تفكيك خلية لداعش كانت تخطط لاغتيال شخصيات سياسية وتفجير منشآت نفطية

25
مراغني الحاج علي المعروف بـ "عقيل"

أفريقيا برس – الجزائر. بعد سنوات من غياب أي حديث أو أثر عنه في البلاد، أعلنت السلطات الجزائرية عن تفكيك شبكة تابعة لتنظيم داعش على أراضيها، كانت تخطط لاستهداف شخصيات وطنية في العاصمة وضرب المنشآت النفطية.

وبث التلفزيون الجزائري، اعترافات زعيم الخلية مراغني الحاج علي المدعو “عقيل”، حول كيفية التجنيد الذي يتم عبر مواقع التواصل والمخططات التي كان يحضر لها. وذكر فيها أنه سبق له النشاط ضمن تنظيم “أحرار الشام” في سوريا، قبل أن يقرر العودة للجزائر ويتوقف عن النشاط.

وقال أنه مع مطلع أيلول/سبتمبر 2022، عاود الاتصالات، مع “جماعة ولاية غرب إفريقيا” التابعة لتنظيم داعش، وذلك بعد أدائه لبيعة وثقها عبر فيديو أرسله إلى مسؤولي التنظيم وعرض عليهم مخططات المجموعة، على غرار ضرب منشآت نفطية بالجنوب واغتيال مسؤولين مهمين في الدولة.

وأوضح أنه بعد حصوله على الموافقة، بدأ “مرحلة التجنيد” وانتقل إلى الجزائر العاصمة، حيث ربط اتصالا مع المدعو “ح. ص” الذي سبق أن عمل معه في تهريب شخص مطارد أمنيا عبر الحدود الليبية، حيث قال إنه اقترح عليه “القيام بعملية مسلحة في العاصمة من خلال اغتيال شخصيات كبيرة عبر عملية قنص وذلك بهدف خلق صدى إعلامي كبير”.

وقال “أن كل هذه المخططات باءت بالفشل بفضل يقظة مصالح الأمن المختصة التي ألقت القبض عليه بعد تتبع اتصاله بشاب عبر الفايسبوك في محاولة لتجنيده”. وأبدى مراغني في التسجيل “ندمه بعد سنوات من ممارسة العمل المسلح”، معتبرا أن هذا العمل “خاطئ وبعيد عن الشريعة” ووصفه بأنه “اندفاع وجهل وتحريض من دعاة وحسابات مجهولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بإدخال الشباب في الشبهات والتغرير بهم”.

وبرز تنظيم داعش في الجزائر تحديدا بين سنتي 2014 تاريخ ظهوره و 2016، ثم اختفى نشاطه تماما، بعد تلقيه ضربات من قبل الجيش الجزائري. كما أن الجزائريين، كانوا بشهادة التقارير الدولية الأقل حضورا في صفوف هذا التنظيم بسوريا مقارنة بدول عربية أخرى.

وكانت أول عملية لتنظيم داعش في الجزائر في 21 سبتمبر/أيلول 2014، إثر إعلانه اختطاف المواطن الفرنسي إيرفي غوردال وإعدامه، في منطقة تيزي وزو شرقي البلاد، وذلك في فيديو بثه التنظيم على مواقع التواصل، واعتبر أنه رد على مشاركة فرنسا في هجمات التحالف الدولي على داعش، وبداية له للنشاط في الجزائر.

وتبين بعد ذلك أن مؤسس التنظيم ليس سوى عبد المالك قوري الذي كان ينشط تحت راية تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قبل أن ينشق عنه، وهو يعتبر العقل المدبر للهجمات الانتحارية التي استهدفت قصر الحكومة ومقر الأمم المتحدة في العاصمة الجزائرية في 2007.

لكن رد الجيش كان سريعا، فقد قُتل عبد المالك قوري 3 أشهر بعد حادثة غوردال، في كانون الأول/ديسمبر 2014. وتوالت الضربات ضد التنظيم، حيث أعلن الجيش في مايو 2016 “عن القضاء على 7 إرهابيين بمنطقة الأخضرية الواقعة شرقي الجزائر العاصمة (70 كلم)، في عملية شكلت ضربة قوية للتنظيم”.

وحاول التنظيم بعد ذلك العودة عبر عمليات معزولة، كان أبرزها عملية استهدفت ضابط شرطة في مدينة قسنطينة شرقي البلاد، في تشرين الأول/أكتوبر 2016. وتعرض هذا الضابط لإطلاق رصاص بينما كان داخل مطعم بحي الزيادية وسط مدينة قسنطينة وتبنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم بعد ذلك العملية.

وفي قراءته لواقع التنظيم بالجزائر، ذكر تقرير لمعهد “أمريكان إنتربرايز” بواشنطن قبل مدة، أن التنظيم فشل في ترسيخ موطئ قدم له بالجزائر، على الرغم من أنه بدأ مهيأ لكسب موطئ قدم في البلاد، معتبرا أن هذا التنظيم “فشل في كسب عدد كبير من الأتباع، نظرا للوعي الذي انتشر بين الجزائريين من خلال تجاربهم السابقة”.

وأبرز التقرير أن عدة عوامل أدت إلى هذا التراجع، بما في ذلك “تحسين القدرات العسكرية الجزائرية وتعزيز التعاون العسكري مع دول المنطقة”، من جهة، وكذلك تحسن الأوضاع الاجتماعية من جهة أخرى، نظرا لأن “الحالة الاجتماعية غير المستقرة آنذاك كانت من أسباب انتشار الفكر المتطرف”.

ويبقى حاليا الخطر الإرهابي الأكبر في الجزائر، آتيا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده أبو يوسف العنابي. وقد تأسس هذا التنظيم في الجزائر على أنقاض الجماعة السلفية للدعوة والقتال أبرز الجماعات المسلحة التي امتدت إلى منطقة الساحل.

وفي مواجهة هذه الجماعات، ذكرت وزارة الدفاع الجزائرية، أنها تمكنت سنة 2022 من تحييد 39 إرهابي، حيث تم القضاء على 20 إرهابيا واستسلام 5 إرهابيين وتوقيف 14 إرهابيا”، إلى جانب “توقيف 371 عنصر دعم للجماعات المسلحة وكشف وتدمير 64 مخبأ و97 قنبلة تقليدية الصنع”، مع استرجاع “623 قطعة سلاح، منها 16 رشاشا ثقيلا من مختلف العيارات و6 قاذفات صاروخية و56 كلاشنيكوف و499 بندقية من مختلف الأصناف، بالإضافة إلى 39 مسدسا آليا و7 أنظمة تفجير عن بعد”.

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here