استيقظ مواطنون، السبت، على زيادات في أسعار مختلف أنواع الوقود، حيث تفاجأ السائقون بمحطات الوقود، لاسيما أولئك المضطرين للتنقل كثيرا وفي مناطق متعددة أو بعيدة، وبالأخص مستعملي البنزين الذي ارتفع سعره بـ6 دينار، فيما قاربت الزيادة في أسعار باقي أنواع الوقود 5 دينار للتر الواحد.
وفي جولة قامت بها “الشروق”، السبت عبر عدد من محطات البنزين بالعاصمة على غرار الدار البيضاء، المحمدية، الخروبة، حسين داي، أين تم نشر الأسعار الجديدة عبر ألواح إظهار الأسعار المنصبة على مستوى مداخل المحطات، عبر مواطنون عن تفاجئهم من الزيادات المدرجة على أسعار الوقود باختلاف أنواعه حتى وإن كانت مبررة مقارنة مع حجم فاتورة استيراد هذه المادة وكلفتها العالية بسبب التبذير، وبرر بعض الزبائن امتعاضهم كون الزيادات من شأنها أن تنهك جيوبهم وتؤثر على قدرتهم الشرائية، إذ ستلزم كل مواطن على صرف زيادة تصل إلى 200 دج في اليوم الواحد، لمجرد التنقل في العاصمة فقط، وأن الأمر يزداد سوءا عند التنقل إلى المنطقة التي يعمل فيها، والتي تبعد مثلا بـ60 كلم، إذ سيضطر لصرف 150دج أو أكثر، وهذا حسب المسافة التي تربط بين مقر سكنه وعمله.
وأكد مواطنون أنه انتقل من مرحلة السير العادي للمركبة إلى عملية تقييم الكلفة المالية التي سينفقها يوميا في الوقود، وقال “أنا وليت نطلع لحساب بكم للكلوميتر الواحد..؟”، فيما اكتفى آخر بالقول “ربي يستر… بعد الحجر الصحي والعطل الإجبارية، فأين لنا الأموال”، في حين طالب المتعاملون الاقتصاديون الحكومة باتخاذ إجراءات مرافقة لضمان عدم تأثر أنشطتهم بالزيادات المقررة على تسعيرة المواد الطاقوية، على غرار المازوت “الديزل” بالنسبة للقطاع الفلاحي.
وقد دخلت الزيادات في أسعار مختلف أنواع الوقود رسميا حيز الخدمة في تمام الساعة منتصف الليل من يوم الجمعة إلى السبت، وهذا بعد صدور قانون المالية التكميلي في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، وعلى هذا الأساس، فإن الألواح المنصبة عبر مداخل محطات الوقود نشرت التسعيرات الجديدة المتمثلة في الزيادة في أسعار البنزين بـ3 دينار والمازوت بـ5 دينار، بالإضافة إلى سعر البنزين العادي 41.94 دينارا بدل 38.94 دينار، وسعر البنزين الممتاز يصبح 44.97 دينارا بدل 41.97 دينار، أما سعر البنزين دون رصاص سعره فقد أصبح 44 دينارا بدل 41 دينارا، و المازوت بـ28.06 دينار بدل 23.06 دينار.
تبعات أزمة النفط لعام 2014 مستمرة ولا حلول للحكومة في الأفق
أسعار البنزين والمازوت تضاعفت مائة بالمائة في 5 سنوات!
بدخول تطبيق أسعار الوقود الجديدة السبت، يكون ثمن اللتر الواحد من البنزين والمازوت قد تضاعف بنسبة مائة بالمائة اعتبارا من 2016، وذلك بفعل أزمة نفطية انطلقت صيف 2014 وما زالت تداعياتها مستمرة إلى اليوم، ومن دون شك ستكون له تداعيات على أسعار المنتجات الاستهلاكية الأخرى في السوق الوطنية.
وشرعت محطات البنزين، السبت، في تطبيق التسعيرات الجديدة للوقود، حيث ارتفعت اسعار البنزين بواقع 3 دينار للتر الواحد، والمازوت بـ5 دنانير، وعليه سيصبح لتر البنزين العادي 41.94 دينار عوض 38.94، والبنزين الممتاز 44.97 بدل 41.97، والبنزين بدون رصاص 44.62 بدل 41.62 دينار.
أما المازوت فسيصل سعره إلى 28.06 دينار للتر الواحد بدل 23.06 سابقا، اي بزيادة 5 دنانير للتر الواحد.ومن هذه الأرقام يظهر أن سعر المازوت مثلا ارتفع بما يقارب 15 دينارا في غضون 4 سنوات ونصف، حيث كانت تسعيرته في حدود 13.70 دينارعام 2015، ووصلت 28.06 دينار اعتبارا من يوم أمس، وهي زيادة تفوق مائة بالمائة.
وكذلك الشأن بالنسبة لأسعار البنزين بأنواعه، حيث كانت تسعيرة البنزين العادي الذي يعد الأقل ثمنا في حدود 21.20 دينار عام 2015، وارتفع سعره ليصل 41.97 دينار للتر الواحد اعتبارا من امس السبت، وهو ارتفاع يقارب مائة بالمائة، وكذلك الشأن بالنسبة للبنزين الممتاز والخالي من الرصاص اللذين ارتفعت اسعارهما بما يقارب مائة بالمائة خلال فترة ذاتها.
وبدأت الزيادات في تسعيرات الوقود في قانون المالية لعام 2016 الذي جرت مناقشته في خريف 2015، وكانت كإسقاط مباشر للأزمة النفطية التي بدأت صيف عام 2014، وتهاوت معها اسعار النفط ومداخيل البلاد من العملة الصعبة، وبدأت احتياطات الصرف رحلة التقهقر بعد أن تخطت 194 مليار دولار في جوان 2014.
واستثنت حكومة عبد المالك سلال المسجون حاليا بقضايا فساد سنة 2015 من الزيادات في اسعار الوقود، وحينها كانت احتياطات الصرف لا تزال في مستويات مقبولة وصندوق ضبط الإيرادات هو الآخر كان ممتلئا بنحو 55 مليار دولار.
وفي 2016 ارتفع سعر لتر المازوت إلى 18.76 دينار صعودا من 13.70 دينار، والبنزين العادي من 21.20 إلى 26.28 دينارا، والممتاز من 23 إلى 31.42 دينارا، والخالي من الرصاص من 22.60 إلى 31.02 دينارا.
ورفعت الحكومة اسعار الوقود مجددا في قانون المالية لسنة 2017 والذي تم مناقشته في خريف 2016، عقب اجتماع منظمة أوبك وحلفائها من خارج المنظمة بالجزائر في سبتمبر من العام ذاته، على أمل إعادة التوازن للسوق النفطية.
وفي 2017 وصل سعر لتر المازوت إلى 19.76 دينارا بارتفاع دينار واحد عن العام الذي قبله، وانحسرت أسعار البنزين بأنواعه ما بين 32.69 و34.42 دينارا للتر الواحد.
واستمرت رحلة رفع اسعار الوقود في قانون المالية لسنة 2018، حيث ارتفع سعر المازوت ليصل إلى 23.05 دينار للتر الواحد، والبنزين بأنواعه ما بين 38.95 و41.97 دينار.
ولم يشهد قانونا المالية لسنتي 2019 و2020 زيادات في أسعار الوقود، بعد تعاف نسبي لأسعار النفط في السوق الدولية، لتعود عملية رفع اسعاره مجددا منتصف العام الجاري، بعد أزمة غير مسبوقة لأسعار النفط رافقت انتشار جائحة كورونا عبر العالم.