تصريحات استفزازية لقائد الجيش الأوغندي تثير غضب السودانيين

55
تصريحات استفزازية لقائد الجيش الأوغندي تثير غضب السودانيين
تصريحات استفزازية لقائد الجيش الأوغندي تثير غضب السودانيين

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار تصريح قائد الجيش الأوغندي، الجنرال موهوزي موسيفيني، جدلًا واسعًا في وسائط التواصل الاجتماعي، وذلك عندما استفز السودانيين بزعمه وقدرته على غزو الخرطوم، والسيطرة عليها وإنهاء ما أسماه الفوضى بدعم من الإدارة الأمريكية.

وكتب موهوزي في تغريدة له: “سنتمكن من الاستيلاء على الخرطوم بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تسلمه رئاسة الولايات المتحدة”، وتابع: “سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريبًا، إذا كان هؤلاء الأولاد في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب، فسوف يتعلمون”.

وقد وجدت تصريحات القائد الأوغندي انتقادًا واسعًا من قبل السودانيين الذين أظهروا غضبهم على الرجل. وفي حين اعتبر البعض التصريحات غير حكيمة، وقد تدخل بلاده في مأزق وحرب طاحنة مع السودان، نظر البعض الآخر إلى التصريحات الأوغندية على أنها مستفزة وتمس كرامة وسيادة السودان.

ولم يصمد القائد الأوغندي أمام عاصفة السودانيين، حيث سرعان ما حذف التغريدة التي استفزتهم.

حديث جزاف

يقول المحلل السياسي مجدي عبد القيوم: “إن تصريحات القائد الأوغندي لا تُؤخذ على محمل الجد، ومن الخطأ أن نطلق عليها تصريحات في سياق سياسي يمكن أن تُبنى عليها ردود أفعال ومواقف”. ويضيف: “بصرف النظر عن ملابسات التصريح، فإن الرجل لا يحكم جيشه بشكل يكفي ليجعل تهديده باجتياح الخرطوم واقعيًا، ولا أظن أن معسكرات الجيش الأوغندي على تخوم الجبلين”. ويُعقّب قائلًا: “وبصرف النظر عن حقائق الجغرافيا، فإن هذا الحديث سياسيًا هو حديث جزاف”.

وقال مجدي لموقع “أفريقيا برس” إن “أوغندا دولة تتمتع بثقل إقليمي استنادًا إلى كونها مركزًا للعديد من المخابرات الدولية، وأن لموسيفيني صيتًا في التدخل في شؤون دول الجوار”. واستدرك قائلًا: “ولكن هذا كله لا ينفي عدم منطقية هذا الكلام، وفي تقديري هو تصريح لا يمكن قياسه بأدوات السياسة”.

استعراض عضلات

قال مرتضى هباني، القيادي بحزب الأمة القومي، لموقع “أفريقيا برس”، إن ما أثاره قائد القوات الدفاعية الأوغندية من تهديد بدخول واجتياح الخرطوم يجب أن لا يؤخذ في أي إطار خارج السخرية وإثارة الضحك، خصوصًا أنه معتاد على إطلاق مثل هذه التصريحات الصبيانية كما روي عنه.

واعتبر هباني تصريحات القائد الأوغندي باستعراض للعضلات، مشيرًا إلى أن التهديد والتلويح بالقوة هو الأسلوب المثالي في سياساته هو وترامب، والتي تعتمد على رفع العصا، مؤكدًا أنهما من طينة واحدة.

وأضاف هباني، أنه يتسائل كيف يسمح الرئيس الأوغندي موسيفيني، وهو أقدم الرؤساء الأفارقة على كرسي السلطة، لابنه بإطلاق هذه التصريحات التي تسبب الحرج له كرئيس دولة مع الدول الأخرى ووالد في نفس الوقت.

وشدد هباني على ضرورة عزل ابن الرئيس الأوغندي من أي موقع حفاظًا على علاقاته بدول الجوار وغيرها وحرصًا على صورته الشخصية أمام شعبه.

وتابع “ابن موسيفيني واضح أنه من مدرسة الرئيس الأوغندي الراحل الحاج عيدي أمين، الذي عرف بمثل هذه التصريحات المضحكة كمطالبته لرؤساء الدول التي يختلف معهم أن ينازلوه في حلبة الملاكمة”.

ويرى هباني أنه يجب ألا يُعطى مثل هذا التصريح من قائد القوات الدفاعية الأوغندية مأخذ جد.

وأكد أن يجب تناوله بجانب كونه مادة للسخرية إلا كمحاولة خلق زوبعة إعلامية تؤثر في موقف الجيش لصالح الدعم السريع لما له ولحكومته من مصالح في ذلك.

وبغض النظر عن هذه التصريحات، فإنه وبحسب هباني، يجب أن توصل الحكومة السودانية احتجاجها للرئيس الأوغندي مع المطالبة بالاعتذار عن ذلك التصريح بما يضمره من إهانة واستخفاف بالسودان وجيشه وشعبه.

في هذا الصدد، قال إبراهيم عثمان (أبو خليل)، الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، لموقع “أفريقيا برس” إن التهديد الأوغندي “أرى أنه لا قيمة له لأن أوغندا ليست في حرب مع السودان، وليست طرفًا في الصراع الدائر كما ليس لأوغندا حدودًا مع السودان بعد انفصال الجنوب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here