أفريقيا برس – الجزائر. كشفت التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الصحراوية على مستوى مجلس الأمن الدولي، عن محاولة الولايات المتحدة وفرنسا إضفاء الشرعية على احتلال الصحراء الغربية من قبل النظام المغربي، في الوقت الذي لم يتمكن فيه الروس والصينيون من ضمان التوازن المطلوب للنص الأمريكي، وإن أصروا على التذكير بأن الصحراء الغربية هي إقليم غير مستقل.
وبهذا الصدد، أوضح الدبلوماسي المتقاعد، عبد العزيز رحابي، في منشور له على “فيسبوك”، الأحد، أن الخطوة الأمريكية تهدف إلى ضمان هيمنتها على كامل عملية المفاوضات، الأمر الذي قد يكون في غير صالح الصحراويين لمجرد الامتيازات الممنوحة للمشروع المغربي، وهو معطى سيشكل أحد أكبر عوامل التعطيل بسبب عدم احترام الولايات المتحدة لمبدأ الإنصاف بين الطرفين المدعوتين إلى فتح مفاوضات مباشرة بينهما.
وقد تمسكت كل من روسيا والصين والجزائر بطرح مبدأ حق الصحراويين في تقرير المصير، والذي عارضه بشدة الأمريكيون والفرنسيون، ما أعاد “خطة الحكم الذاتي المغربية” إلى وضعها الحقيقي كوثيقة لا قيمة لها ولا مضمون، على حد تعبيره.
وبرأي الدبلوماسي المتقاعد، فإن الاستقلال تحت سيادة المغرب ليس مجرد ابتكار لغوي في القانون الدولي، بل هو بمثابة رد فعل كولونيالي جديد، مشيرا إلى أن “مهمة مجلس الأمن تتمثل بشكل خاص في التوصية بالحلول والإجراءات مثل التفاوض أو الوساطة أو التحكيم، وليس في الرضوخ لضغوط الأعضاء الدائمين”.
وحذّر رحابي من مخاطر انزلاق صلاحيات المجلس نحو الخضوع للسلطات المتعجرفة للولايات المتحدة، كما حدث في التصويت ضد العراق أو تصويت فرنسا ضد ليبيا.
أما فيما يتعلق بالجزائر، فإن هدف الغربيين، ولاسيما الولايات المتحدة، يضيف رحابي، هو “إضفاء الطابع الثنائي” على النزاع، كما كشف ستيف ويتكوف مؤخرا، وكما كرره بنفس الروح في 31 أكتوبر الماضي ملك المغرب، والذي فوّض سيادة الشعب الصحراوي المجاور إلى بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





