افريقيا برس – الجزائر. شبّه السفير وممثل الجزائر الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، الاحتلال المغربي للصحراء الغربية بالاستعمار الفرنسي.
وفي معرض حديثه خلال الاجتماع الـ 80 للجنة الدائمة لبرنامج المفوضية السامية للاجئين، قال السفير إنه “لأمر محزن حقًا أن دولة عضو في الأمم المتحدة (المملكة المغربية) في القرن الحادي والعشرين، لا تنتهك فقط أساسيات ميثاق سان فرانسيسكو ولكنها تسعى جاهدة لتعزيز السلوك البغيض والممارسات البغيضة التي ألغاها التاريخ”.
وأوضح أن “المملكة المغربية التي اعتادت على الترويج لدعايتها لتهدئة الصحراء ومهاجمة سياسة اللجوء السخية للجزائر فيما يتعلق بالصحراويين، قوبلت بردود شديدة من جانب الدبلوماسية الجزائرية التي فككت خطابها الدعائي الخاطئ”.
وأضاف أن “الدبلوماسية الجزائرية كشفت الممارسات المقيتة للمخزن التي تتسم بالغطرسة الذي يحاول الظهور في ثوب الضحية وأيضاً كحامي للأرامل واليتامى وهو يقتل الصحراويين منذ أكثر من أربعة عقود”.
وأكد السفير أن “الوفد الجزائري طلب إشارات وتوضيحات وطرحنا أسئلة حول حالة المشاركة وتعبئة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ضوء التطورات الأخيرة في منطقة شمال إفريقيا التي شهدت خرق وقف إطلاق النار الساري منذ عام 1991 في 13 نوفمبر 2020 ونزوح أكثر من 4700 لاجئ جديد إلى الجزائر”.
وتابع بأن “هذه الأسئلة مشروعة من بلد مضيف (الجزائر) ما لم يحاول وفد المملكة المغربية أن يفرض التعتيم أو الرقابة على هذا الواقع المؤسف الذي هو مذنب بشدة في رؤية المعاناة التي تسبب فيها للشعب الصحراوي، للأسف، بدعم وتشجيع الجهات الفاعلة الأخرى التي تمارس سياسة الكيل بمكيالين وتسرع في استدعاء التدخل الإنساني عندما يناسب أجنداتهم”.
وفيما يتعلق بإحصاءات 173.600 لاجئ من الصحراء الغربية التي تعترض عليها المملكة المغربية، أكد ممثل الجزائر أن “الإحصائيات نتيجة دراسة مشتركة بين الوكالات أجراها المفوض السامي لشؤون اللاجئين مع برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وأكثر من ثلاثين منظمة غير حكومية، وتم التحقق من صحتها في جنيف من قبل فريق فني مرتين وإرسالها إلى الأمين العام في نيويورك”.
وذكر السفير الجزائري أن سفير المملكة المغربية خصص نصف خطابه لأوضاع اللاجئين من إقليم الصحراء الغربية المحتل الذين لجأوا إلى الجزائر.
وقال إن “هذا التدخل، الذي يتبنى حجة دعاية قديمة، خارج تماما عن الواقع على الأرض نظرا لوجود بعثة الأمم المتحدة لمنظمة الاستفتاء (مينورسو) في الموقع في تندوف، لمدة 30 عاما، وكالات الأمم المتحدة وأكثر من عشرين منظمة غير حكومية أوروبية ويضاف إليها الزيارات المنتظمة لوسائل الإعلام والبرلمانيين الأجانب”.
وأضاف بهذا الخصوص قائلا: “كان يمكن أن تكون هذه المداخلة أكثر اكتمالا ومفهومة لو أن السفير قد أفادنا عن سبب هذا الوضع. لماذا فر الصحراويون من بلادهم وأصبحوا لاجئين منذ أكثر من أربعة عقود؟”.
وأفاد أن “الاختصار الذي سلكه رئيس الوفد المغربي – بتجاهل هذا السؤال – يعفيه من شرح هذه الدراما الإنسانية التي تتحمل بلاده مسؤوليتها، وهي معاناة مئات الآلاف من الأشخاص الذين ترحب بهم الجزائر بسخاء وليست خداعًا وتضليلًا وتضليلًا”، مؤكدا أن “ادعاءات المخزن المغربي لن تغير واجب الجزائر في التضامن مع الصحراويين وجميع المظلومين ومن لا صوت لهم”.
واستغرب ممثل الجزائر من وصف رئيس الوفد المغربي جبهة البوليساريو بأنها “انفصالية” بينما اعترفت بها الأمم المتحدة وجعلتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.