فرنسا تكرم ضحاياها خلال حرب الجزائر وصحيفة تعلق على بيان الإليزيه: رسالة ملغمة قد لا تجد ترحيبا

10
فرنسا تكرم ضحاياها خلال حرب الجزائر وصحيفة تعلق على بيان الإليزيه: رسالة ملغمة قد لا تجد ترحيبا
فرنسا تكرم ضحاياها خلال حرب الجزائر وصحيفة تعلق على بيان الإليزيه: رسالة ملغمة قد لا تجد ترحيبا

أفريقيا برس – الجزائر. أحيت فرنسا يوم الاثنين ذكرى ضحاياها خلال الحرب في الجزائر والقتال في المغرب وتونس.

وجاء في بيان نشرته الرئاسة الفرنسية: “في الخامس من ديسمبر من كل عام، تكرم فرنسا ذكرى أولئك الذين ماتوا من أجل فرنسا خلال الحرب في الجزائر والقتال في المغرب وتونس، من خلال تخصيص يوم وطني لهم.. هذا العام، عندما احتفلنا للتو بالذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية، فإن هذا اليوم الوطني له صدى خاص”.

وأضاف البيان: “في الأشهر الأخيرة، تمكنت أمتنا من إلقاء نظرة على تاريخ الاستعمار والحرب في الجزائر، وانطلقت في رحلة اعتراف مستنيرة من خلال العمل الضروري والدائم للمؤرخين”.

وتابعت قائلة: “أولئك الذين مروا بهذه الأوقات الصعبة، ويحملون غالبا ذكريات حية مؤلمة، يتم الاعتراف بهم جميعا على هذا النحو من قبل الأمة في تنوعهم.. كلها تنبع من نفس التاريخ ومن ذاكرة مشتركة.. الأمر متروك لنا لنعترف بجهودهم وأمجادهم وأحزانهم.. إن نقل ذاكرة مستنيرة ومسالمة هو علامة على حيوية أمتنا”.

واختتمت بالقول: “اليوم، في كل مكان في فرنسا، أمام النصب التذكارية لحربنا، يضع ممثلو الدولة إكليلا من الزهور باسم رئيس الجمهورية.. الضحايا المدنيون في ميلك بار، شارع ديسلي، في وهرانـ وأماكن أخرى، الجنود الذين تم استدعاؤهم من الوحدة أو المساعدين أو المجندين المهنيين، الذين قتلوا في العمل أو في عداد المفقودين، يستحقون جميعا تكريم الأمة”.

رسالة ملغمة قد لا تجد ترحيبا في الجزائر

وتعليقا على البيان، قالت صحيفة “الشروق” الجزائرية إن بيان الرئاسة الفرنسية تضمن رسالة ملغمة قد لا تجد ترحيبا من قبل السلطات الجزائرية، في الوقت الذي يظهر فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حريصا من أجل مصالحة الذاكرة بين الجزائر وباريس.

وذكرت الصحيفة أن البيان حمل اعترافا من قبل باريس لكل من ضحى من أجلها في حربها على الشعب الجزائري، لكن من دون إشارة إلى الطرف الرئيسي المتضرر من هذه الحرب التي أتت على الأخضر واليابس على مدار 132 سنة من الاحتلال والقتل والنهب والتدمير الممنهج لمقومات الجزائر ومقدرات شعبها.

وأضافت: “الأخطر من كل هذا، هو ما تضمنته الفقرة الأخيرة من البيان وما حملته من رسائل غامضة ومشبوهة، قد لا تمر من دون أن تخلف جدلا في الجزائر بسبب حساسية ملف الذاكرة وتأثيراته المباشرة على العلاقات الثنائية، فقد جمع البيان بين أحداث مختلفة في الأهداف وقعت خلال حرب التحرير، وبعضها لا يزال يلفه الكثير من الغموض”.

وتابعت قائلة: “البيان تحدث عن تكريم الأمة الفرنسية لـ”الضحايا المدنيين الذين سقطوا في كل من مخمرة “ميلك بار” بشارع ديسلي سابقا والعربي بن مهيدي حاليا، وفي وهران.. معلوم أن تفجير مخمرة “ميلك بار”، يعتبر في نظر الجزائريين عملا بطوليا قامت به المجاهدة زهرة ظريف، ضد فلول الاستعمار الفرنسي وغلاة المعمرين، وبتوجيهات من قيادة جبهة التحرير الوطني، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري في ذلك الوقت، وهو موقف سياسي في صورة فعل ثوري مشروع.

وأردفت بالقول: “أما ربط هذا الحادث بحادث آخر وقع في الخامس من يوليو 1962 في وهران، فيعتبر في نظر الكثيرين، غير مفهوم، لأن حادث وهران لا يزال يلفه الكثير من الغموض، وإن حاول بعض الفرنسيين تحميل مسؤوليته إلى جبهة التحرير الوطني، في حين أن الدلائل غائبة، فضلا عن أن المنطق لا يصب في ذلك التوجه، لأن الجزائر يومها كانت تشهد انتقال السلطة من الفرنسيين إلى الدولة الفتية، وبالتالي فليس من مصلحتها خرق وقف إطلاق النار، الموثق في اتفاقيات إيفيان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here