أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثارت خطوة حاكم إقليم دارفور ، مني أركو مناوي ، بتصدير ثلاثة آلاف رأس من الضأن تبرعا ، لدولة قطر دعما من إقليم دارفور لضيوف كأس العالم، أثارت ردود أفعال غاضبة، وساخرة في ذات الوقت ، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض ، أن معسكرات النزوح في دارفور أولى بهذا الدعم لكونها تحتاجه وتعيش في اوضاع اقتصادية قاسية ، رأى البعض الاخر، إنه لاغضاضة في الأمر بحسبان أن قطر لها فضائل كثيرة على أهل السودان سيما دارفور باعتبارها رعت عدد من اتفاقيات السلام، بجانب إنشاء عدد من المشاريع التنموية والخدمية في الإقليم.
علاقات متميزة
واكد مني أركو مناوي حاكم اقليم دارفور عمق ومتانة العلاقات الدبلوماسية والشعبية بين السودان وقطر، لافتا أن الشعب السوداني انطلق بشكل عفوي لانفاذ مبادرة (كلنا قطر)، وهي نفرة شعبية سودانية لاسناد قطر وهي تتهيأ لاستضافة كاس العالم، وعبر مناوي عن سعادته وهو يرعى هذه النفرة والمبادرة الشعبية، مشيرا انها ستنطلق من العاصمة الخرطوم وبقية الولايات . وقال تكفلنا بالاسهام مع دولة قطر بتوفير ٣ الف من الخراف دعما من دارفور لضيوف كاس العالم، ودعا القطاع الخاص السوداني الي تسويق المنتجات السودانية في الدوحة، كاشفا عن اتفاق في هذا الخصوص مع السلطات القطرية. وقدم حاكم اقليم دارفور في ختام زيارته للدوحة شكره لحكومة قطر وللشعب القطري الشقيق، واكد سعيهم لاستعادة العلاقات المتميزة السابقة التي تبنتها قطر عقب اتفاقية الدوحة وتوقفت لاسباب معروفة هي التغييرات التي جرت في السودان.
جهل مناوي

ومعلقا على تبرع مناوي لقطر ، كتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالماجد عبد الحميد على صفحته بالفيسبوك : أول أمس طالعت خبراً بالصفحة الرياضية لصحيفة الإنتباهة مفاده أن حاكم إقليم دارفور أعلن جاهزية أهل دارفور لمساندة دولة قطر في منافسة كأس العالم القادمة ظننت الخبر من طرائف صفحات الرياضة ، مستدركا ، ولكنني وجدت الأمر ليس هزلاً عندما طالعت خبراً علي صفحة قناة الجزيرة يعلن فيه السيد مناوي تبرعه أهل دارفور بعدد3 ألف خروف لدعم ضيوف قطر في كأس العالم ، متسائلا، من من أهل دارفور يتبرع بربط مناوي من فمه؟ منبها إلى أن مناوي أحرج السودان كله بتصريحاته المشاترة وتبرعه الذي يكشف ربما بحسب عبدالحميد عن جهل غير مقبول بطريقة تنظيم قطر لكأس العالم ، وأردف ، أصغر تاجر مواشي سوداني يمكنه التبرع بسفينة خراف لقطر والتي لا تحتاج لهذا العدد المتواضع من الخراف والتي يحتاجها أهل مناوي في المعسكرات المنكوبة في دارفور ، وقال عبدالحميد متسائلا : من يخطر مناوي أن قطر لا تحتاج لتشجيع فريقها لأنها نظمت كأس العالم ليس بغرض الفوز بالبطولة.. وإنما لأهداف أخرى تحققت بالكامل قبل شهرين كاملين من بداية عرس العالم لكرة القدم ، وختم حديثه : يحتاج بعض سياسيينا إلى كورسات إبتدائية في فن مخاطبة العالم الخارجي .. ومنهم مناوي الذي تعامل مع الدوحة وكأنها قرية نائية في دارفور .
لفتة جميلة

لكن المحلل الاقتصادي عبدالمنعم حميدة قال لموقع “أفريقيا برس”، لفتة جميلة قام بها السيد مني أركو مناوي حاكم(دارفور) تجاه دولة قطر الشقيقة، وإنه بعيداً عن النظرة الشعبية المستفزة التي دائما ماتستنكر مثل هذه المبادرات ،انني أرى ان مثل هذه اللفته تستحق الشكر والإشاده فالنبي صل الله عليه وسلم يقول(تهادوا تحابوا) ،مشددا على ضرورة ، ان لا تكون نظرتنا للهديه انها يجب ان تكون من غني لفقير ،انما الهديه في نظر حميدة يمكن كذلك ان تكون من الفقير للغني ،او قد تكون وفاءا وعرفانا لجميل معين ، منوها إلى أن السودان الأن يمر بفترة استقرار سيما في سلعة اللحوم ، ودافع حميدة عن مناوي واعتبر الدعم يدخل في إطار التعاون وتقديم والمساعدات بين الدولتين.
صوت لوم
أحد مناصري مناوي كتب بالفيسبوك ساخرا عن التبرع : نحن مستعدين نمد يد العون لدول الاتحاد الاوربي جراء الأزمة المالية التي آلمت بها بسبب حرب الشقيقة روسيا ولا نرى حرج في ذلك ، واضاف ، أننا غير خالدين في هذه التبرعات ومتى ما شعرنا بأن أوروبا تعافت سنوقف الدعم ، موجها صوت لوم للذين انتقدو مناوي قائلا لهم : شكرا على نقدكم البناء وماحريصين البته للإلتفات لكم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس