الجزائر – افريقيا برس. أشار البروفيسور جمال فورار في آخر تصريحاته، إلى أن لجنة رصد الوباء القاتل، أحصت مؤخرا 1300 إصابة لمواطنين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والستين سنة، كما أن معدل سن الموت بسبب كورونا في الجزائر، ليس مرتفعا على حساب الشيوخ والمتقدمين في السن، وإنما لأمور أخرى شرحها مختصون.
الدكتورة نصيرة هيشور، وهي باحثة في علم الصيدلة بقسنطينة، قالت لـ”الشروق”، بأن المتقدمين في السن في الجزائر عكس نظرائهم في أوروبا وأمريكا وآسيا، كسروا الحجر الصحي، ونراهم في الشارع وفي الأسواق بقوة، يمتلكون مناعة لا بأس بها، لأن غالبيتهم عاشوا في بداية حياتهم في الأرياف، حيث يتناولون كل ما هو طبيعي من زيت زيتون وحليب ورغيف من القمح والفاكهة الطازجة ولحوم وبيض طبيعية، بعيدا عن تلوث المدينة وخضر وفواكه البيوت البلاستيكية.
وهو ما بنى مناعة قوية في أجسادهم بعيدا عن التلوث الذي تعرفه عواصم العالم الكبرى، وبعيدا عن تعاطي المضادات الحيوية بنفس النسب المرتفعة في أوروبا، ومعلوم لدى الجميع بأن المضادات الحيوية تفقد الجسم نسبة من مناعته.
النقطة الثانية التي تراها الدكتورة هيشور مهمة، هي أن غالبية الشيوخ في الجزائر لا يتعاطون الكحول، وما يدعم مناعتهم هو إيمانهم بالله وبأنه قادر على حمايتهم، علما أن المعنويات القوية والطمأنينة وعدم الخوف تقوّي الجهاز المناعي.
نقطة أخرى تراها الدكتورة جديرة بالبحث العلمي، وهي التطعيم في سن الشيخوخة، إذ لا يوجد في الصين وفي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ما يجعل المتقدمين في السن يأخذون أمصالا، بينما يوجد عدد ضخم من الشيوخ الجزائريين مجبرين على ذلك في سن السبعين والثمانين وحتى التسعين، إذا كانوا على أهبة القيام بمناسك الحج أو العمرة وما أكثرهم، وفي الغالب فإن فيروس كورونا قد يجد مانعا للتوغل إلى داخل الرئتين.
ومعلوم أن كل من يزور البقاع المقدسة مطالب بالتعقيم ضد الحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية والحصبة والحمى الصفراء والالتهاب الكبدي الفيروسي والمكورات الرئوية وغيرها، كما أن المسجد النبوي ومسجد الله الحرام يوفران مناشير تطالب مؤدي المناسك بغسل اليدين باستمرار إضافة إلى الوضوء المفروض على المصلين الذين يغتسلون باستمرار بين وضوء أكبر ووضوء أصغر، ومع ذلك تنصح الدكتور كبار السن بمزيد من الحيطة بعد أن منحتهم المناعة الطبيعية والإيمانية، مناعة يحسدهم عليها شيوخ المعمورة.