سفير سوداني يتحدث لموقع “أفريقيا برس” عن مفاوضات جنيف وفرص نجاحها ورفض الجيش لها

46
سفير سوداني يتحدث لموقع
سفير سوداني يتحدث لموقع "أفريقيا برس" عن مفاوضات جنيف وفرص نجاحها ورفض الجيش لها

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قال السفير السوداني الصادق المقلي؛ إن عدم ذهاب الجيش إلى مفاوضات جنيف، سيترتب عليه تدخل أجنبي في السودان.

وأشار المقلي في حوار مع “أفريقيا برس” إلى أن “عدم ذهاب الجيش لجنيف يظهر للمجتمع الدولي بأنه لا يريد السلام، وأن الدعم السريع حريص على السلام ووقف الحرب ووقف معاناة السودانيين”.

في ظل تعنت الجيش بعدم الذهاب إلى جنيف يبرز سؤال.. ما سبب عدم مشاركة الجيش في مفاوضات جنيف؟

بحسب وجهت نظري الشخصية؛ ليس من العقلانية عدم الذهاب إلى جنيف، وفي حال عدم ذهاب الجيش إلى جنيف يظهر الدعم السريع أمام المجتمع الدولي و كأنه الحريص على السلام و وقف الحرب و وقف معاناة الملايين من المواطنين.. ربما لا يريد الجيش الذهاب إلى جدة لأن الدعم السريع لم ينفذ إتفاق جدة.. كذلك ربما تعدد صناعة القرار في مؤسسة القوات المسلحة حيث هنالك تيارات داخل الجيش ترفض الذهاب إلى جنيف وأخرى تريد الذهاب.

ثمة مساعٍ أمريكية لإقناع الجيش للذهاب إلى مفاوضات جنيف، وهذا يقرأ من خلال الاتصالات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكي بالبرهان، وكذلك اللقاءات التي تمت مع وفد حكومة السودان.. هل تنجح أمريكا في إقناع الجيش بالذهاب إلى مفاوضات جنيف؟

أمريكا لديها القدرة على إقناع الجيش السوداني في الانخراط في مفاوضات جنيف وذلك بحكم الثقل الدبلوماسي التي تملكه، فضلا على التأثير القوي على الدول وأطراف النزاع في السودان، ولعل هنا لابد الاستشهاد بتصريحات المسؤولين الأمريكيين والتي تدخل في سياق تطمينات للجيش السوداني حيث قال المبعوث الامريكي توم بيرييلو”نحن نعمل بجد في سويسرا في اليوم الأول من الجهود الدبلوماسية المكثفة لدعم السودان في الوصول الإنساني ووقف الأعمال العدائية والامتثال وفقًا لنتائج جدة السابقة والجهود الأخرى والقانون الإنساني الدولي”. كما كرر ذلك أثر الجولة الثانية في جنيف حيث صرح أن مفاوضات جنيف تعتمد على إعلان جدة، وأعرب عن أمله في أن يرسل البرهان وفدا إلى جنيف. كما أدلى وزير الخارجية الامريكى بتصريح في نفس هذا السياق في اتصال هاتفي مع البرهان حيث قال بلينكن “المجتمع الدولي أجتمع لدعم هذه المفاوضات، التي تستضيفها سويسرا والمملكة العربية السعودية، للتوصل إلى الامتثال لإعلان جدة، ووقف الأعمال العدائية، ووصول المساعدات الإنسانية، وإنشاء آلية للمراقبة، وهذه الأهداف تعكس الالتزامات الواردة في إعلان جدة وهدف هذه المحادثات هو تحقيق التنفيذ الكامل له”.

مع استئناف مفاوضات جنيف والتي تضم ممثل الدعم السريع وأمريكا والإمارات ومصر، وكانت قد ناقشت إتفاق جدة.. هل سيتمكن القائمون من إلزام الدعم السريع بتطبيق إعلان جدة؟

رفض الجيش للذهاب إلى مفاوضات جنيف هو عدم التزام الدعم السريع بإعلان جدة، و خاصة خروجها من منازل المواطنين، و سيما أن إعلان جدة افتقر لآلية تنفيذه وهذا ما سيتم في جنيف حيث من المقرر تشكيل قوة مراقبة دولية أو إقليمية لتنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه في جدة و جنيف، وفي هذه الحالة؛ الفرصة لوفد الجيش إن حضر أن يلزم الدعم السريع بتنفيذ إعلان جدة، على الرغم من أن هذا الاعلان هو ملزم لطرفي النزاع و ليس مفصلا على طرف واحد، كما أن الدعم السريع أيضا تقول إن الجيش لم يلتزم بجولة جدة الثانية في نوفمبر بل انسحب منها خاصة وأن الدعم السريع أشترطت أيضا إعادة القبض على المتهمين في إنقلاب الإنقاذ إلى السجون.

هدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بالتصعيد في الحرب وذلك حتى القضاء على الجيش، ما هي دوافع هذه التصريحات؟

هذه التصريحات ليست جديدة، فقد هدد حميدتي قبل الحرب بجعل الخرطوم مدينة أشباح وأن القطط سوف تسكن العمارات والمنازل بدلا من المواطن.. وفعلا هذا ما حدث في الحرب، وأرى أن الدوافع مثل هكذا تصريحات تهدف إلى الضغط على البرهان بأن يذهب إلى جنيف، وإنه في حال لم يذهب فإن الدعم السريع ستتمدد في بقاع السودان.

في ظل اشتداد الحرب والتصعيد من الجانبين.. وغياب الجيش عن مفاوضات جنيف وهو ما يعني تقلص فرص السلام.. هل يتجه السودان نحو البند السابع؟

بكل تاكيد، فإن الرفض والتعنت من قبل الجيش يوفر فرصة للتدخل الأجنبي في السودان، و جنيف تعد آخر فرصة للحيلولة دون إنهيار الدولة. ومسألة إدراج السودان في البند السابع واردة على اعتبار أن مفاوضات جنيف حتى الآن لم تحقق غاياتها وأن غياب الجيش عنها يوفر غطاء للتدخل الأجنبي في السودان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here