لماذا تجاهل “ميثاق السودان” قوات الدعم السريع؟

4
لماذا تجاهل
لماذا تجاهل "ميثاق السودان" قوات الدعم السريع؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في خطوة ومسعى جديد لوقف الحرب في السودان، وقع نحو 48 حزبا سياسيا وعسكريا على ميثاق جديد أطلق عليه “ميثاق السودان”، واستند الميثاق على مبادئ كثيرة منها التأكيد على وحدة السودان، وإنهاء الحرب وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وإدارة الفترة الانتقالية بعد إنهاء الحرب. فيما تجاهل الميثاق مصير قوات الدعم السريع ولم يتطرق لها سوى أن كان مستقبلها السياسي، أو إنهائها من الوجود، وهو ذات الأمر الذي أفرز تساؤلا مفاده؛ لماذا تجاهل الميثاق قوات الدعم السريع؟ وهل التجاهل يعني أن هنالك تسوية سياسية مع “تقدم” المتهمة بمناصرتها لقوات الدعم السريع؟

تجاهل متعمد

القيادي بالجبهة الثورية السودانية حذيفة محي الدين البلول، يرى في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن “تجاهل قوات الدعم السريع في الميثاق ينم عن جهل القوى الموقعة للميثاق”، في وقت لم يستبعد أن يكون التجاهل متعمد من القوى السياسية، وجزم بأن الميثاق لن يساهم في إنهاء الحرب، على اعتبار أن أي مبادرة لإيقاف الحرب يجب أن تخاطب الأطراف الرئيسية في الحرب وأضاف “تجاهل أحد أطراف الحرب لن يقود لانهاء الحرب، وان هذا التجاهل تم لان هذه المجموعة تريد أن تستمر الحرب لأن هنالك مجموعات كبيرة مستفيدة من هذه الحرب في استنزاف أموال الشعب المغلوب على أمره”، ويقول البلول “بوقف الحرب تتوقف مصالحهم ومكاسبهم الشخصية”، وتابع “في نفس يوم التوقيع وبعد إطلاعنا على بنود الميثاق قلنا إنه سيساهم في تعقيد الأزمة وسيساهم بشكل مباشر في إطالة أمدها”.

فرصة الدعم السريع

المحلل السياسي الفاتح محجوب يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “قوى تقدم تظل جزء من مكونات العمل السياسي في السودان سواء بإسمها القديم (قحت) أو الجديد (تقدم) او حتى بالأحزاب المكونة لهما”، مستدركا “ولكن الدعم السريع هو قوة عسكرية تتبع للجيش وتمردت عليه ولا علاقة لها بالعمل السياسي ولهذا تم تجاهلها في الميثاق”، وتابع “قوات الدعم السريع إما أن تهزم أو تستسلم وتوقع على اتفاق صلح لإنهاء الحرب لكن لا مجال لأعضائها أن تتاح لهم فرصة لممارسة العمل السياسي”.

قوى حليفة

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس”، بشأن تجاهل الميثاق لقوات الدعم السريع في بنودها، قال المحلل السياسي محمد عبدالجبار، إن “القوى الموقعة على الميثاق شعرت بقرب تسوية بين الجيش وقوات الدعم السريع لذلك سارعت بتشكيل هذا الميثاق حتى تجد حظها في الحكومة التي ستشكل من (تقدم) الحاضنة السياسية للدعم السريع”، ويضيف “الميثاق الجديد يمكن أن يساهم في وقف الحرب شريطة أن يتم الموافقة عليه من قبل قوات الدعم السريع والتي تنظر لهذه القوة بأنها حليف للجيش السوداني وهو ذات الأمر الذي يجعل من الدعم السريع بأن لا يثق في هذه القوى، وهذا يعني إستحالة موافقة قوات الدعم السريع على بنود الميثاق ما يطيل أمد الحرب ولا يقود إلى إيقافها”.

الحكومة في السودان عدلت وأدخلت مواد جديدة في قانون الأمن في السودان ومازال الجدل يدور حول هذه القرارات، والسؤال المطروح هنا؛ ماذا سيترتب على هذه الاجراءات؟ وتأثيرها على الحريات والحرب.. وهل ترسخ لحكم تسلطي مستبد؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here