رسب 138 راغب في الترشح في امتحان جمع التوقيعات، بعدما لم يتمكنوا من جمع نصاب الـ50 ألف توقيع لمواطنين عبر 25 ولاية بالوطن، وهو ما يجعل التنافس على كرسي المرادية يقتصر على قُرابة 10 مرشحين فقط، هذا في حال مُرور ملفاتهم بسلام عبر مراقبة المجلس الدستوري والسلطة الوطنية.
انتهت، منتصف ليلة السبت، آجال إيداع ملفات الترشح الكاملة للراغبين للترشح لرئاسيات 12 ديسمبر، حيث قدّم كل من الأمين العام بالنيابة للأرندي عز الدين ميهوبي، ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، إضافة لرئيسي الحكومة الأسبقين عبد المجيد تبون، وعلي بن فليس، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، إضافة إلى الإعلامي سليمان بخليلي، والخبير الاقتصادي فارس مسدور إضافة إلى الدكتور أحمد بن نعمان، ملفات ترشحهم إلى رئاسيات 12 ديسمبر، مجتازين بذلك “مقصلة” التوقيعات بأمان، في انتظار عبورهم ثاني امتحان بسلام، والمتمثل في المراقبة النهائية لملفاتهم من طرف المجلس الدستوري والسلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات.
أما الراغب في الترشح، علي زغدود، فقد أودع ملف ترشحه ولكن باستمارات فارغة، حسبما أكده مصدر من داخل السلطة الوطنية للانتخابات، رافضا الإدلاء بأي تصريح صحفي لوسائل الإعلام.
وانتظر سبعة راغبين في الترشح، إلى الساعات الأخيرة لنهاية المهلة المحددة لغلق أبواب الترشح، لغرض إيداع ملفاتهم، استكمالا لنصاب التوقيعات، وجمع أكثر من النصاب المحدد. وهو ما جعل السلطة الوطنية المستقلة، تضاعف مجهودها بمقر السلطة بقصر الأمم أمس السبت، لاستقبال “دفعة” الراغبين في إيداع ملفاتهم.
وشكّلت عملية جمع 50 ألف توقيع عبر 25 ولاية، عقبة كبيرة جدا في وجه 145 راغب في الترشح، في ظل رفض أو تخوف مواطنين من انتخابات 12 ديسمبر، وبسبب ظهور عوائق إدارية، وخاصة أثناء عملية المصادقة على استمارات التوقيعات، حيث وقف بعض الأمناء العامين ببلديات معينة “حجر عثرة” وعرقلوا عملية المصادقة، وحتى بعض الحاملين لأختام الجمهورية من محضرين قضائيين وموثقين ومترجمين، لم يستجيبوا لتعليمات سلطة السلطة الوطنية، ورفضوا المصادقة على الاستمارات، حسب تبريرات الراسبين.
ويبقى السبب الرئيس لعدم اكتمال نصاب التوقيعات، أن غالبية الراغبين في الترشح كانوا من الشخصيات المستقلة أو الأحرار، والذين لا يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة، ما عدا محيطهم الضيق، سواء من العائلة أو الأصدقاء والأحباب، فلم ينجحوا في إقناع المواطنين بالتوقيع لصالحهم.
بينما نجا الراغبون في الترشح “المتحزبون” من “مقصلة” التوقيعات “بأمان، في ظل ما وفرته لهم قاعدتهم النضالية والحزبية، من توقيعات فاقت بكثير نصاب الـ50 ألف توقيع، حيث جمع بعض المرشحين أكثر من 100 ألف توقيع من المواطنين.
أما بعض الراغبين للترشح، فلم يجدوا حرجا في الاستعانة براغبين في الترشح آخرين والذين لم يتمكنوا من إكمال نصاب التوقيعات، لمساندتهم أو مدهم بالاستمارات، ماداموا لم يجمعوا النصاب المحدد، وبالتالي هم في عداد المقصين من الترشح، وهو حال الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، والذي كشف منسق حملته الوطنية، بأنه استعان أو “استغاث” باستمارات الراغبين في الترشح وجميعهم من المرشحين الأحرار، والذين لم يتمكنوا من بلوغ النصاب القانوني لاستمارات التوقيعات، بعدما تلقوا عراقيل إدارية، وهو ما جعل بعضهم يفضلون مساندة مرشح آخر على أن يذهب جهدهم في جمع الاستمارات هباء منثورا.