متى تكسب الجزائر فريقا بحجم الأهلي المصري؟

11
متى تكسب الجزائر فريقا بحجم الأهلي المصري؟
متى تكسب الجزائر فريقا بحجم الأهلي المصري؟

افريقيا برسالجزائر. للمرة الثانية في تاريخه ينتزع الأهلي المصري المرتبة الثالثة في مونديال الأندية الذي جرى في قطر وفاز بلقبه بيارن ميونيخ الألماني، وبعيدا عن هذا الإنجاز الهام لأكبر فريق في القارة الإفريقية والعالم العربي، فإن الأهلي المصري هو فعلا نموذج لمؤسسة رياضية ناجحة، نجدها تفشل حينا من دون أن تيأس وتنجح أحيانا أخرى من دون أن تغتر.

الجزائريون لا يعلمون بأن أول مشاركة للأهلي المصري في البطولات الإفريقية كانت في نفس السنة التي باشرت فيها مولودية العاصمة المشاركة في منتصف سبيعنيات القرن الماضي، بينما شباب بلكور باشر اللعب إفريقيا في سنة 1968، أي قبل الأهلي المصري بسبع سنوات كاملة، كما أن المصريين يذكرون جيدا بأن فريقهم لم يصمد في أول مشاركة له أمام مولودية العاصمة التي ضمت دراوي وباشي وباشطة، حيث خسر في ملعب 5 جويلية بالأداء وبالنتيجة، بثلاثية نظيفة وفي مباراة الإياب لم يتمكن من تسجيل سوى هدف واحد ووحيد في مرمى الحارس كاوة الذي كان بطل المواجهة في استاد القاهرة، والغريب أيضا أن مولودية العاصمة فازت في تلك السنة بلقب الأندية الإفريقية البطلة ما يوازي رابطة أبطال إفريقيا بعد تجاوزها فرق من ليبيا ومصر وكينيا ونيجيريا وغينيا، أي حققت اللقب الكبير تاريخيا قبل الأهلي والزمالك، ولكن غياب الاستقرار والاستمرارية جعل ألقاب المولودية تتوقف عند الرقم واحد بينما مع الأهلي ألقاب من كل الألوان ومنها تسعة من رابطة أبطال إفريقيا.

تأسس الأهلي المصري في سنة 1907، وحصل على لقب الدوري المصري 41 مرة، وبينما توقف فوز المولودية برابطة الأبطال عند فوز واحد، فاز الأهلي بهذا اللقب في تسع مناسبات، وفاز بالكأس الإفريقية الممتازة ست مرات وبكأس مصر 39 مرة، وإجمالا فإن ألقاب الأهلي الكبيرة بلغت 99 لقبا، وتكمن قوة الأهلي في اختياره الحسن لرؤسائه الأكفاء، الذين يختارون بدورهم مدربين أكفاء، كما فعل الرئيس الحالي محمود الخطيب الذي انتدب المدرب الجنوب إفريقي موسيماني، كما يختار الفريق محترفيه من خارج مصر بدقة، حيث يلعب له حاليا بواليا المهاجم من الكونغو الديمقراطية، ودياغ لاعب الوسط من مالي، والمدافع التونسي معلول والمدافع المغربي بانون، وجميعهم قطع أساسية في منتخبات بلادهم، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين المصريين الرائعين بقيادة الحارس النجم محمد الشناوي، ويقدم الفريق لاعبين شباب متألقين مثل الحارس مصطفى شوبير ابن الحارس المعروف أحمد شوبير، ولا يمر موسم كروي من دون أن يضخ الأهلي المصري لاعبا أو أكثر من ذوي المستويات العالمية يستفيد منه منتخب الفراعنة.

لعب الأهلي على مدار تواجده في المنافسة الإفريقية، مع عديد الأندية الجزائرية مثل مولودية العاصمة ووفاق سطيف ومولودية وهران وشبيبة القبائل وشبيبة الساورة، وفي الغالب يخرج فائزا ومتأهلا للأدوار المتقدمة وتقصى أمامه الأندية الجزائرية ومنها من لا تعود للمشاركة الإفريقية بينما يعود للمنافسة في كل موسم الأهلي المصري، ولم يلعب من الجزائريين سوى أمير سعيود قلب فريق شباب بلوزداد حاليا قبل أكثر من عشر سنوات سابقة، وكان الأهلي المصري هذا الموسم قريبا من ضم يوسف بلايلي، الذي طار إلى قطر، واتهم الأهلي المصري والد يوسف بتبخير الصفقة بعد أن أخرجها من السرية إلى العلن.

متى يصبح للجزائر فريق بحجم الأهلي المصري يقارع كبار القارة السمراء ليس في مباراة عابرة أو منافسة عابرة، وإنما في كل الموسم بأجيال مختلفة لكن بنفس الاحترافية والحماس، فمشكلة الكرة الجزائرية أنها لا تملك فريقا أو فريقين فوق الجميع بإمكانياته وتقاليده الاحترافية العريقة، كما هو الشأن مع بيارن ميونيخ في ألمانيا أو جوفنتوس في إيطاليا أو الأهلي في مصر والترجي في تونس، ففي كل موسم تقدم الجزائر فرق مختلفة للمشاركة في المنافسات القارية لتختفي كما حدث مع فريق بني ثور ومولودية قسنطينة واتحاد الشاوية ورائد القبة ومولودية العلمة وفريق بجاية وغيرها كثير جدا.

لقد صنع الأهلي المصري الحدث يوم الخميس الفارط بحصوله على المركز الثالث في مونديال الأندية، وسنتابعه في النسخة القادمة من رابطة أبطال إفريقيا التي انطلقت مباريات دور المجموعات فيها وسيكون كالعادة من أكبر المرشحين للظفر بلقبها ضمن معادلة كروية احترافية قد يفشل فيها الفريق بعض الوقت، لكنه سيعود وبأكثر قوة.

ب.ع

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here