خاص :إفريقيا برس
غادر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، العاصمة الفرنسية ” باريس ” , في ختام زيارة رسمية استغرقت أربعة أيام أجرى خلالها مباحثات مهمة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون , كما التقى رئيس الوزراء الفرنسي ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية والمالية والاقتصاد, اضافة الى لقاءات جمعته برؤساء كبرى الشركات الفرنسية العاملة والراغبة في العمل في مصر.
قبل الزيارة “هيومن رايتس وواتش ” تهاجم سياسيات القاهرة
مع الساعات الاولى لزيارة الريس السيسى لباريس , حثت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وقف ما اسمته “السياسات المخزية والمتساهلة” لفرنسا ازاء الحكومة “القمعية” للرئيس السيسي , على حد قول البيان الصادر من المنظمة , والذى أتهم باريس التي تقيم علاقات تجارية وامنية ممتازة مع القاهرة ب”تجاهل” سجل السيسي في مجال حقوق الانسان.
السيسي منفعلاً
انفعل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى الذى جمعه بنظيره الفرنسى ,على احد الصحفيين حول سؤال يتعلق بحقوق الانسان فى مصر , حيث قال السيسى بحدة أنه لا يجب أن نقصر حقوق الانسان في الامور السياسية فقط، يجب الحديث عن حقوق الانسان المصري في مجالات التعليم والصحة والإسكان ايضا.
ووجه السيسى سؤالاً الى الصحفيين والحاضرين فى المؤتمر :” من يهتم لحقوق اسر شهداء القوى الامنية سواء من الجيش والشرطة جراء العمليات الارهابية , ومن يهتم ايضا بتراجع السياحة ولقمة عيش المصريين التى تضررت بسبب تلك الاعمال , مؤكداً انه لاتهرب من الاجابة على السؤال وانما يجب ان يكون فى سياقه الصحيح .
رأى من الداخل
اعتبر الكاتب الصحفى الناصرى عبد الله السناوى فى مقالة بصحيفة الشروق ان حديث الرئيس الفرنسى فى المؤتمر الصحفى واستخدامه لعبارة ” أنا لا أعطى دروسا لأحد فى حقوق الإنسان” , انه شىء من الإقرار بجسامة الانتهاكات الحقوقية بمصر وشىء آخر من غلبة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية على المبادئ والقيم الحديثة.
موضحاً انه لا جديد فى الكلام الرئاسى الفرنسى، وهو ـ بصيغة أو أخرى ـ امتداد لما كان يتبناه سلفه «فرانسوا أولاند». رغم ضغوط المنظمات الحقوقية الدولية والميديا فى بلاده حاول «ماكرون» أن يمد خط المصالح ويقصر خط الصدام. مع ذلك فإن عبارته تنطوى على تجاوز دبلوماسى فى حق بلد كبير بحجم مصر يصعب حدوثه فى أى مؤتمرات صحفية على مثل هذا المستوى.
السيسي يشيد بالحياة التشريعية فى مصر
اكد الرئيس المصرى فى زيارته لمقر الجمعية الوطنية الفرنسية , حرصه على إنشاء دولة ديمقراطية حديثة تقوم على سيادة القانون وترسيخ قيم المواطنة والتسامح وقبول الآخر، فضلا عن تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، مشيدا في هذا الصدد بالدور المهم الذي يقوم به مجلس النواب في تدعيم العملية الديمقراطية.
و وأشار الرئيس إلى أن المجلس الحالي هو الأوسع تمثيلا في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، كما أن 50% من أعضائه لم يسبق لهم العمل البرلماني من قبل وبلغت نسبة الشباب فيه ما يزيد عن 40%، فضلا عن تواجد عدد كبير من النواب من السيدات وذوي الاحتياجات الخاصة.
الزيارة إقتصادياً
شهدت الزيارة التوقيع على 16 اتفاقية وإعلان نوايا ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والطاقة الجديدة والمتجددة والنقل والحماية الاجتماعية وتدريب الكوادر الإدارية.
النائب بالبرلمان المصرى جمال عباس، اكد أن توقيع اتفاق تعاون مُشترك من قبل المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة وتوماس كورب نائب وزير الخزانة الفرنسي بشأن مشروع تشغيل الشباب من خلال السيارات المُتنقلة يأتي لإنهاء أزمة البطالة بالبلاد، مُؤكدًا أن الرئيس السيسي حرص على خلق مناخ جديد للاستثمار الفرنسي في مصر لزيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
الخبير الاقتصادى خالد الشافعى طالب بأهمية فتح ملف عودة بعض الشركات الفرنسية التى خرجت من السوق المصرى إبان أزمة توافر الدولار، ومن بينها شركتين من أكبر الشركات العاملة فى سوق السيارات، واللتان نقلت استثمارتهما إلى دولة المغرب، ولذلك يحب استغلال هذه الزيارة من قبل وزير التجارة لفتح ملف عودة الشركات التى تخارجت من سوق مصر فى ظل التحسن الكبير فى الأوضاع الاقتصادية وتوافر العملة الصعبة.
واكد الشافعى ، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا نحو ملياري يورو، منها 500 مليون يورو صادرات مصرية لفرنسا، لافتا إلى أن زيادة الصادرات المصرية لفرنسا بنحو 21% منذ بداية 2017 وحتى الآن إلى جانب الاستثمارات الفرنسية والتى بلغت نحو 5 مليارات يورو، وتتركز فى قطاعات صناعة الزجاج والصناعات الكيماوية.
زاوية فنية ساهمت فى تتويج الزيارة
بالتزامن مع زيارة السيسى لفرنسا , جاءت ملكة جمال الكون الفرنسية ” إيريس ميتينير ” الى القاهرة , للمشاركة كإحدى عضوات لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال مصر للكون، حيث عبرت عن سعادتها البالغة لقدومها الى مصر ومشاهدة حضارتها الفرعوينة العظيمة , حيث ستزور إيريس ستزور أهرامات الجيزة، والمتحف المصرى بميدان التحرير وقلعة قايتباى فى مدينة الاسكندرية الساحلية ، وهو ما ساهم فى تعزيز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات والاصعدة بحسب مراقبين .