مثقف البلاط المغربي الطاهر بن جلون يدافع عن صنصال

مثقف البلاط المغربي الطاهر بن جلون يدافع عن صنصال
مثقف البلاط المغربي الطاهر بن جلون يدافع عن صنصال

أفريقيا برس – الجزائر. وجدت بعض الأقلام والنخب الفرانكو مغربية، التي تدور في فلك القصر العلوي، في رسالة الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاين ماير، بخصوص بوعلام صنصال، فرصة لاستهداف الجزائر ومحاولة النيل من قضائها، فيما افتقد هؤلاء الشجاعة الكافية لانتقاد وضع حقوق الإنسان المتردي في بلادهم، حيث يقبع الآلاف في السجون من دون محاكمة، وآخرهم شباب “جيل زاد”.

ومن بين هؤلاء مثقف البلاط في المملكة العلوية، الطاهر بن جلون، حامل جائزة “الغونكور” (لا تمنح إلا للفرانكوفيليين)، الذي راح يدافع عن صنصال وينتقد قرار العدالة الجزائرية بسجنه، مقابل صمت مطبق في قضية شنيعة تورط فيها النظام المغربي، وهي قضية سجن الناشط الحقوقي والمحامي، محمد زيان، البالغ من العمر أكثر من 82 سنة، والذي مضى على سجنه ما يناهز الثلاث سنوات رغم مرضه.

وفي مقال على موقع أسبوعية “لوبوان” الفرنسية، كتب مثقف المخزن، الطاهر بن جلون، مساء الإثنين 10 نوفمبر الجاري، مقالا تحت عنوان: “بسرعة، أطلقوا سراح بوعلام صنصال!”، راح يتباكى من خلاله على عام قضاه بوعلام صنصال في سجنه بالجزائر، في قضية لا يختلف فيها اثنان على أنها تقود صاحبها إلى السجن، كونه تعمد الإضرار بالوحدة الترابية للدولة التي يحمل جنسيتها، فضلا عن تهم أخرى خطيرة كان يمكن أن يتابع فيها، على غرار تهمة التجسس التي تبقى ثابتة بحكم الأدلة الموثقة.

وانطلاقا من قضية بوعلام صنصال، التي عوقب بسببها بخمس سنوات سجنا مع الرأفة، راح المثقف الفرانكوفيلي المغربي، يهاجم السلطات الجزائرية، واصفا المتهم المدان بـ”الرجل البريء الهائل”، في محاولة منه لإلباس بوعلام صنصال رداء من القداسة ومنتقدا قرار سجنه: “عام في السجن. حرمان من الحرية، إذلال دائم للقانون والعدالة. عام كان بإمكان بوعلام صنصال خلاله أن يكتب كتابًا أو كتابين. على الأقل، أن يشهد على زمنه وجراحه”.

وفي خضم دفاعه عن رفيقه في الفرانكوفيلية، استرسل الطاهر بن جلون في البحث عن ما يبرئ صنصال من العقوبة التي أدين بها، حيث كتب: “لم ينطق بوعلام صنصال بكلمة تشهيرية، بل استذكر واقعة تاريخية تعود إلى زمن ضم الاستعمار الفرنسي مدنا ومناطق مغربية أو تونسية لإثراء الجزائر”، في تجنّ صارخ على الحقيقة التاريخية، وفي ظل صمت مريب من قبل الإعلام الفرنسي، الذي لم يتجرأ هو بدوره على انتقاد النظام المغربي في قضية زيان، الذي يحمل هو بدوره جنسية دولة أوروبية، هي إسبانيا، حيث ولد هناك من أم إسبانية ووالد مغربي.

وكان واضحا من كلام مثقف البلاط المغربي، أن دفاعه عن صنصال لم يكن بداعي الانتصار لحرية التعبير، ولكنه لاعتبارات تتعلق بمحاولة إضراره بالوحدة الترابية للجزائر، التي تعتبر في نظر القصر العلوي ومحيطه ومثقفي البلاط من أمثال الطاهر بن جلون، دولة عدوة كما قال قنصل وهران السابق، بل مصدر إزعاج لهم، بالنظر إلى تاريخها الحافل بالأمجاد والبطولات، عكس المملكة العلوية، التي أنشاها الحاكم العام الفرنسي، أوبير ليوطي، الذي لا يزال تمثاله منتصبا في قلب كبرى المدن المغربية، الدار البيضاء.

والمثير في الأمر، هو أن الطاهر بن جلون الذي يدعي الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، لم يتجرأ على خطّ ولو كلمة واحدة في حق الناشط الحقوقي المغربي، محمد زيان، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في قضية واحدة ملفقة في انتظار بقية القضايا الأخرى، وهو الذي يبلغ من العمر أكثر من 82 سنة، لمجرد أنه طالب من الملك المغربي، محمد السادس، ترك السلطة لمن يخلفه، بسبب غيابه المستمر عن المملكة وإقامته شبه الدائمة في فرنسا والغابون.

المصدر: الشروق

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here