أفريقيا برس – الجزائر. علق مسؤول جزائري على المعلومات المتداولة بشأن لجوء حكومة اسبانيا، إلى المفوضية الأوروبية للعب دور وسيط مع الجزائر، بأن الأزمة الحالية هي حصرية بين الجزائر واسبانيا وليس مع الاتحاد الأوروبي، وأن المتسببين فيها هم من يساهمون في حلها.
ونقلت صحيفة “آل كوفيدونسيال” الإسبانية، السبت، إن وزير خارجية مدريد خوسيه مانويل ألباريس، طلب مساعدة ممثل السياسة الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية جوسيب بوريل للوساطة مع الجزائر لتجاوز الأزمة الراهنة.
وحسب الصحيفة، فالجزائر ترفض منذ إعلان الموقف الجديد لرئيس الجكومة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية، الرد على اتصالات وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، الذي يعد إلى جانب سانشيز أحد مهندسي القرار الجديد لمدريد.
وتعليقا على هذه المعلومات، أكد مسؤول جزائري لموقع “الشروق أونلاين”، “إن الجزائر ليس لديها مشكل مع الاتحاد الاوروبي بحكم أن الأزمة ثنائية مع إسبانيا وليس معه”.
وأوضح مصدرنا إنه “يجب عدم السقوط في بعض المغالطات ولا يجب أن نخطىء في الموضوع”.
وحسبه “يتعين على الذين يتحملون بطريقة مباشرة، مسؤولية هذه الأزمة أن يشاركوا ويساهموا في تجاوزها”.
بلاني: هذه شروط عودة السفير الجزائري إلى اسبانيا
وكان المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي بوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ، عمار بلاني، قد أكد يوم 18 أفريل 2022، أن عودة السفير الجزائري إلى مدريد “ستحسم بشكل سيادي من قبل الجزائريين في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة التي تضررت بشدة”.
وأكد بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن “عودة السفير الجزائري إلى مدريد ستقرر سياديا من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أساس أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي “. و فيما يخص الذين يتكهنون بسذاجة على “غضب مؤقت للجزائر، فهم لا ينسجمون مع الواقع”, على حد تعبيره.
وقال المبعوث الخاص، متحدثا في الوقت نفسه عن آخر تصريح لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أن: “هاته الأقوال صيغت بخفة محيرة تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبني هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الغربية الذي يشكل خروجا عن الموقف التقليدي المتزن لإسبانيا “.
وأضاف الدبلوماسي بالقول أنه “ومن خلال تبرئة نفسه، بهذه الطريقة الصريحة، أشار ضمنيا إلى أن الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن مسألة الصحراء الغربية يتوافق مع قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة، وأن ذات الموقف إنما يتوافق أيضا مع موقف الدول الأخرى”.
وبالتالي فقد يبدو أنه نسي أن إسبانيا تتحمل مسؤولية خاصة، أخلاقيا وقانونيا، بصفتها سلطة مديرة (وهو الوضع الذي تم التذكير به سنة 2014 من قبل أعلى هيئة قضائية في إسبانيا) وبصفتها عضوا في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية لدى الأمين العام للأمم المتحدة”.
هذا وأضاف الدبلوماسي أن المقاربة التي تتمثل في إضفاء النسبية على خطورة هذا التغيير في موقف الحكومة الإسبانية إزاء مسألة الصحراء الغربية من خلال مقارنتها بموقف دول أخرى اتجاه الحكم الذاتي هي مقاربة “تعسفية ولا تعكس الواقع”.
كما ذكر أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن “مقاربة محتملة” عندما تشير فرنسا إلى أنها “قاعدة” وأن الحكومة الألمانية عبرت عن هذا الخيار من خلال اعتباره “قاعدة محتملة”.
واستطرد بلاني “نحن بعيدون عن التأكيد القطعي بشأن الحكم الذاتي الذي سيكون أخطر أساس واقعي وموثوق به، وهو ما يعادل الاعتراف غير المبرر بمغربية الصحراء الغربية، وهي إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي بحيث لم يحدد بعد وضعه نهائيا، وهو مؤهل لتقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية”.
وحسب نفس المسؤول “الإصرار، على مرتين، على وحدة أراضي الدولتين “تعني التضحية بالصحراء الغربية على مذبح الحفاظ على سبتة ومليلية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس