أفريقيا برس – الجزائر. فصلت المحكمة الجنائية الاستئنافية لوهران، في ملف الخلية الإرهابية في طور التشكل، بتوقيع عقوبة أربع سنوات سجنا نافذا ضد مهندس دولة في الهندسة المدنية، وشريكه، توبعا بجناية التحريض على الانخراط في تنظيم إرهابي عالمي يتعلق الأمر بـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يسمى اختصارا بـ”داعش”، بالإضافة إلى جناية حيازة مواد محظورة ومناشير تحريضية تدعو إلى الانخراط في صفوف هذا التنظيم الإرهابي، مع العلم أن ممثل الحق العام التمس عقوبة 10 سنوات بحق المتهمين الموقوفين.
كشفت وقائع القضية الجنائية التي تعود إلى شهر ابريل 2018، عن أن المتهمين كانا كثيري التردد على سوريا، عبر حدودها مع تركيا، ويترددان على بؤر التوتر في مناطق الحسكة ودير الزور، وبينت الأبحاث التي قادتها مصلحة التحقيق القضائي للناحية العسكرية الثانية في وهران، تلقي المتهمين تدريبا في “دير الزور” على يد قيادي جزائري ينتمي إلى أحد الفروع المرتبطة بالتنظيم الإرهابي.
وأدلى المتهمان باعترافات هامة فور القبض عليهما في حي “الحمري”، حيث يقيم المهندس “ب.أ.هـ” البالغ من 43 عاما وشريكه “ي.ر” 39 عاما، وأبرزت ذات الاعترافات، أن الموقوفين شاركا في دورات تدريبية في عدد من مناطق التراب السوري للقيام بـ”الجهاد” ضد النظام في سوريا، والتحضير لعمليات إرهابية في عدد من الدول العربية.
وأثبتت الأبحاث أن مهندس الدولة كان يربط علاقات مع شبان جزائريين في وهران على وجه الخصوص لدفعهم إلى الانخراط في ذات التنظيم الإرهابي، وكان من ضمن المغرر بهم مواطنه “ي.ر”، الذي التحق بالتراب السوري عبر الحدود التركية السورية، عن طريق قيادي في داعش يسمى “أبو قتادة” تبين أنه يحمل جنسية جزائرية يقيم في غرب الجزائر، هذا الأخير كان على صلة بشبان جزائريين من موقعه، كقائد خلية تسفير.
خلال جلسة محاكمة الموقوفين، واجهت هيئة المحكمة المتهم الرئيس “ب.أ.هـ” بحقائق انضمامه إلى داعش في سوريا بعد دخوله سوريا عبر تركيا وأنه كان يحرض الجزائريين عبر وسائط التواصل الاجتماعي تطبيقات “واتس أب” و”فايسبوك” على الانضمام إلى فروع داعش مقابل إغراءات مادية تحت زعم “الجهاد”، وأعطت هيئة المحكمة دلائل قوية على انخراطه في تنظيم إرهابي خطير باستظهار المحجوزات التي ضبطتها عناصر التحقيق القضائي من وثائق ومطبوعات وحاسوب بلواحقه وأقراص مضغوطة وتسجيلات توثق كلها لاغتيالات نفذها داعشيون في سوريا.
واعترف المتهم الثاني أنه فر من محافظة “الحسكة” السورية أكبر مناطق نفوذ هذا التنظيم الإرهابي، وذلك بعد اشتداد القتال ووقوع تصفيات جسدية كان ينفذها قادة داعش ضد كل من يمتنع عن القتل والترويع، مضيفا انه تسلل إلى المركز المخصص للاجئين في ريف حلب الشمالي.
وأظهرت التحقيقات في هذا الملف، أن جزائريين مغرر بهم في بؤر القتال في سوريا يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي لتجنيد آخرين في فروع تنظيمات متطرفة موالية لداعش في سوريا وليبيا ومناطق صراعات مسلحة أخرى.