وفاة أطول رؤساء الجزائر بقاء في الحكم

20

بقلم : فريدة شراد

أفريقيا برسالجزائر. أعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية عن وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد أقل من سنتين على استقالته في الـ 2 أفريل 2019، على خلفية حراك شعبي طالب بمغادرته ورافضا ترشحه للعهدة الخامسة.

وتوفي بوتفليقة بعد معاناة طويلة مع المرض جراء وعكة صحية ألمّت به في 13 أفريل عام 2013، وأدت جلطة دماغية أصابته بالشلل.
الجنازة الرسمية

وقال مصدر مطلع لـ “إفريقيا برس” أن السلطات بالجزائر تستعد لإقامة جنازة رسمية للرئيس السابق بوتفليقة السبت أو الأحد، وستقام مراسم إلقاء النظرة الأخيرة بقصر الشعب بحضور الرئيس عبد المجيد الجمهورية عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين.

قد اعتادت السلطات الجزائرية على إقامة جنازات خاصة لكل رؤساء البلاد الذين وافتهم المنية مثل أحمد بن بلة والشاذلي بن جديد وعلي كافي الذين فارقوا الحياة وهم خارج السلطة، وكذا هواري بومدين ومحمد بوضياف الذين توفيها وهما في الحكم.

ولم يحدد إلى غاية الآن إذا كانت السلطات القضائية ستسمح لمستشاره السابق وشقيقه السعيد بوتفليقة الموجود في سجن الحراش شرق العاصمة بسبب قضايا فساد بحضور مراسم الجنازة أم لا.

محطات حياة بوتفيلقة

ولد عبد العزيز بوتفليقة يوم 2 مارس 1937 من أب وأم جزائريين، في مدينة وجدة المغربية التي عاش وترعرع فيها وأنهى فيها دراسته الثانوية.

والتحق في سنة 1956، بجيش التحرير الوطني في سن 19 بعد تخليه عن الدراسة وخدم في الولاية التاريخية الخامسة “منطقة وهران” وكلف بمهام بعضها على الحدود الجزائرية المالية.

بعد استقلال الجزائر سنة 1962، تخلى عبد العزيز بوتفليقة عن مساره العسكري برتبة رائد، وانضم إلى حكومة بن بلة بحقيبة الشباب والرياضة والسياحة في سن الخامسة والعشرين وبعد بضعة أشهر، عين وزيرا للشؤون الخارجية في سن السادسة والعشرين وبقي في المنصب 14 سنة.

بعد وفاة الرئيس هواري بومدين سنة 1978، وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، بدأت متاعب بوتفليقة مع الحكم في الجزائر، حيث سحبت منه حقيبة الخارجية في سنة 1979، وعين وزيرا للدولة دون حقيبة، في سنة 1981، طرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني “الحاكم في الجزائر وقتها”، ليغادر البلاد ولم يعد إليها إلا بعد 6 سنوات.

في 8 أوت 1983، أصدر مجلس المحاسبة حكما يدين بوتفليقة باختلاس أموال عمومية تتجاوز قيمتها 60 مليون دينار جزائري آنذاك، وبعد 6 سنوات قضاها بين عواصم أوروبية ودول الخليج، عاد بوتفليقة إلى الجزائر سنة 1987 بضمانات من الرئيس الشاذلي بن جديد بعدم ملاحقته، وشارك في المؤتمر السادس لحزب جبهة التحرير الوطني سنة 1989 وانتخب عضوا في لجنته المركزية.

ومع استفحال العشرية السوداء في الجزائر بداية التسعينات، استقال الرئيس الشاذلي بن جديد وعوضت رئاسة الجمهورية بهيئة مؤقتة سميت المجلس الأعلى للدولة ترأسها محمد بوضياف. ورفض بوتفليقة سنة 1992 منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة ومنصب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، وسنة 1994 رفض تولي منصب رئيس الدولة.

في سنة 1999، تقدم بوتفليقة مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية إثر استقالة الرئيس اليامين زروال، وفاز فيها وتعهد بإنهاء العنف الذي اندلع إثر إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية سنة 1991.

وأقر بوتفليقة مشروع المصالحة الوطنية الهادف بين الجزائريين وذلك بعد “سنوات الجمر” التي عاشتها البلاد.
في أفريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، حصل بوتفليقة على 84.99 في المائة من أصوات الناخبين بينما لم يحصل بن فليس إلا على 6.42 بالمائة.

وفي أفريل 2009، أعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثالثة بأغلبية 90.24 في المائة، بعد تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حصر الرئاسة في ولايتين فقط، واعتبره معارضوه مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة، وعلى تراجعه عن الإصلاح الديمقراطي.

المتاعب الصحية

بدأت متاعب بوتفليقة الصحيّة في نوفمبر 2005، عندما تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري الفرنسي “فال دوقراس”، أين مكث شهرا و5 أيام، أجرى خلالها عملية جراحية تتعلق بقرحة معدية.

وفي 27 من أفريل 2013، أصيب الرئيس بجلطة دماغية، نقل على إثرها إلى نفس المستشفى وبقي إلى يوم عودته إلى الجزائر في 16 جوان 2013 على كرسي متحرك.

بعد عودته، شكك كثيرون في قدرته على ممارسة صلاحياته كرئيس للدولة وقائد أعلى للقوات المسلحة، رغم ذلك، ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة سنة 2014 وفاز بها بنسبة 81.53 المائة من الأصوات بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون في حزب جبهة التحرير الوطني.

في فيفري 2016، صادق البرلمان الجزائري بغرفتيه على تعديل دستور آخر عاد فيه بوتفليقة إلى تحديد رئاسة الجمهورية في ولايتين على الأكثر، وتعالت أصوات الأحزاب الداعمة له، خصوصا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي، للترشح لولاية خامسة في انتخابات 2019، لكن اندلاع الحراك الشعبي في 22 فيفري 2019 أوقف مشروع العهدة الخامسة لبوتفليقة، ودفعه إلى الاستقالة من منصبه في 2 أفريل 2019، ومنذ ذلك الوقت لم يظهر إلى الرأي العام ، إلى حين إعلان وفاته.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here