حُدد لها أسبوع.. هل تستجيب الحركات المسلحة وتخرج من المدن؟

343
حُدد لها أسبوع.. هل تستجيب الحركات المسلحة وتخرج من المدن؟
حُدد لها أسبوع.. هل تستجيب الحركات المسلحة وتخرج من المدن؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. من المقرر أن تخلي الحركات المسلحة المدن خلال أقل من أسبوع، وذلك وفقا للإجتماع الثالث للمجلس الأعلى للترتيبات الأمنية والذي انعقد بحضور رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، ونائبه حميدتي، وعدد من قيادات الحركات. وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان في الاجتماع؛ إنه تم الاتفاق على إخلاء المدن من كل قوات الحركات المسلحة خلال أسبوع .. فيما يتمدد السؤال، حول ما مدى استعداد الحركات المسلحة للخروج من المدن؟ فهل ستنصاع للأوامر أم تتمرد؟ وماذا يترتب على وجودها في المدن؟

خطأ استراتيجي

العميد ياسر أحمد الخزين، خبير عسكري

يقول الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الأخطاء الاستراتيجية الكبيرة التي وقعت فيها اللجنة المعنية بملف الترتيبات الأمنية، هو السماح بدخول جيوش الحركات المسلحة بعتادها الحربي إلى المدن، لافتا إلى أن اللجنة لم تستفد من أخطاء نيفاشا مع الحركة الشعبية والتي -بحسب الخزين- مارست وقتها إنتهاكات في مدن السودان ولا يزال الناس يتذكرون “فاولينو ماتيب” ومحاكم السلاطين التي كانت تجري على أرض الخرطوم، وها هي اتفاقية جوبا تكرر نفس الخطأ، وأضاف: “إن اضطرت الحركات المسلحة لدخول المدن لكسب سبل العيش فكان الأولى ترك عتادها الحربي في المناطق التي كانت تحت سيطرتها أو تمركزها لاسيما عدم وضوح الرؤية حول كيفية التمويل بعد تنصل رعاة اتفاقية جوبا، كذلك كان يجب دخول أفراد الحركات المسلحة كمدنيين وليس بعتادهم العسكري”، وتابع الخزين: “بعد صدور التوجيهات بخروجها ومغادرتها للمدن يجب توفير الدعم المادي وتزويدها بالمؤن الغذائية لحين توفيق أوضاعها بالاستيعاب والدمج والتسريح حتى لاتضطر لتأكل عبر فوهة البندقية”، واستبعد الخزين تمرد الحركات عن قرارات البرهان على اعتبار أن المجتمع الدولي لن يدعم تمردا جديدا، بجانب أن عمليات الوعي التي حدثت للكثيرين من منتسبي هذه الحركات ويقينهم بأن البندقية لم تعد تخدم قضية حيث يقول الخزين، كان نتاج تمردهم وقوع الضرر الأكبر على أهلهم ومناطقهم، كما ذكر الخبير العسكري سببا آخر لعدم التمرد؛ وهو أن كل الحركات ظلت تحت رقابة الأجهزة الأمنية ومعرفة نقاط ضعفها ومصادر قوتها، وبالتالي أي تمرد يعد مخاطرة من قبل أي حركة ويعني نهاية لحسمها، ورأى الخزين؛ أن الحل يكمن في تنازل هذه الحركات عن التشبث باستيعاب عدد كبير من مقاتليها بالقوات النظامية والاكتفاء بتمثيل نسبي مع التزام الدولة بتسريح بقية المقاتلين ومنحهم مشاريع إنتاجية ودمجهم في الحياة المدنية.

تأخر الترتيبات الامنية

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

فيما يقول عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أحمد حضرة ، لموقع “أفريقيا برس”: “إن انتهاء وجود الحركات المسلحة بالعاصمة كان مرتبطا بالترتيبات الأمنية وتشكيل الجيش السوداني القومي الواحد من كل الحركات والدعم السريع حسب اتفاقية سلام بجوبا”، والذي نص بحسب حضرة على دمج نسبة منها وتسريح الغالبية، مستدركا، لكن تأخر الترتيبات الأمنية و الانقلاب زاد الوضع تعقيدا مما جعلها تكون موجود في المدن، وحذر من استمرار وجودها، إذ يقول: “إن استمرار وجود خمسة جيوش بالعاصمة بأسلحتهم سيشكل خطرا اذا انفجرت الأوضاع أو حدثت أي خلافات ووصل التوتر فيها لاستخدام السلاح”.

