أفريقيا برس – مصر. قرر مجلس النواب المصري إرجاء جلساته العامة، واجتماعات لجانه النوعية، التي كان من المقرر انعقادها غداً الأحد وبعد غد الاثنين، إلى يومي الثلاثاء والأربعاء من هذا الأسبوع؛ بسبب سفر أكثر من مائة نائب من أعضاء المجلس إلى الكاميرون، لحضور المباراة النهائية من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بين منتخبي مصر والسنغال، والمقررة في التاسعة من مساء الغد بتوقيت مصر.
وقال مصدر نيابي مطلع، لـ”العربي الجديد”، إن الأمانة العامة للمجلس سهلت جميع إجراءات سفر أغلب رؤساء اللجان البرلمانية، وقيادات حزب “مستقبل وطن” الحائز على الأغلبية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من أعضاء ما يعرف بـ”تنسيقية شباب الأحزاب” المشكلة بمعرفة المخابرات العامة؛ وذلك اقتطاعاً من مخصصات الموازنة السنوية للمجلس من دون أن يتحمل أي عضو تكاليف الطيران والإقامة والانتقال وحضور المباراة.
ووجهت الأمانة العامة للمجلس رسالة للنواب تعلمهم فيها بتأجيل موعد انعقاد الجلسات، قائلة: “نود الإحاطة بأنه تقرر إرجاء موعد انعقاد الجلسات العامة للمجلس لتصبح يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، بدلاً من موعدها المحدد سلفاً يوم الأحد. كما تقرر إرجاء جميع اجتماعات اللجان المقرر عقدها يومي الأحد والاثنين، وسنوافيكم بمواعيدها بعد التعديل”.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، أنه سيتم تجهيز طائرة خاصة من شركة “مصر للطيران” الوطنية لنقل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وذويهم إلى العاصمة الكاميرونية ياوندي صباح الأحد، من أصل 10 طائرات مختلفة الأحجام خصصتها الشركة لنقل الجماهير المصرية من أجل مؤازرة المنتخب الوطني في مواجهة السنغال.
وتابع أن الغالبية الكاسحة من الجماهير المقرر سفرها لحضور المباراة النهائية من أبناء وذوي نواب البرلمان، وأعضاء الأمانات في حزب “مستقبل وطن” المحسوب على النظام الحاكم، والذين اختيروا بعناية من محافظات بعينها بمباركة من أجهزة الأمن؛ للسفر على نفقة شركة “برزنتيشن سبورتس” التابعة لصندوق استثماري تملكه المخابرات المصرية.
وأثارت صورة للنائبة في البرلمان المصري أميرة العادلي وهي تدخن السجائر داخل استاد “أوليمبي” في ياوندي، أثناء حضورها مباراة نصف النهائي بين مصر والكاميرون مساء الخميس، حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها عقبت عليها لاحقاً بقولها: “أنا حرة في عالم حر، وبحب أدخن، ومش هأبطل السجائر… وأيوة دي صورتي، ومش مضايقة، ولا مهتمة بالموضوع”.
والعادلي هي ناشطة سياسية انضمت إلى حزب “المصريين الأحرار”، الذي أسسه الملياردير نجيب ساويرس في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وعُينت صحافيةً في جريدة “الأهرام” الحكومية بتوصية من الأجهزة الأمنية، رغم عدم ارتباطها بمهنة الصحافة من الأساس؛ تقديراً لدورها في “جبهة الإنقاذ الوطني” الداعية إلى تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 ضد الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي.
وخاضت العادلي انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحافيين المصريين عام 2019، ومُنيت بخسارة مذلة إثر حصولها على أقل من 200 صوت؛ وعلى الرغم من ذلك، أدرج اسمها في القوائم المدعومة من الدولة في انتخابات مجلس النواب أواخر عام 2020، لتفوز بمقعدها البرلماني عن “تنسيقية شباب الأحزاب” من دون أي احتكاك أو تواصل لها مع الناخبين والشارع.
والعادلي ضمن عشرات النواب الذين سافروا لتشجيع منتخب الكرة المصري في البطولة الأفريقية على نفقة البرلمان المقتطعة في الأصل من أموال الموازنة العامة للدولة. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان محمود حسين، والأعضاء عن حزب “مستقبل وطن” و”تنسيقية شباب الأحزاب” محمد الكومي، ونادر مصطفى، وأحمد قناوي، ومحمد عزمي؛ والأخير نجل شقيق رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس