توظيف الهجرة غير الشرعية للابتزاز السياسي مرفوض!

2
توظيف الهجرة غير الشرعية للابتزاز السياسي مرفوض!
توظيف الهجرة غير الشرعية للابتزاز السياسي مرفوض!

أفريقيا برس – الجزائر. أكد المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج، رشيد مداح، أن الجزائر تدين بشكل قاطع كل محاولات استغلال ملف الهجرة غير الشرعية كورقة ضغط أو وسيلة للابتزاز السياسي، وهو النهج الذي اعتادت عليه بعض دول الجوار، لاسيما بعد صعود التيارات اليمينية المتطرفة إلى الحكم.

كما شدد على أن إطلاق مشروع شراكة جديد مع المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة يهدف إلى تعزيز القدرات وتوفير مرافقة منظمة للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من الساحل الإفريقي على وجه الخصوص، مؤكدا في كلمة له، الأربعاء، بمناسبة الإطلاق الرسمي لمشروع الشراكة الجديد، أن الهدف من ذلك هو تأطير المهاجرين القادمين من دول الساحل الإفريقي، خاصة أولئك الذين يسلكون المسارات الخطيرة.

ويرتكز البرنامج، الممول بمبلغ 2,4 مليون أورو من قبل كل من الدانمارك، هولندا وسويسرا، على إنشاء مركزين متخصصين بولايات وهران وتلمسان، قصد توفير الدعم والمرافقة الإنسانية والاجتماعية، وتعزيز قدرات التكفل بالمهاجرين ضمن مقاربة أكثر تنظيمية واستدامة.

وأوضح مداح أن هذه المبادرة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت ثمرة مشاورات بناءة انطلقت منذ سنة 2023 بين وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية والمكتب الإقليمي للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة بالمتوسط، الكائن مقره في مالطا، وقد توجت هذه المشاورات باتفاق مبدئي على شراكة إستراتيجية في نوفمبر من نفس السنة.

2.4 مليون أورو لتمويل مشروع تأطير المهاجرين من الساحل الإفريقي

وما يميز هذا المشروع -حسب المتحدث- هو التفاعل الإيجابي من قبل المركز الدولي، الذي لم يكتف بدور استشاري، بل تجاوب بدقة مع الاحتياجات التي عبّرت عنها السلطات الجزائرية، خاصة فيما يتعلق ببناء القدرات وتعزيز الكفاءات الوطنية في مجال تسيير قضايا الهجرة. كما كان للدعم المالي المقدم من الدول الشريكة الثلاث دور محوري في الانتقال من مرحلة التصور إلى مرحلة التنفيذ الميداني، من خلال إطلاق برامج عملية تشمل تكوين المدربين، وتنظيم دورات تدريبية متخصصة داخل الجزائر، وفي مكتب فاليتا، أو عبر تقنيات الاتصال المرئي الحديثة.

ويرتكز المشروع على تخصيص مركزي تكوين في ولايتي وهران وتلمسان، وتزويدهما بالإمكانات التقنية واللوجستية الملائمة وفق المعايير المعتمدة لدى المركز الدولي، بما يعكس الحرص المؤسسي على إنجاح هذه التجربة وتحويلها إلى نموذج يحتذى به.

وأكد مداح في هذا السياق، أن الهدف لا يتوقف عند إطلاق المشروع فحسب، بل يتجاوز ذلك نحو رؤية أوسع تتمثل في تحويل هذه المراكز إلى فضاءات تدريب إقليمية مرجعية قادرة على احتضان وتكوين الكفاءات من الدول الصديقة والشريكة، بالاستناد إلى الموقع الاستراتيجي للجزائر وخبرتها المتراكمة ودورها الفاعل على المستويين الإقليمي والدولي.

من جانبها، صرحت سفيرة مملكة الدانمارك في الجزائر، كاثرين فروم هوير، بأن الجزائر لعبت دورا محوريا في قيادة هذه المبادرة بالمنطقة، معتبرة أن الهجرة غير النظامية تحدّ يواجه الجميع ويتطلب تعزيز التعاون الجماعي لإيجاد حلول سريعة وفعالة، مؤكدة تخصيص 2,4 مليون أورو من طرف الدانمارك وهولندا وسويسرا لتمويل الشراكة ما يعكس جدية الشركاء في دعم هذا المسار، خاصة وأن ملف الهجرة يندرج ضمن الأولويات المشتركة.

كما وجه مداح شكره للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، مشيدا بالتحضيرات الدقيقة والجهود المبذولة، حسبه، والتي أسهمت في إطلاق هذا المشروع بالشراكة مع الجزائر، بهدف تعزيز القدرات الوطنية في مجال تسيير قضايا الهجرة، بالتنسيق مع وزارتي الشؤون الخارجية والداخلية.

وأضاف مداح بأن الجزائر تنتهج مقاربة شاملة ومتكاملة، ترتكز على احترام القوانين الدولية والإقليمية، وصون كرامة الإنسان، وحماية حقوق المهاجرين، وهو ما يجعل من هذا المشروع إضافة قوية لترسيخ سياسة وطنية متوازنة ومسؤولة في مجال الهجرة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here