عودة حمدوك.. هل تسهم في حل الأزمة السياسية؟

196
عودة حمدوك.. هل تسهم في حل الأزمة السياسية؟
عودة حمدوك.. هل تسهم في حل الأزمة السياسية؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار الحديث عن عودة عبدالله حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء من جديد، جدلا واسعا في الأوساط السياسية، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن عودة حمدوك تعقد المشهد السياسي، رأى البعض الآخر أنها ستطيل عمر الانقلابيين في السلطة وتعطيهم شرعية أكثر في مواصلة حكمهم، وبين هذا وذاك، تبرز أسئلة عدة بشأن عودة حمدوك، أهمها؛ ما مدى عودة حمدوك ؟ وهل عودته تساهم في حل الأزمة السياسية؟ وهل سيحظى بتأييد القوى السياسية والشارع في حال عاد؟

شروط العودة

ورجح مصدر قريب من البعثة الأممية لدعم الانتقال “يونيتامس”، أن تتضمن آلية التنسيق المشتركة بين البعثة والممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في السودان السفير محمد بلعيش، عودة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، في وقت ذكر فيه المصدر أن عودة حمدوك ستتم في حال توافقت فيه الأطراف السودانية على ذلك، دون فرض من البعثة وممثل الاتحاد الأفريقي، ولفت إلى أن الخطوة تأتي ضمن مسار الحوار والخطوات الجارية من أجل التوصل إلى توافق بين الفاعلين في المشهد السوداني لإيجاد مخرج للأزمة الحالية، وأشار المصدر إلى أن الترتيبات جارية لبدء الجولة الثانية من المشاورات خلال أسبوعين.

رجل غير مصادم

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

تقول القيادية بقوى الحرية والتغيير عبلة كرار في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه حتى الآن لم تفصح أي جهة عن حقيقة عودة حمدوك، وأضافت: “نحن لا نعتبر عودة حمدوك حلا للأزمة بل من الممكن أن تعقد المشهد أكثر وتطيل عمر الانقلابيين في السلطة ببقاءهم في مجلس الأمن والدفاع، وبالتالي سيتيح لهم هذا الوجود؛ التمدد مرة أخرى وبسط نفوذهم على السلطة، وهذه المرة سيكون الطريق ممهدا لهم”، فحمدوك تقول عنه عبلة؛ رجل غير مصادم وسيسمح لهم ببسط نفوذهم، وتؤكد عبلة بأن معضلة البلاد الآن ليست من سيتم اختياره رئيسا للوزراء، فحل الأزمة بحسب عبلة يتمثل في إنهاء الانقلاب وإجازة إطار دستوري والتوافق حول المجلس التشريعي والجهاز القضائي، وبعد ذلك يمكن اختيار رئيس الوزراء، واستبعدت كرار عودة حمدوك على اعتبار إنه ليس رجل المرحلة، كما قالت إنه أظهر ضعفا كبيرا في تعاطيه مع الانقلاب، وأضافت؛ لذلك لا أعتقد أن القوى السياسية يمكن أن تعطيه ثقتها مجددا.

تدابير دستورية

نور الدين صلاح، قيادي في قوى الحرية والتغيير والمؤتمر السوداني

وليس ببعيد عن الحديث السابق، فإن نور الدين صلاح القيادي بحزب المؤتمر السوداني يعتقد أن حل الأزمة السودانية ليس مرتبطا بأشخاص حتى يرهن مستقبل البلاد بوجودهم من عدمه، فالأشخاص يقول عنهم صلاح زائلون وما تبقى فهي الأوطان، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”: الحل للأزمة السودانية يرتبط بخلق تدابير دستورية جديدة تعيد البلاد إلى مسار التحول المدني الديمقراطي وتجعل المؤسسة العسكرية جزءاً من مؤسسات الدولة وليست شريكة في الحكم أو طرفاً في العملية السياسية بالإضافة إلى الوصول لسلام شامل وإقامة العدالة بشقيها الجنائي والانتقالي لكل الجرائم المرتكبة في عهد النظام البائد وما قبل توقيع الوثيقة الدستورية وخلال فترة سريانها وما بعد تقويضها الذي حدث بانقلاب 25 أكتوبر.

عودة مرفوضة

مجدي تيراب، عضو لجان مقاومة ولاية الخرطوم

بالنسبة لعضو لجان مقاومة الخرطوم، مجدي تيراب فإن عودة حمدوك مرفوضة تماما لهم، وقال تيراب لموقع “أفريقيا برس”؛ إن لجان المقاومة كان رأيها واضحا منذ البداية في عودة عبد الله حمدوك لرئاسة وزراء الانقلاب بعد اتفاقة مع العسكر، حيث قالت وقتها إنه قد فارق قطار الثورة وأصبح لا يمثل الشارع الذي قال كلمتة لا تفاوض لا شراكة لا شرعية للانقلابيين، وأضاف؛ أن ميثاق تأسيس سلطة الشعب الذي أعدته لجان المقاومة ينادي بشكل واضح بأن السلطة للشعب و أنه صاحب الكلمة العليا في اختيار من يحكمة اذا كان حمدوك او غيره.

جانب خاطئ

فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير والمؤتمر السوداني فؤاد عثمان لموقع “أفريقيا برس “: “سمعنا بعودة حمدوك ولانعلم مدي صحتها “، مشيرا إلى أنها لاتعني لهم في الحرية والتغيير شيء، واردف، لما عاد حمدوك باتفاقه مع البرهان في 21 نوفمبر الماضي قلنا أن د.حمدوك اختار الجانب الخاطئ وانحاز لمعسكر الانقلابيين بعد أن كان اتى على أكتاف ثورة ديسمبر المجيدة كرئيس للوزراء ولكنه اختار بعد إنقلاب 25 أكتوبر أن يأتي كرئيس للوزراء علي أكتاف الانقلابيين وسلاحهم، وأكمل، قاومت الجماهير بكل بسالة الإنقلاب منذ لحظة الإعلان عنه واسقطت تلك الجماهير إتفاق حمدوك -البرهان، لذلك بحسب فؤاد فإن ذات الجماهير ستسقطه إن إختار حمدوك الإنحياز مرة أخرى معسكر الإنقلاب.

ترحيب بالعودة

د.تماضر الطيب، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم

فيما أبدت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ، تماضر الطيب ترحيبها بخطوة عودة حمدوك في حال عاد ، إذ ترى إنه سيساهم في حل الازمة السياسية ، كما إنه بحسب تماضر يتمتع بعلاقات وأسعة مع المجتمع الدولي ، سيما الغربي وهو الامر الذي يساعد في عودة السودان إلى الاسرة الدولية والتي انعزل عنها عقب قرارات 25 اكتوبر، وتقول تماضر لموقع “أفريقيا برس”؛ إن فرصة عودة حمدوك ربما تكون ضئيلة وصعبة على اعتبار إن الساحة السياسية في السودان تعج بكثير من التعقيدات وأن عودته ستجد رفض واسع سيما من الشارع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here