ما مدى جدية الكونغرس في فرض عقوبات على قيادات العسكر؟

147
ما مدى جدية الكونغرس في فرض عقوبات على قيادات العسكر؟
ما مدى جدية الكونغرس في فرض عقوبات على قيادات العسكر؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثارت جلسة الإستماع في الكونغرس الأمريكي بشأن السودان – والتي فرض فيها عقوبات على قيادات المكون العسكري – جملة من الاستفاهمات أبرزها، هل سيساهم الكونغرس في حل الأزمة السياسية، أم يعقدها؟ ومامدى جديته في فرض عقوبات على قيادات المكون العسكري؟

ماذا قالت مولي في؟

خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي حول الاحداث في السودان، وبحضور مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، مولي في، أكد الكونغرس على ضرورة فرض عقوبات على قيادات المكون العسكري والذي يرى إنهم يعيقون الانتقال الديمقراطي في السودان، ولم ترد مساعدة وزير الخارجية بشكل مباشر على أسئلة النواب بخصوص فرض عقوبات على قيادات المكون العسكري، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تنظر في استعمال صلاحياتها فضلا عن تطوير صلاحيات جديدة في الصدد، وبشأن دعم بعض الدول لقادة الانقلاب العسكري، قالت مولي في: “إذا اعتقد بعض شركائنا أن دعم المؤسسة العسكرية السودانية سيفضي إلى استقرار البلاد، فهم واهمون”.

جلسة مهمة

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

ووصفت القيادية في قوى الحرية والتغيير، عبلة كرار، جلسة الكونغرس بشأن الأزمة السودانية بالمهمة على اعتبار أنها دعمت بشدة حراك جماهير الشعب السوداني وانحازت بشكل صريح لمطالب الشعب الثائر، وتقول كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الجلسة وضحت بشكل لا لبس فيه الموقف الأمريكي من الانقلاب واتجاهها لعزل الانقلابيين وفرض عقوبات اقتصادية وشخصية عليهم، مؤكدة إنهم سيواجهون عزلة دولية واقليمية، فضلا عن العزلة الداخلية والتي بحسب عبلة يعاني منها، مؤكدة أن هذا سيعجل من مسألة زواله إلى غير رجعة. ورحبت كرار بإعادة نظر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتقديم الدعم السياسي المدني وقضايا حقوق الانسان ودعم التحول الديمقراطي، معتبرة إنه أمر مطلوب لإستئناف الجهود التي قامت بها هذه المنظمة أثناء فترة الانتقال.

دور أساسي

وبشأن مساهمة المجتمع الدولي وأمريكا في حل الأزمة السياسية، تقول عبلة كرار؛ إن الدور الدولي هو دور أساسي ومهم جدا، حيث سعى لتحقيق انجازات وخطوات مهمة لعودة السودان للمنظومة الدولية، وهو بالطبع أمر صب في مصلحة السودانيين ومصلحة دول الجوار ودول المحيط الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن هذه الخطوات لايمكن إكمالها إلا في ظل حكومة مدنية، وتابعت: “لذلك اتوقع أن يساهم المجتمع الدولي بشكل كبير في عودة مدنية الدولة السودانية”، واستدركت قائلة: “ولكن لكي يستفيد السودان من ذلك الدعم يجب أن يساعد السودانيون أنفسهم وذلك بتكوين مركز مدني موحد في أقرب وقت ممكن حتى يكون هنالك جهة مدنية شرعية تستلم السلطة وهو الأمر الذي أشار له الاجتماع في تداوله حيث أمن  على ضرورة وجود تحالف مدني يستلم السلطة”.

خطوة أولى

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

واعتبر المحلل السياسي الفاتح محجوب، أن جلسة الاستماع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول الوضع السياسي في السودان تعد خطوة أولى في مسار طويل لإصدار قرار بشأن القادة العسكريين في السودان، وهذا المسار بحسب الفاتح دائما مايكون سهلا جدا في حالة عدم وجود لوبي لديه مصالح مع الحكومة السودانية وهو ماكان عليه الوضع إبان البشير الذي عادى أمريكا جهارا في حرب الخليج ودعم القاعدة وحزب الله وحركتي حماس والجهاد، وهو أمر بحسب الفاتح ليس متوفرا في الوقت الحالي، إذ يقول الفاتح: “إن القادة العسكريين ينعمون بدعم الإمارات والسعودية ومصر ولديهم علاقات مع إسرائيل ولذلك يصعب فرض عقوبات عليهم بل إن الخارجية الأمريكية تدرس إستئناف الدعم الأمريكي للحكومة السودانية بشروط سيتم التباحث حولها مع القادة العسكريين”، وهذا يعني أن قصة العقوبات في نظر الفاتح مجرد تهديدات إعلامية غير جادة على اعتبار أن مصالح أمريكا مع الدول الداعمة للقادة السودانيين اكبر من كل ما يتعلق بالسودان، وأضاف الفاتح لموقع “أفريقيا برس”: كذلك رغبة أمريكا في عدم ترك السودان لقمة سائقة للصين وروسيا لن تفرض عقوبات على قياداتها، كما أنها لا تسمح بتحول السودان إلى دولة فاشلة، فإن تم السماح بذلك سينهار الاقتصاد السوداني وبعدها سيتم إستئناف الدعم المالي الدولي للحكومة السودانية.

نظرة أمريكا

د.عبد الرحمن أبوخريس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة السودانية
د.عبد الرحمن أبوخريس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة السودانية

بدوره، أشار أستاذ العلاقات الدولية عبدالرحمن أبوخريس في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن هنالك إنقسام فى الإدارة الأمريكية ازاء توصيف الوضع فى السودان بعد قرارات 25 اكتوبر، حيث بحسب أبوخريس اعتبرته امريكا ليس انقلابا لجهة أن البرهان التزم بما وعد به المجتمع الدولي والمحلي وتحقيق مطالبهما بأن تم تعيين حمدوك كرئيس للوزراء، الا انه استقالة بمحض ارادته، وتابع، كذلك هناك قوى إقليمية مؤثرة داعمة للجيش ذات مصالح مشتركة ومتداخلة مع المصالح الغربية تستطيع أن تؤثر فى مسار هذا التداول، وهنا يقول ابوخريس، إن امريكا لا تدير ملف السودان بطريقة مباشرة وإنما بواسطه شركاؤها الاقلميين والذين تستمع لمقترحاتهم ومصالحهم، وختم حديثه قائلا: “لذلك لا اتوقع فرض أي حصار أو إصدار قرارات تهديد العملية السياسية التي يتطلع لها الشركاء”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here