وفاة قايد صالح.. صدمة للجزائريين

14

خلف خبر وفاة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق قايد صالح، صدمة وذهولا وسط الشارع الجزائري، الذي دخل على خط الحديث المستمر حول شخص المجاهد الفقيد، الذي ارتبط اسمه في الآونة الأخيرة، بالدور الكبير الذي لعبه منذ بدء الحراك الشعبي، ومرافقته وحمايته، ومرافقة العدالة في محاربة الفساد والعصابة من وزراء ومسؤولين، ونواب ورجال أعمال وسياسيين.

“كان قويا في محاربته الفساد والمفسدين”، “لقد سجل اسمه في قائمة المصلحين”، “تمكن من قيادة الجزائر إلى بر الآمان”، “كان قائدا لسفينة حاصرتها الأمواج”، عبارات رددها جزائريون في الشارع، وفي وسائل النقل، وفي مكاتب العمل، والمقاهي، و”الفايسبوك”، حيث أصيب هؤلاء بالارتباك وهم لا يتحدثون سوى عن هذه الفاجعة الأليمة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن خبر وفاة قايد صالح، جاء مفاجئا، ولم يكن منتظرا، مما شكل صدمة نفسية قوية وسط الشارع الجزائري، خاصة فئات منه.

وأوضح المتحدث أن هذه الصدمة، سوف تنقش في الذاكرة الجماعية للجزائريين، بالنظر إلى حجمها والظروف التي وقعت فيها، مضيفا أن نسبة كبيرة من المواطنين، جرحوا في قلوبهم، ودخلوا في حزن عميق عكسته الوجوه في الشارع، والحافلات والمطاعم والمقاهي ومؤسسات العمل.

ويرى الدكتور بن حليمة، أن الألم ظهر جليا على وجوه الكثير من الجزائريين، مما جعل الشارع الجزائري بمجرد تأكيد الخبر، يدخل في حالة ذهول وحزن، لا راد لهما سوى الإيمان بقضاء الله وقدره.

“وداعا عمي صالح”.. “رحل أسد الجزائر”.. “فارقنا محارب فرنسا”
الجزائريون يبكون فقيدهم ويعزّون أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي

تلقّى الجزائريون خبر وفاة نائب وزير الدفاع الوطني المرحوم قايد صالح، بصدمة وذهول كبيرين، فيما تضرع آخرون بالدعاء في الشارع، مرددين الفاتحة على روحه.. ومواطنون آخرون فضلوا الانتقال الى المستشفى العسكري بعين النعجة تضامنا مع عائلة المرحوم، حسب تعبيرهم.

حُزن كبير عاشه الجزائريون، بمجرد انتشار خبر وفاة المرحوم بإذن الله، عن عمر يناهز الـ80 سنة… فالخبر نزل كالصّاعقة على الرّأي العام، وانهالت التعازي على مواقع التواصل الاجتماعي.

سيدة التقيناها، بمركز التصوير الطبي بالأشعة ببلدية حسين داي، كانت تضع يدها على قلبها وتردد “الله يرحمك يا القايد…؟”، اما آخرون بالمركز نفسه فرفعوا أيديهم لقراءة الفاتحة على روح المرحوم، في مشهد مؤثر جدا..

وانهالت التعازي على مواقع التواصل الإجتماعي، بمجرد انتشار خبر انتقال روح قايد صالح إلى الرفيق الأعلى، فعزّى المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي “كناس”، عبد الحفيظ ميلاط، الشعب الجزائري وكتب.. لعلّها من علامات القبول إن شاء الله، أن يختارك الله لجواره فكنت أكبر من التقاعد، نعزّي أنفسنا ونعزّي الشعب الجزائري العظيم في رحيل القائد الشريف الذي أفنى حياته في خدمة الوطن، الذي أبى إلاّ أن يغادرنا بعد ما أنقذ البلاد والعباد من مؤامرة خطيرة، وحفظ الأمانة وأوفى بالعهد وبالوعد الذي قطعه للشعب الجزائري..

وكتب المُحلل السياسي، محمد بوخطة “رحمة الله عليك.. مهما أمتدّت بك الحياة ومهما أمّدتك من زهرتها، حين يجعلك الله سببا لدرء فتنة، حين يعصم الله بك أرضاً وأهلاً، وحين يختلف الناس حولك ويتساءلون عن مصيرك، وحين يقطع الله السّؤال ويختارك إلى جواره فتلك نعمة أخرى”.

وكتب الأستاذ الجامعي كمال قرابة “إلى الرّفيق الأعلى… قائدنا أحمد قايد صالح، بعد رحلة عمر عاشها للوطن.. الشعب الجزائري يفقد قامة من قامات الجزائر القائد الوطني والمجاهد الوفي لرسالة الشهداء وعهد الأحرار”.

وكتب السيناتور عبد الوهاب بن زعيم “الله اكبر الله اكبر الله اكبر، يشهد الله يشهد الشعب أنك حافظت على الجزائر ووحدتها أيها المجاهد البطل، إنا لله وإنا إليه راجعون، نم قرير العين، فالجزائر بخير وستبقى بخير، نعزي الجيش الوطني الشعبي، نعزي أهله وأسرته، نعزي أنفسنا.. أسكنه الله فسيح جناته… يشهد الله أنك دخلت التاريخ وأنقذت الوطن… رحمك الله أيها المجاهد البطل”.

وتوشّحت صفحات “الفايسبوكيّين” السّواد، ناشرين عبارات مؤثرة جدا ومنهم من ألف قصائد رثاء مُعبّرة “لعمي صالح”، كما وضعوا صورا عديدة للمرحوم، جمعوها من مختلف المناسبات التي شارك فيها، خاصة خطبه في عز الحراك الشعبي.

“وداعا عمي صالح، لن ننساك أيها البطل ستظل في قلوبنا إلى الأبد، عاهدت ووفيت، نحن على دربك ماضون، المؤسسة العسكرية لا تزول بزوال الرجال، طوبى لك، دخلت تاريخ الجزائر من أوسع أبوابه”… وغيرها كثير من العبارات المؤثرة التي انتشرت بـ”الفايسبوك” مباشرة بعد اعلان خبر الوفاة.

ووصف المعلقون قايد صالح بـ”الأسد” الذي ستبكيه الأمة الجزائرية، وتحزن على فراقه، داعين له بالرحمة واللحاق بركب الصالحين، مؤكدين أن الفقيد دخل التاريخ من أوسع الأبواب وسيبقى خالدا في ذاكرة الجزائريين.

وكتب مواطن “نحن لا نُدرك النوايا، لكن نرى الأفعال، أحكمُ عليه بشيئين، لم تسِل قطرة دم منذ 22 فيفري، وكما ورد في إحدى شهادات ابن الرئيس الراحل بوضياف عن اغتيال أبيه، حيث قال لم يُقتل في وهران، لأن رجلا كان بها.. ويقصد القائد صالح”.

واعتبر كثيرون، أن قايد صالح، سيكون عبرة لكل قادة الجيوش العربية التي طغت على شعوبها، بعد ما تعهّد بعدم إراقة الدماء ووفّى. ووعد الجزائريين، بالسّير على الدرب الذي خطه نائب وزير الدفاع، فكتبوا “نعدك أنّنا سنحفظ الأمانة ونصون الوديعة، ونسترشد دوما بالطريق من الخط الوطني الذي رسمته لنا.. فنم قرير العين يا عمي صالح، فقد أوفيت بعهدك ووعدك، وتركت خلفك رجالا يستنيرون بطريقك”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here