موكب الإسلاميين .. هل يقطع طريق التسوية؟

38
جانب من تظاهرات الاسلاميين في موكب "الكرامة" الرافض للتدخل الأجنبي في السودان، والرافض للشراكة المحتملة بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري.

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أربكت مواكب الإسلاميين “الكرامة 2” الساحة السياسية برمتها، إذ بحسب كثيرين رسمت واقعا جديدا في المشهد السياسي يصعب تجاوزه أو القفز عليه، و احتشد آلاف الإسلاميين للمرة الثانية أمام مقر البعثة الأممية في السودان حاملين الأعلام الوطنية، رفضا للتسوية السياسية المرتقبة، واحتجاجا على “التدخلات الأجنبية” في الشأن الداخلي للبلاد، وردد المتظاهرون هتافات مناوئة ضد البعثة الأممية بالسودان، مطالبين “بعدم تدخل السفارات الغربية في إعداد الدستور الانتقالي”، كما طالب المحتجون بطرد رئيس البعثة الأممية “فولكر بيرتس”، ورفض إنجاز تسوية سياسية ثنائية بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير، ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات منها: “لا للتسوية الثنائية”، و”لا للتدخل الخارجي”، و”الشعب يرفض الوصاية”، و”لا للتسوية السياسية”، و”لا للوثيقة الدستورية الجديدة ” .. ليبقى السؤال قائما، هل تقطع مواكب الإسلاميين طريق التسوية؟

دستور مخلق

يقول القيادي الإسلامي والأمين السياسي لحركة الاصلاح الآن، أسامة توفيق، “إن موكب الكرامة 2 أثبت بما لا يدعو مجالا للشك أن قحت المرفوضة من شباب المقاومة لا تملك الشارع”، ويضيف “أثبتنا من خلال هذه المواكب للعالم أجمع وللقوى الداخلية أن التيار الوطني الإسلامي رقم صعب لا يمكن تجاوزه وانه يمتلك الشارع”، مشيرا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن موكب الكرامة 2 أرسل رسالة مفادها “السودان موحد بكافة أعراقه وجهاته كما أعلن عن رفضه للدستور المخلق بواسطة ما يسمى بتسييرية نقابة المحامين وأيد الموكب القوات المسلحة ورفض دعاوى تفكيكها بحجة إعادة الهيكلة كما أيد الموكب استقلالية المؤسسات العدلية، وإنه لا يمكن لأي تسوية أن تتم دون موافقة هذا التيار العريض”، ونبه توفيق إلى أن الموكب أكد كذلك على الرفض التام للتسوية الثنائية و المحاصصات الحزبية وأن الحكومة يجب أن تكون حكومة كفاءات مستقلة تهتم بأمن ومعاش الناس، وتعد لانتخابات تؤهل القوى التي تفوز بها لحكم السودان في تداول سليم ومبشر يقود البلاد والعباد إلى مستقبل زاهر، وأضاف “المارد الإسلامي استيقط، وانتظرونا في سلسلة الكرامة 3، 4 ، 5″، وشدد على ضرورة أن تبني الأحزاب قواعدها والاستعداد للانتخابات، فهي بحسب توفيق الفيصل بين من يدعون أنهم يملكون الشارع.

اختطاف القرار

مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

لكن، عضو المكتب السياسي لحركة القوى الجديدة الديمقراطية”حق” مجدي عبدالقيوم كنب يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “ليس هناك ثمة تسوية أساسا بالمعنى الدقيق للكلمة حتى الآن”، ويضيف “قحت” نفسها لم تتوصل حتى الآن لاتفاق بين مكوناتها لما يمكن ان يطرح كمواضيع ويوضع على طاولة التفاوض لتنتج عنه ما يمكن تسميته تسوية”، وكل ما يتردد في هذا الشأن بحسب كنب هي “محاولات لبعض المجموعات التي ترتبط بمصالح شخصية ذات صلة بدول المحور تسعى لاختطاف قرار التحالف وتمرير صفقات تخصها”، وخلص كنب إلى “أن واقع الحال يقول بأن حل الأزمة لن يكون عبر حوار ثنائي، دعك عن تسوية”

رسالة تهدئة

وثمة من يقول، إن خطاب البرهان السابق والموجه للإسلاميين، قد تأثر فعلا بمسيرة الإسلاميين وأراد ارسال رسالة تهدئة موجهة لهم مفادها؛ بـ”أن لا عودة لتسليم السلطة التنفيذية كاملة لقحت بل التسوية السياسية ستشمل الجميع عدا المؤتمر الوطني”، مستدركين “ولكن في حقيقة الأمر إن التسوية السياسية المقترحة التي يجري عليها التفاوض بين قحت المجلس المركزي والعسكر ستشمل فعلا غالب القوى السياسية السودانية أي إن فكرة التسوية الثنائية اصلا غير مطروحة للنقاش حاليا، وبالتالي لا جديد في خطاب الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمس”، وإن كانت رسالته بحسب كثيرين تحدثوا لموقع “أفريقيا برس”؛ تحمل قدرا من التفهم لمواكب الإسلاميين من دون الإشارة لهم صراحة، اذ انه بدد مخاوفهم من إعادة إنتاج التسوية السياسية الثنائية مع أنه لم يقل شيئا يتناقض مع مشروع التسوية السياسية المقترحة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here