الشيوعي لـ”أفريقيا برس” : الجيش والدعم السريع لا يرغبان في وقف القتال

2
الشيوعي لـ
الشيوعي لـ"أفريقيا برس" : الجيش والدعم السريع لا يرغبان في وقف القتال

حوارأحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. كشف القيادي بالحزب الشيوعي، كمال كرار، عن إنهم بصدد تكوين جبهة مدنية لإسترداد الثورة، منوها إلى إن المشاورات بشأن الجبهة مستمرة حيث يقول، إنهم التقوا كيانات من قوى الثورة للبحث في كيفية التكوين، وقال كرار في حوار مع “أفريقيا برس”: طرحنا اعلانا سياسيا جماهيريا نرى إنه يصلح كقاعدة مادية للجبهة المدنية التي ندعو لها.

في سياق آخر، أكد كرار، أن المجتمع الدولي ليس راغبا في الضغط بجدية على أطراف القتال حتى يوقفوا الحرب، مستدركا، ولكن لاطرف من الاطراف سينتصر في الحرب وتوزان الضعف سيقود إلى وقفها في نهاية المطاف إن لم تحدث تطورات على صعيد القوات المقاتلة تفرض وقف الحرب مثل الانقلاب على قادة الحرب.

*بداية.. كيف تنظر للحرب الدائرة الان، وماهي رؤية الحزب الشيوعي لإقافها؟

منذ اول يوم للحرب قلنا انها حرب عبثية وهي حرب تأتي في سياق المؤامرات على ثورة ديسمبر، وطرفاها لم يخفيا عدائهما للثورة باعتبارهما جزءا لا يتحزأ من النظام البائد، الحرب هذه اشتعلت عندما اختلفوا على النفوذ والتسلط، ونفس الخلافات التي دبت بين القوى السياسية فيما يتعلق بمسار الفترة الانتقالية وخاصة داخل “قحت” وتفرعاتها انسحبت على المكون العسكري بعد ذلك وصار الحوار بالرصاص هذه المرة.. وهي حرب لا منتصر ولا مهزوم فيها فالخاسر الشعب والوطن وهاهم الاف المدنيين يسقطون قتلى ويشهد السودان دمارا هائلا.

وقلنا ان ايقاف الحرب ممكن وبارادة الشعب والعامل الخارجي يمكنه المساعدة في ايقاف الحرب لكننا نرفض ان يقرر الخارج في شكل الحكم الانتقالي او فرض نوع محدد من السلطة على بلادنا، مثل حكومة الانتداب.. فالشان السياسي وطبيعة الفترة الانتقالية وبرنامجها حسمته قوى الثورة منذ ما قبل الاطاحة بالبشير لكن جرى الانقلاب والالتفاف على ما كان متوافق عليه والنتيجة كما نرى.

خلاصة الامر أن الجماهير في كل مكان يمكن ان تضغط على طرفي الحرب من اجل وقف اطلاق النار ونجحت العديد من المحاولات في اماكن كثيرة.

*قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي ” ارسلت خطاب للبرهان تطلب فيه مقابلته، ما مدى أهمية اللقاء بين قحت والبرهان بحيث يكون لقاء ناحج وينهي الحرب ؟ وهل سيقبل البرهان بمقابلة قحت؟

بحسب تصريحات المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير فإن اللقاء مقصود به طرح خارطة طريق علي طرفي الصراع، وفي اعتقادي بان قحت تعمل بمبدأ ( العندو حاجة رايحة يفتش خشم البقرة) ولكن تشابه عليهم البقر، هذه اللقاءات ان حدثت تخدم اجندة الانقلاب على الثورة، والبرهان وحميدتي انقلبا على الفترة الانتقالية لاعادة انتاج النظام البائد وفرضا ادخال الفلول في الحكومة الانتقالية واستجابت “قحت” وتحت عنوان توسيع قاعدة المشاركة، سمح الاطاري للفلول بالمشاركة في السلطة الانتقالية.

