خبير مصري لـ”أفريقيا برس”: قمة السيسي وتبون ضرورية للتطورات التي تشهدها المنطقة

27
خبير مصري لـ
خبير مصري لـ"أفريقيا برس": قمة السيسي وتبون ضرورية للتطورات التي تشهدها المنطقة

أفريقيا برس – مصر. في العاشر من الشهر الجاري اتفق الرئيسان، الجزائري عبد المجيد تبون، والمصري عبد الفتاح السيسي، على عقد قمة بينهما. وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية أن تبون والسيسي أجريا اتصالاً هاتفياً، تبادلا خلاله الآراء حول مسائل تهم البلدين، واتفقا فيه على لقاء يجمعهما وبحثا مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية.

من جهتها قالت الرئاسة المصرية، أن الاتصال تطرق إلى مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، واستمرار جهود توسيع مجالات التعاون بما يعظم المصالح المشتركة للبلدين، وتبادلا وجهات النظر تجاه قضايا إقليمية ودولية وسبل التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة، في ضوء دور الدولتين وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك. وحول هذا الموضوع كان هذا التصريح للكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد سلطان مع أفريقيا برس:

حوار سحر جمال

من وجهة نظرك ما أهمية اتفاق الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعبد المجيد تبون على عقد قمة بينهما؟

القمة تأتي في وقت يعاد فيه تشكيل التحالفات الإقليمية وفي ظل وجود العديد من الملفات المتداخلة تمس بشكل مباشر العلاقات بين البلدين سواء الوضع في ليبيا أو التقارب الواضح والتطبيع بين المغرب و إسرائيل وملف الصحراء الغربية، وكل هذه الملفات التي تجعل من عقد القمة أمر ملح بالنسبة للرئيسين، خاصة و أن العلاقات بين مصر و الجزائر علاقات تاريخية، فمصر دعمت إستقلال الجزائر، وساعدت في حركة التحرير الوطني و ظلت تحتفظ بعلاقات وثيقة معها خاصة في الجانب الإقتصادي والعسكري، وتتزايد أهمية تلك العلاقات في الوقت الحالي الذي تؤثر فيه تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم كله، وتواجه الدول النامية تحديات إقتصادية جمة، وتحديات هيكلية تدفع البلدين للمزيد من التعاون و زيادة التبادل التجاري بينهما وزيادة التعاون والتنسيق في الملفات السياسية وغيرها، وهذا يرتبط بالطبع بالملفات التي تتعلق بالأمن القومي العربي والأمن القومي المصري أيضا، والتنسيق في الإتحاد الإفريقي وأيضا في ملفات تدعم فيها الجزائر والدول العربية والأفريقية مصر كملف سد النهضة.

ما هو حجم التعاون الاقتصادي المصري الجزائري وكيف ستسهم القمة في المزيد من التعاون بين البلدين؟

يصل حجم التعاون الإقتصادي بين البلدين مليار دولار وهذا رقم تقريبي وفقا لآخر الإحصائيات المتوفرة، وهذا التعاون والتبادل التجاري بين البلدين يتركز في قطاع البناء والتشييد والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغيره، وربما سنشهد تعاون أكبر بين البلدين في الفترة المقبلة خاصة فيما يتعلق بملفات الوقود الأحفوري وما إلى ذلك. ربما يتم التطرق إلى المزيد من التعاون خاصة وأنه كان هناك قمة وزارية بين الوزراء المصريين و نظرائهم الجزائريين فيما يتعلق بملف التعاون الإقتصادي، وهناك رغبة لدى القيادة السياسية لكلا البلدين في دفع ملف التعاون الإقتصادي إلى مزيد من آفاق الرحبة خلال الفترة المقبلة، وبالتأكيد سيكون ملف التعاون الإقتصادي ملف هام بالنسبة لمصر والجزائر، خاصة و أن كلا البلدين تأثرا بجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت بشدة على إقتصاديات الدول النامية.

ما هي الملفات الإقليمية التي ستبحثها قمة الرئيسين؟

طبعا هناك أكثر من ملف، ملف القضية الفلسطينية و السورية و الملف الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي هو الوضع في السوداني، فهو وضع كارثي ويضر بالأمن القومي المصري والعربي، وأعتقد أن التركيز الأكبر سيكون الملف السوداني، وبالطبع لن يغيب الملف الليبي عن الواجهة، لأن الأمور في ليبيا ما زالت تتعقد يوما بعد يوم، في ظل وجود توترات تتعلق بتصدير النفط و ما إلى ذلك.

كيف تستفيد مصر من العلاقة مع الجزائر خاصة من الناحية السياسية؟

مصر والجزائر لديهما علاقات متميزة و كلا البلدين منفتحتان على بعضهما البعض، ربما حدث في بعض الأحيان نوع من الجفاء أو التوترات السياسية في ظل إدارات سابقة، لكن ربما تدفع القمة العلاقات إلى إطار جديد و تزيل آثار الماضي خاصة فيما يتعلق بالجانب السياسي، لأن كلا البلدين منخرطان في الملف الليبي، وهذا الملف تتناقض فيه الرؤية سواء المصرية أو الجزائرية، ومصر لديها رؤية وحلفاء داخل ليبيا، وكذلك بالنسبة للجزائر، وكان هناك إختلاف واضح في وجهات النظر وأظن أن مصر هي المتضرر الأكبر من حالة الفوضى بالداخل الليبي، لذا أعتقد أن كلا الرئيسان يركزان على الملف الليبي لحل القضايا الخلافية في هذا الملف في الفترة المقبلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here