هكذا رد كرمالي على الوزيرة عسلاوي بعد نكسة زيغنشور

29

تزامن تعيين السيدة ليلى عسلاوي في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي مع عودة ذاكرة المحيط الكروي إلى مطلع التسعينيات، حين دخلت في صراع مباشر مع شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي، بحكم أنها كانت وزيرة للشباب والرياضة، وذلك بعد الخروج المبكر لـ”الخضر” من نهائيات “كان 92”. وفي الوقت الذي أرادت الوزيرة عسلاوي إقالة كرمالي هاتفيا قبل عودة البعثة إلى أرض الوطن، إلا أن هذا الأخير رد على طريقته الخاصة، رافضا أي تصرف أو قرار يسيء إلى سمعته وماضيه كلاعب ومدرب قدم الكثير للكرة الجزائرية.

تحتفظ الجماهير الجزائرية بخصومة قديمة بين السيدة ليلى عسلاوي حين حملت حقيبة وزارة الشباب والرياضة والمدرب الراحل عبد الحميد كرمالي الذي قد “الخضر” في تلك الفترة، حيث توج باللقب القاري في نسخة 90 بالجزائر، وخسر رهان نسخة 92 بزيغنشور، حيث تكبد زملاء القائد رابح ماجر خسارة ثقيلة في مباراة الافتتاح أمام المنتخب الإيفواري بثلاثية نظيفة جعلته يثأر من الخسارة بنفس النتيجة في “كان 90″، ورغم أن مجال التدارك كان قائما في اللقاء الموالي أمام المنتخب الكونغولي، إلا أن العناصر الوطنية اكتفت بتعادل هدف في كل شبكة، هدف كان بطعم الخسارة، خصوصا وأنه عجل في مغادرة أجواء المنافسة. وبعد هذا الإقصاء غير المتوقع، خرجت الوزيرة ليلى عسلاوي عن صمتها، حيث أرادت معاقبة الشيخ كرمالي هاتفيا، وذلك بمحاولة إقالته قبل عودة بعثة “الخضر” إلى الوطن، وهو الأمر الذي لم يتقبله كرمالي جملة وتفصيلا، ما جعله يرد عليها بطريقته الخاصة على ما وصفه البعض بالإهانة التي تعرض لها.

ابنة الشيخ كرمالي: “هكذا أرادوا إقالة الشيخ”
تقول الأستاذة فهيمة كرمالي (ابنة الشيخ كرمالي) في هذا الجانب “الوزيرة ليلى عسلاوي أرادت محاسبة رجل أعطى الكثير للكرة الجزائرية كلاعب في صفوف فريق جبهة التحرير الوطني ومدرب أهدى الجزائر أول كأس افريقية منذ الاستقلال، وبقيت دون إثراء طيلة 29 سنة أخرى لتنال الثانية عام 2019″، وتضيف الأستاذة فهيمة كرمالي في ذات السياق “طلبت عسلاوي هاتفيا من الشيخ كرمالي العودة لإقالته، فكان رده أن توجه مباشرة من دكار إلى المغرب، وقال لها سأعود حين أقرر ذلك، وبعد عودته عقد ندوة صحفية وضح فيها ما جرى في زيغنشور وأظن أن المنتخب الوطني الذي نال الكأس عام 1990 هو نفسه تقريبا الذي لعب في زيغنشور، ولا يمكن للشيخ كرمالي أن يدخل الميدان حتى يلعب في مكان اللاعبين”، لتختم الأستاذة فهيمة كرمالي كلامها بالقول ” الوزيرة عسلاوي لم تحترم مكانة الشيخ كرمالي وقيمته وما قدمه من تضحيات وإنجازات المهم انه سجل تاريخا من ذهب، في حين أنها خرجت من وزارة الشباب والرياضة صفر اليدين، ما جعله يرد عليها قائلا: تقولين لي كي تجي نحاسبوك.. ضك تشوفي”، وفعلا قرر الانسحاب من العارضة الفنية بعد فترة دامت من أكتوبر 1989 إلى غاية جانفي 1992.

الخروج المبكر لبطل إفريقيا صدم الجميع
وبعيدا عن قرارات الوزيرة السابقة ليلى عسلاوي، بحكم أنها دعت إلى إقالة كرمالي ورئيس الفاف كزال قبل عودة العناصر الوطنية إلى أرض الوطن، وبعيدا عن رد كرمالي الذي لم يتقبل خرجة الوزيرة، واصفا ما حدث بالاهانة، إلا الكثير من المتتبعين كانوا قد ربطوا نكسة دورة زيغنشور بالأجواء السياسية الساخنة التي مرت بها الجزائر، ما جعل البعض يُلبس إخفاق “الخضر” ثوبا سياسيا بحتا، فيما لم يتوان العديد من المتتبعين في انتقاد التشكيلة الوطنية التي كانت بعيدة عن التطلعات آنذاك، وهذا رغم التركيبة البشرية التي كانت تتوفر عليها، سواء من اللاعبين المحليين أو المحترفين، على غرار عصماني وعجاس ومناد وبعافية وفرحاوي وماجر وتاسفاوت ودزيري بقيادة المدرب عبد الحميد كرمالي،

كما أرجع البعض الأسباب الجوهرية التي كانت وراء هذه النكسة إلى ما حدث في تربص مراكش بالمغرب الذي سبق دورة “الكان” بأسبوعين، حين حصل شهد تمرّد من بعض اللاعبين، وانشقاق بين المحليين والمحترفين، بشكل شبيه بما حدث في مونديال مكسيكو 1986، وهو ما جعل المدرب الراحل كرمالي يعجز في إضفاء الهدوء والانضباط في التشكيلة، وكانت انعكاساتها السلبية سريعة فوق المستطيل الأخضر، وهذا بعد تدشين دورة زيغنشور بخسارة مذلة أمام فيلة كوت ديفوار بقيادة اللاعب الشهير يوسف فوفانا، ما خلف صدمة كبيرة وسط الجماهير الجزائرية التي كانت تأمل في الحفاظ على اللقب، قبل أن يخرج زملاء ماجر بطريقة مذلة ومخيبة للآمال.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here