لقاء مرتقب بين السيسي والأسد في دمشق

66

حوار: سحر جمال

أفريقيا برسمصر. تنتظر دمشق زيارة مصرية من الرئيس عبد الفتاح السيسي للقاء نظيره السوري بشار الأسد بعد فترة طويلة من غياب الزيارات بين الجانبين، ومن المنتظر مناقشة العديد من القضايا الهامة على رأسها القضية السورية واستمرار الأزمة، حيث تؤكد القاهرة دعمها الكامل للقضية السورية وللشعب السوري رافضة التدخلات الخارجية لأنها السبب الرئيسي للأزمة وحالة الانقسام التي يشهدها هذا البلد.

نبيل نجم الدين – الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية

وللمزيد من التفاصيل حول تلك الزيارة المنتظرة يتحدث إلى “أفريقيا برس” نبيل نجم الدين الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية من خلال الحوار الصحفي التالي:

 تحدثت وسائل إعلامية عن تحضيرات مصرية لتنسيق لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوري بشار الأسد، كيف تنظر الى هذه الخطوة اذا تم تنفيذها؟
يعتبر اللقاء المرتقب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الاسد خطوة هامة بعد سنوات طويلة من عدم تبادل الزيارات بين القاهرة ودمشق وفي الحقيقة دمشق تدرك تماما أهمية القاهرة، والقاهرة ايضا تؤمن بأهمية دمشق. والعلاقات بين البلدين هي علاقات متجذرة في التاريخ ولها في التاريخ الحديث نقاط بيضاء جداً في التنسيق الرسمي وفي الود الشعبي بين المصريين والسوريين

هل تسعى القاهرة من خلال هذا اللقاء الأول من نوعه بين الرئيسين لتوسيع دورها في الملف السوري خلال الفترة المقبلة؟
لا أعتقد أن القاهرة تضع في أجندتها ما يسمى بتوسيع الدور المصري في الملف السوري، فمصر لم تغب ابداً عن أي ملف عربي والمشكلة أن هناك قوى أخرى إقليمية ودولية تسعى لإبعاد مصر عن الملفات العربية الراهنة، ولكن أعتقد أن الإدارة السياسية في القاهرة تدرك تلك المؤمرات وتدرك أبعادها وتؤمن بدور القاهرة الإقليمي في الملفات والقضايا العربية.

 هل هناك ضوء أخصر أمريكي لهذه الزيارة؟
إن صحت التقارير التي تشير إلى احتمال وقرب الرئيس عبد الفتاح السيسي مع شقيقه الرئيس السوري بشار الأسد فلا أعتقد أن هذه الخطوة تأتي بأي إيعاذ أو بأي توجيه من أي قوى فالقاهرة تأخذ قرارتها من منطلق القومية والمصرية والعربية والأمن القومي المصري والأمن القومي العربي وأعتقد أن القاهرة ليست هي العاصمة التي تنتظر الضوء الأخضر أو تتوقف عند ضوء أحمر أو غيرهما في خطواتها السياسية الداخلية والإقليمية والدولية.

هل سيحمل الرئيس السيسي رسائل أمريكية أو خليجية للرئيس السوري؟
لا أعتقد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيقوم بنقل أي رسائل وأعتقد أن الزيارة ستحمل في طياتها الرؤية المصرية للخروج بسوريا من هذا المستنقع الإقليمي والدولي والذي لن يؤدي إلا لخسارة الشعب وتعريض وحدة سوريا للخطر.

 كيف تقيم الموقف المصري من الأزمة السورية خاصة وأنه لاينسجم مع المقاربة الخليجية والتركية للأزمة؟
الموقف المصري من الأزمة السورية هو موقف مبني على ثوابت مهمة أولا وحدة التراب السوري وثانياً وحدة وسيادة القرار السياسي في سوريا وثالثا أن سوريا ملك لكل السوريين ورابعا أن أي تدخل إقليمي أو دولي في الملف السوري لن يزيد هذا الملف إلا تعقيدا وهذه هي ثوابت الرؤية المصرية نحو سوريا وبالتالي فإن التحركات المصرية في الأزمة السورية هي تحركات تنسجم فقط مع مصالح الشعب السوري ومصالح سوريا البوابة الشرقية للأمن القومي المصري.

 كيف تنظر القاهرة لتوافقات أستانة وجنيف ورفع الحصار الغربي والعربي عن سوريا؟
اعتقد ان توافقات استانة وجنيف وجرفع الحصار الغربي والعربي عن سوريا هي مسميات لم تثمر عن حلول واقعية في الأزمة السورية وأعتقد أن الحل بسيط جدا وهو أولا رفع أيدي الدول الإقليمية والقوى الدولية عن سوريا بمعنى أن تتوقف القوات التركية وترحل عن سوريا وان تتوقف القوات الروسية وترحل عن سوريا ثم بعد ذلك يجتمع السوريون بكل فئاتهم في مؤتمر دستوري يسعون من خلاله إلى وضع صيغة تكاملية شاملة للحكم في سوريا والقاهرة تؤمن أن التدخلات التركية وغيرها في سوريا عمقت من الخلافات وأن الاستقطابات من الشرق والغرب القوى السياسية السورية لم تزد الأزمة السورية إلا تعقيدا.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here