نص الخروج

عثمان عبدالرحمن سليمان، الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج الثالثة

كذلك، يقول الناطق الرسمي باسم حركة “تمازج” عثمان عبدالرحمن سليمان؛ إن الحركات المسلحة ستنصاع لأوامر البرهان وستخرج من المدن على اعتبار أنها محكومة بنص الإتفاق الذي لا يسمح بوجودها في المدن الكبرى، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”: “حسب نص الإتفاق هناك مناطق تسمى بالتجميع ولكل حركة منطقة معينة لذلك بعيدة عن سكن المواطن”، مشيرا إلى إنهم في تمازج ليس لديهم حضور مباشر داخل المدن الكبرى، وأكد أن أي حديث خلاف هذا يعتبر بمثابة تلفيق ليس إلا. وختم حديثه، قائلا: “الاتفاقية منحتنا ضرورة وجود حراسات شخصية معلومة العدد ومحددة المهام و هي الآن برفقة المكتب القيادي داخل العاصمة و قادة المناطق، أما وجود قوة مدججة بالسلاح تتبع لنا فهذه معلومة خاطئة”.

وجود رسمي

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب، فإن الحركات المسلحة موجودة بشكل رسمي في مدينة الفاشر والدمازين وموجودة في شكل حراسات لقادة الحركات، مستدركا، لكن بشكل غير رسمي يوجد عدد كبير من جنود الحركات المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية في الولايات، وأردف، دللت تجربة وجود الحركات المسلحة في الفاشر على مخاطر عالية جدا على الأمن القومي، إذ بحسب الفاتح، فإن النهب الذي حدث لمؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات ولمقر اليوناميد وديوان الزكاة والعديد من مقرات الحكومة يعطي دلالات بأن وجود الحركات قد يؤدي إلى أحداث دامية في الخرطوم وبقية مدن السودان أن لم يتم تدارك الأمر، مشددا على ضرورة الإسراع في دمجها في القوات النظامية، ورأى إنه ليس لدى الحركات المسلحة اعتراض على قرارات الفريق أول البرهان، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”: “بما أن القيادات السياسية لتلك الحركات راغبة في السلام فالغالب هو انشقاق بعض قيادات تلك الحركات والخروج من السودان بقواتها”، ولهذا وبحسب الفاتح يصعب في الوقت الحالي دمج كافة جنود الحركات المسلحة سيما في ظل وجود مظلة الارتزاق في ليبيا.

وجود خاطئ

أعتبر الناطق السابق بإسم القوات المسلحة، الصوارمي خالد سعد، “أن وجود الحركات المسلحة داخل المدن أمر خاطئ، وحتى القوات المسلحة السودانية وجودها مع المواطنين في المدن غير مقبول فما بالك بوجود عسكرين غير “مقننين”، منوها إلى أن وجودهم قد يقود لكارثة وخطورة أمنية على المواطن، وقال الصوارمي: “إن الحركات ستنصاع لأوامر البرهان على اعتبار أن إتفاقية جوبا نصت على خروجها وتمركزها في أمكان محددة”، واستبعد الصوارمي تمردهم ورفضهم الخروج لجهة إنه ليس لديهم قدرة قتالية داخل المدن، وقال إن أوامر البرهان بمثابة قانون وملزمة لهم وأن القائد العسكري عندما يقول حديث يجب أن ينفذ لان ذلك هي عقيدة الجيش والذي بحسب الصوامي مبني على سماع صوت الرتبة الاعلى والذي ينهي ويأمر.

ماهو عدد افراد الحركات في المدن؟

محمد زكريا، مقرر الجبهة الثورية

نفى مقرر الجبهة الثورية، محمد زكريا، جود الحركات المسلحة في المدن، إذ قال في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ لايوجد عسكري من الحركات المسلحة في المدن الا ماتم نص عليه في الإتفاقية ، حيث بحسب زكريا، ماتم الاتفاق عليه هو وجود 66 جندي لكل حركة لحماية القيادات ويتم تدريبها بواسطة القوات المسلحة ، مؤكدا إنهم حريصون على تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وأخلاء مظهر الجيش من كل المدن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

1 تعليق

  1. نحن عانينا كتييير مافيه الكفاية من تأخير بند الترتيبات الأمنية للان ملتزمون بما نصه اتفاقية جوبا ماذا فعل لنا الطرف الاخر عادة مايتم تنفيذ 1%من الاتفاقية ويتمها بوعود كازبة ومحبطة للواقع الان +اليوم ها يطلع الكل من المدن لو ما تم التنفيذ من الطرف الثاني نحن ما هنقدر نمنع كل من يقول مظلوم وينشق ويتجه الخرطوم دا حق شرعي

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here