“الخبر”: عندما يُروج “المخزن” أخبار الكيان الصهيوني لاستهداف الجزائر

3
"الخبر": عندما يُروج "المخزن" أخبار الكيان الصهيوني لاستهداف الجزائر

أفريقيا برس – الجزائر. لتحويل أنظار الرأي العام المغربي والدولي، تسعى أجهزة المخابرات المغربية، بعد سلسلة المقالات في صحيفة “لوموند” الفرنسية، لسان حال المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية، والحرب الطاحنة التي تشهدها روابطها (جبروت، وفضائح الفساد والتجسس، وهروب الرجل الثاني السابق في المديرية العامة للأمن الخارجي، مهدي الحجاوي، والكشف عن معلومات تستهدف ما يسمى بالملك المستقبلي) على خلفية حرب خلافة محمد السادس، جعل الجزائر نقطة محورية (عطلة رئيس الجمهورية، واستغلال قضية الهجرة غير الشرعية لسبعة مراهقين التي دبرتها العصابة وأتباعها، والإقامة القصيرة لفريق كرة القدم الجزائري في الدار البيضاء لمواجهة نظيره الغيني، وإقامة النسخة الرابعة لـ “إياتاف 2025” في الجزائر مع هدف التقليل من شأنها)، من خلال نشر أكاذيب وخزعبلات، والتي محكوم عليها بالفشل أمام يقظة الجزائريين.

وبعد انتكاساتها المتكررة وبعد أن وجدت نفسها في مأزق هذه المرة، تعمل أجهزة مخابرات النظام المخزني، عبر أدواتها الدعائية، على نشر خبر كاذب مفاده أن ممثل حركة المقاومة الفلسطينية، يوسف حمدان، مُهدد بالتصفية من قبل المخابرات الجزائرية.

خبر كاذب يتزامن مع الاغتيال الجبان لقادة حماس الفلسطينيين في الدوحة على يد الكيان الصهيوني. وإذا كان لا شيء يُنسب في السياسة إلى الصُدفة، فمن الواضح جليا أن أجهزة نظام المخزن تُنسق مع الموساد الصهيوني، لتشويه صورة الجزائر وضرب سمعتها، والتي أصبحت كابوسا لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية على الساحة الدولية من خلال ممثلها عمار بن جامع، الذي يُزلزل صوته في كل مرة يجتمع فيها مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية الفلسطينية، الممثل الصهيوني وداعميه من مرتكبي الإبادة الجماعية.

والطريقة الوحيدة للكيان الصهيوني لإسكات الجزائر وتشويه صورتها هي ارتكاب عمل إجرامي وإرهابي يستهدف القادة الفلسطينيين بما في ذلك قادة المقاومة الفلسطينية مثل يوسف حمدان الذي لا يُفوت فرصة للإشادة بدور الجزائر وتضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني والتزامها ببناء الدولة الفلسطينية ذات السيادة على أرضها فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

ولتشويه صورة الجزائر وإسكات صوتها، لا يملك الكيان الصهيوني غير الخادم والبيدق المخزني للقيام بالعمل القذر، والذي أصبحت مخابراته بقيادة الحموشي والمنصوري فرعا من فروع الموساد الصهيوني.

كما لم يعد تنسيق العمليات بين الطرفين سرا منذ التطبيع في نوفمبر 2020. وهو التطبيع الذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه على ظهر القضية الفلسطينية، كما فعل الحسن الثاني بمناسبة حملات الترحيل في فلسطين في أوائل الستينيات، أو خيانته عشية القمة العربية التي عُقدت عام 1967 في الدار البيضاء قبل أيام قليلة من حرب الأيام الستة، حيث سمح للصهاينة بالتجسس على القادة العرب، قبل أن يحصل على لقب رئيس لجنة القدس عام 1969 بمساعدة الملكيات الرجعية المعارضة لإصرار المقاومة على تحرير الأراضي العربية بما فيها فلسطين المحتلة، والتي قادها آنذاك جمال عبد الناصر في مصر وهواري بومدين في الجزائر.

واليوم يتكرر نفس السيناريو مع محمد السادس الذي يمنح كل التسهيلات للصهاينة للعمل من بلاده، ويسمح للسفن التي تحمل الأسلحة للجيش الصهيوني بالتزود بالوقود في الموانئ المغربية مثل طنجة، ويكتم الأصوات المنددة بالتطبيع، ويرسل الجنود للقتال إلى جانب المحتل الصهيوني. وعلى عكس المخزن، رفضت الجزائر، على لسان رئيسها عبد المجيد تبون، بيع القضية الفلسطينية التي أصبحت قضية وطنية جزائرية، عندما صرح في سبتمبر أن الجزائر تُعارض تماما أي تطبيع مع الكيان الصهيوني، في وقت كان بعض القادة العرب يُسارعون إلى مصافحة يد بنيامين نتنياهو الملطخة بالدماء.

وبكل عزيمة وإصرار، جمع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نظرائه العرب حول القضية الفلسطينية في نوفمبر 2022 بمناسبة القمة العربية المنعقدة في الجزائر العاصمة، تزامنا مع الذكرى الستين للاستقلال والذكرى الـ 68 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة.

قمة عربية سبقها إعلان الجزائر الذي وقعه في أكتوبر 2022، 14 فصيلا فلسطينيا، فيما تركزت جهود الجزائر على توحيد صفوفها حول الهدف الرئيسي المتمثل في بناء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

وهي جهود تستمر إلى يومنا هذا، على الساحة الدولية، لتوعية المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

فالجزائر التي استضافت إعلان قيام الدولة الفلسطينية في نوفمبر 1988، بإحباطها خطة لاغتيال القادة الفلسطينيين بمن فيهم الشهيد ياسر عرفات، كما سمجت لهذا الأخير على إلقاء خطاب في الأمم المتحدة، عندما ترأست الجمعية العامة في عام 1974 والتي رحبت بالمقاتلين الفلسطينيين بعد انسحابهم من لبنان، انتهزت فرصة التواجد في مجلس الأمن الأممي للدفاع بصوت عالٍ عن القضية الفلسطينية، وليس المخزن أو سيّده المجرم الصهيوني الذي ليس بإمكانهم تشويه صورة بلد الشهداء الذي جعل استقلال فلسطين هدفا أسمى للأمة الجزائرية، منذ 5 جويلية 1962. والحديث قياس.

المصدر: الخبر

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here