاسيما الاتحاد الإفريقي”، مؤكدا أن هذه العضوية تشكّل “قيمة مضافة كبيرة” لعمل مجلس الأمن، في سبيل احترام وتطبيق القرارات الصادرة بشأن القضايا المسجلة على جدول أعمال أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة.

كما أعرب ممثل البوليساريو عن قناعته بأنه ستكون للجزائر، بلا شك، “مساهمة كبيرة في النقاشات الجارية حول إصلاح منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحديد”، حيث طالما دافعت الجزائر عن الحق المشروع للقارة الإفريقية في تمكينها من الظفر بمقعدين دائمين في مجلس الأمن ورفع حصة تمثيلها في فئة المقاعد غير الدائمة بهذا المجلس من ثلاثة إلى خمسة، وفقا لما ورد في “توافق إيزولويني” و”إعلان سرت”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here