رغم عدم إعلان المنظمة الدولية للصحة، أن فيروس كورونا أصبح وباء، إلا أن الكثير من المختصين في علم النفس يرون أن المخاوف التي خلفها كورونا، وتأثيره على سلوك البشر صفة واضحة، يعتبر حسبهم وباء من الناحية النفسية، و”عصابا جيدا” للمجتمع الدولي.
وأدت النصائح حول اتخاذ الوقاية والإجراءات اللازمة والتدابير الاحترازية، إلى تغير في سلوك الكثير من الجزائريين كغيرهم من سكان العالم، وخاصة المناطق التي سجلت فيها حالات إصابة بكورونا، وظهرت تصرفات تؤكد اهتماما واضحا بالنظافة وتوخي الحيطة والحذر.
وإلى جانب الإقبال على شراء السوائل المطهرة والمعقمة، والمناديل الورقية واستعمالها بشكل يومي، شهدت المقاهي والأماكن العمومية المعروفة بالتجمعات البشرية في العاصمة حالة من الهجرة الملحوظة، وبشكل ملفت للانتباه، التقبيل والمصافحة يشكل استنفارا وعدم استحبابه من طرف فئة واسعة من الجزائريين.
وبات التقبيل على الجيران وزملاء العمل والأقارب، عند تفاديه شيئا مقبولا ولا يغضب أحدا، فيما فضل بعض الجزائريين العزلة.
وفي المطار الدولي هواري بومدين، أظهرت وسائل الإعلام البصرية السمعية، صورا لجزائريين، ينظرون بدهشة إلى صينيين قدموا في رحلة جوية من بلادهم إلى الجزائر، بعد تعليق الرحلات سابقا، وقام بعض المتواجدين في المطار بوضع أيديهم على أفواههم وأنوفهم، اعتقادا منهم أن ذلك سيحميهم من العدوى، حيث لا يخفى على أحد تميز بعض الناس بنظرة العنصرية تجاه الصينيين.
سلوكات جديدة، يراها الدكتور مسعود بن حليمة، أخصائي في علم النفس، وباء نفسيا مس كل الشرائح والأعمار، وهذا بتسجيل حالات إصابة لكورونا مست أيضا شرائح وأعمارا مختلفة، وقال إن المجتمع الدولي يعيش حالة عصاب جيد، حيث أثر فيروس كورونا على الجانب العقلي والتفكيري، وحتى من أصيب حسبه بزكام عادي يعتقد أنه مصاب بكورونا.
ومع زيادة الإصابة بهذا الفيروس، وحسب بن حليمة، فإن التأثير على الاقتصاد يؤثر بالضرورة على شعور كل الناس، مما يزيد القلق وخاصة أن الدواء غير متوفر وتشخيص الأعراض لا يزال غير واضح، وبالتالي، فإن المجتمع تزيد تتضاعف مخاوفه.
وأكد الدكتور المختص في علم النفس، مسعود بن حليمة، أن البرد قد يشكل فوبيا عند بعض الجزائريين لارتباطه بانتشار الفيروس، وأن درجة الحرارة وارتفاعها إلى مستوى درجة قد يجذب النفس إليها فيكون شبه هروب إلى المناطق الساخنة، وخاصة الصحراء في الجزائر.
وهذه كلها تصرفات تدل على تغير نوعي في السلوك البشري، أضف إلى ذلك سلوكات قد تبدو مضحكة وغريبة، حيث يلجأ البعض إلى غلق أنوفهم بأصابعهم وهم يسيرون في الشارع، وهي طريقة لا تحمي من الإصابة وقد تعرض صاحبها للعدوى.
وتم التفكير في خضم انتشار فيروس كورونا، وتسجيل حالات في الجزائر، في وضع النقاب أو ما يعرف بالعجار، حيث فتح النقاش الشعبي وخاصة من طرف العنصر النسوي، حول فائدة النقاب والعجار والحايك، في هذا الظرف الحالي.