المطلوب تحريك الشارع وبناء الجبهة القوية المناهضة للحرب والساعية لإسترداد الثورة والضغط من القواعد هذا وحده الطريق المفضي لتوقف الحرب.

اما موافقة البرهان على لقاء “قحت” او عدم موافقته فهذا يسأل عنها البرهان نفسه.

*الحزب الشيوعي لم يسمع له صوت منذ اندلاع الحرب، في وقت هناك احزاب سياسية قدمت رؤى وأطروحات لوقف الحرب، أين الحزب الشيوعي ؟ وماذا قدم لوقف الحرب؟

صوت الحزب الشيوعي أبدا لم يتوقف، بل هو موجود وفي كل مكان، ونبذل جهودا كثيرة لبناء أوسع جبهة لإسترداد الثورة، والمشاورات مستمرة مع الكثير من قوى الثورة في هذا الصدد، ونعتقد بان الاعلان السياسي للجان المقاومة وقيام الجبهة النقابية خطوات مهمة في هذا الاتجاه، وطرحنا اعلانا سياسيا جماهيريا نرى انه يصلح كقاعدة مادية للجبهة التي ندعو لها.

ورحبنا بالمبادرات الخارجية التي ترمي لوقف اطلاق النار، على ان تقتصر عليه وعلى تحسين الوضع الانساني في مناطق الحرب لكن ليس لتصميم اي عملية سياسية.

*المبادرات الاقليمية المعنية بوقف الحرب سيما منبر جدة، هل قادرة على اقناع الاطراف السودانية وحثها على إنهاء الحرب؟

منبر جدة ومبادرة القاهرة لم توصل حتى الان لنتيجة ايجابية فيما يتعلق بوقف إطلاق النار لسبب ان طرفي القتال لا يرغبان فيه والكل يأمل في انتصار حاسم وهنالك اجندات اجنبية تستفيد من اطالة أمد الحرب، وهي الان اشبه بالحرب بالوكالة.

استمرار القتال كل يوم يخلف ضحايا مدنيين ويدفع البلاد إلى حافة الهاوية..

ما يسمي بالمجتمع الدولي ليس راغبا في الضغط بجدية على اطراف الحرب، ولكن لا احد فيها سينتصر وتوازن الضعف سيقود الي وقفها في نهاية المطاف إن لم تحدث تطورات على صعيد القوات المقاتلة تفرض وقف الحرب مثل الانقلاب على قادة الحرب.

*قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” متهمة بأنها تقف وراء قوات الدعم السريع وتعتبر حاضنة سياسية له.. هل تتفق مع هذا الطرح؟

لا اتفق مع هذا الطرح فالجميع بمن فيهم المكون العسكري كانوا قد اتفقوا على أن الدعم السريع جزء لا يتجزا من القوات النظامية وجاء الاتفاق الإطاري ليحدد الهيكلة ودمج القوات وهنا حدثت خلافات وتباينات بين ممثلي الجيش والدعم السريع ومقاطعة الورش وما إلى ذلك.

الذين يتهمون قحت بانها حاضنة للدعم السريع هم فلول النظام البائد الذين يعتبرون انفسهم حاضنة للجيش ويتوهمون انهم سيعودون للسلطة من خلال هذه الحرب.

*أخيرا.. برايك، لماذا لم يحسم الجيش السوداني المعركة؟

قلنا إنه لا منتصر ولا مهزوم في هذه المعركة لان الدعم السريع نفسه الذي صنعته الانقاذ دربه وسلحه الجيش واصبح قوة موازية ذات نفوذ عسكري واقتصادي كبير.

وطريقة الحرب نفسها توحي بان كل طرف غير قادر على خوض معركة اخيرة بشعار اما الانتصار او الموت.. كما ان ساحة القتال اتسعت لتشمل دارفور وكردفان واجزاء من الجزيرة. وعليه فاعتقد بان وقف اطلاق النار هو الاحتمال الاقرب للترجيح.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here