ما هي “خطة ماتّي”، وماذا تعني للشراكة بين الجزائر وإيطاليا؟

1
ما هي
ما هي "خطة ماتّي"، وماذا تعني للشراكة بين الجزائر وإيطاليا؟

أفريقيا برس – الجزائر. أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن الهدف من الزيارة التي يؤديها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، حاليا إلى إيطاليا، هو “تعزيز شراكة استراتيجية على أساس نموذج ماتّي، الذي يدمج بين أمن الطاقة والتنمية المستدامة”.. فما هو “نموذج ماتّي”، أو ما يُعرف أكثر بـ”خطة ماتّي”؟

أطلقت الحكومة الإيطالية هذه المبادرة عام 2023 لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، من خلال شراكات تقوم على المساواة والتنمية والمصلحة المتبادلة، متخلّية بذلك عن منطق “المُعطي والمستفيد” المتّبع في علاقاتها التجارية الدولية.

تركز الخطة على عدة قطاعات رئيسية، منها: التعليم والتكوين المهني والفلاحة، والصحة والطاقة، بهدف إرساء نموذج للتنمية المستدامة، واستحداث فرص شراكة جديدة بين القارتين: إفريقيا وأوروبا.

وحسب وكالة الصحافة الإيطالية (آجي)، التابعة لعملاق الطاقة الإيطالي “إيني”، “ليست خطة ماتّي مجرد قائمة بمشاريع جاهزة، بل هي إطار استراتيجي يحدّد المبادئ ومجالات التعاون، مع ترك المجال مفتوحا لتحديد مبادرات ملموسة بالتشاور مع الدول الشريكة، في إطار من التعاون والتصميم المشترك”.

وتشمل الخطة تخصيص موارد مالية، خاصة من “الصندوق الإيطالي للمناخ”، ومختلف صناديق التعاون المخصصة للتنمية، لتمويل مبادرات في مجالات أساسية مثل الطاقة المتجددة، والفلاحة المستدامة، والتصدي لتغيّر المناخ. وتمثل هذه الخطة تحولا جوهريا في علاقات إيطاليا مع إفريقيا، إذ تهدف إلى إقامة شراكات عادلة ودائمة، وتجاوز السياسات التقليدية القائمة على المساعدات، من خلال استحداث فرص نمو حقيقية للطرفين.

كما تؤكد على أهمية إفريقيا لمستقبل أوروبا ولتحقيق الاستقرار العالمي، حسب ما ذكرته وكالة “آجي”.

وقد سُمّيت المبادرة باسم إنريكو ماتّي، وهو شخصية بارزة في السياسة الطاقوية الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية. كان مؤسسا ورئيسا لشركة النفط الوطنية الإيطالية (إيني)، واشتهر بإقامة علاقات قوية واستراتيجية مع عدد من الدول المنتجة للنفط، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط.

وقد عُرف ماتّي بسعيه إلى إنشاء شراكات تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون، بدلا من الهيمنة الاستعمارية أو مجرد استخراج الموارد. توفي إنريكو ماتّي في 27 أكتوبر 1962، في حادث تحطّم طائرة غامض لم تُكشف ملابساته حتى اليوم.

ومن أبرز ما عُرف به دعمه لثورة التحرير الجزائرية، وتقديرا لهذا الموقف، منحته الجزائر، في 29 مارس 2022، وسام “أصدقاء الثورة الجزائرية”، كما أُطلق اسمه على خط أنابيب الغاز “ترانس ميد” الذي يربط البلدين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here