أفريقيا برس – الجزائر. دعا عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، للوقوف مع موريتانيا ضد ما وصفه بمحاولات الابتزاز التي تتعرض لها، في إشارة لإمكانية دفعها نحو التطبيع مع إسرائيل.
وقال بن قرينة في كلمة له بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث لحركته: “إننا نتطلع لعلاقات متينة مع الجارة الموريتانية، وبكل الأصعدة من خلال فتح المعابر الجديدة بين البلدين لتنقل الأشخاص والبضائع”.
وأضاف: “إنها مناسبة تفرض علينا الوقوف إلى جنبها وهي تتعرض للتجاذبات والابتزاز من طرف كيانات وظيفية لدفعها نحو خيارات تناقض إرادة شعبها، من أجل إحداث تصادمات تفضي إلى الفوضى”.
وتعرف العلاقات الجزائرية الموريتانية منذ أكثر من سنتين زخما كبيرا، ميزته زيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، وهو ما انعكس في تدعيم التعاون في مجالات التنسيق الأمني والعسكري والتبادل التجاري، وينتظر أن يتدعم كل ذلك بعد إنجاز طريق تيندوف الزويرات الذي اتفق الجانبان على تأمين إنجازه.
ويشير حديث بن قرينة بحديثه عن محاولة “دفع موريتانيا لخيارات تناقض شعبها”، وفق مراقبين إلى قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تحرص الجزائر على منع تسربه لباقي دول محيطها الإقليمي، بعد القلق الذي أثاره خيار المغرب في هذا الاتجاه.
وكانت الحكومة الموريتانية قد أكدت قبل أسابيع، عدم وجود أي اتصالات للتطبيع مع “إسرائيل”، وذلك ردا على ما تروج له وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ مدة لتطبيع نواكشوط علاقاتها مع تل أبيب، حيث زعمت صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن هناك مفاوضات واتصالات واسعة مع أربع دول لتوسيع “اتفاقات أبراهام”، بينها موريتانيا.
وفي هذا السياق، أبرز المرشح الرئاسي السابق في الجزائر، أن “موقف الجزائر شعبا وحكومة الداعم للشعب الفلسطيني والرافض لمشاريع التطبيع مع الكيان الغاصب، هو موقف مبدئي منسجم مع مبادئ قيم ثورة نوفمبر المجيدة”، مشيرا إلى أن “حديثنا عن فلسطين هو حديثنا عن جرحنا الأعمق، وهمّنا الأكبر”.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية “تحتاج لجهود إقليمية ودولية كبيرة لأجل فرض تطبيق القرارات الأممية تجاه المحتل الصهيوني الذي لا يزال مستمرا في ضربها جميعا عرض الحائط، ومتعمدا فرض منطق الأقوى وليس الأحق، بدعم كامل من بعض الدول التي تصمت عمدا عن جرائمه وممارساته وغطرسته، وتجرم أدنى الأفعال التي يقوم بها الفلسطينيون دفاعاً عن أنفسهم من أجل تحرير أرضهم ورفع الحصار والتضييق عنهم، التي تضمنها كل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية”.
وبخصوص العلاقة مع المغرب، قال بن قرينة إن ما يجمع الشعب الجزائري والشعب المغربي أكبر من أن تؤثر فيه سياسات النظام المغربي على خلفية التطبيع، مشيرا إلى أننا “شعب واحد، ومصيرنا مشترك”.
وذكر الوزير السابق المحسوب على التيار الإسلامي، أن “الأمين العام للأمم المتحدة مطالب بضرورة الإسراع في تطبيق قرارات المنظمة الدولية، لا سيما حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وسنظل واقفين ومتضامنين مع نضاله المشروع وكفاحه العادل”.
وفي الشأن التونسي، قال بن قرينة إنه يتمنى للأشقاء في تونس أن يتجاوزوا سريعا أزمتهم الاقتصادية والسياسية، وأن تتوحد كلمة مختلف القوى التونسية للحفاظ على سيادة الدولة ونبذ التدخلات الأجنبية والعمل من أجل مصالح الشعب بعيدا عن الحساسات الحزبية والشخصية الضيقة، وأن يطلقوا الحوارات المؤدية للتقارب والوحدة.
كما دعا السياسي الجزائري “القوى المهيمنة في ليبيا إلى تجميع صفها، والتخلي عن لغة السلاح والسيطرة، فإن ليبيا لن تتحمل مزيدا من الانزلاقات التي ستكون تداعياتها ضارة بها وبالمنطقة كلها”، معتبرا أن “كل ذلك مصدره ارتهان البعض لمصالح أجنبية ومحاور خارجية”.
وفي الشأن الداخلي، أكد بن قرينة على ضرورة الخروج من الاعتماد على المحروقات وتحصين الجبهة الداخلية للبلاد، مشيرا إلى أن “نجاح الحراك الاقتصادي، سيمكّن اقتصادنا الوطني من تجاوز التركة الثقيلة للممارسات البيروقراطية، وتطهيره من أخطبوط الفساد الذي استشرى بسبب البيئة الريعية التي أهدرت الكثير من مقدرات الوطن”.
وفي آخر أخبار مؤتمر حركة البناء التي انفصلت سابقا عن الحركة الأم مجتمع السلم (التيار الإخواني)، تم الإعلان عن انتخاب عبد القادر بن قرينة لعهدة ثانية على رأس الحزب الذي يتبنى توجها داعما للسياسات الكبرى للرئيس الحالي عبد المجيد تبون، ويبدي من حين لآخر انتقادات لأداء بعض الوزراء.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس