لماذا يجب تفضيل الاستاذ محمد عبو لتمثيل الطيف الثوري ؟؟

31

بقلم عادل السمعلي

وافقني أغلب الاصدقاء والمتابعين لمقالاتي حين طالبت بتنازل الطيف الثوري عن مرشحيهم لصالح مرشح واحد يمثلهم ليكون له أوفر الحظوظ لمنافسة مرشحي السيستام ولضمان المرور للدور الثاني ولكن تحولت هذه الاغلبية لأقلية حين أخترت الاستاذ محمد عبو ليمثل الطيف الثوري عوض المرزوقي وقيس سعيد وسيف مخلوف بل وتحول البعض منهم لمستنكر ومحتج على هذا الخيار مما أجبرني للعودة بأكثر تفصيل للموضوع.

أولا ان الوضعية الحالية بتمسك الجميع بالترشح وأعني بذلك عبو والمرزوقي وقيس سعيد وسيف مخلوف ينتج عنه حتما ومنطقيا وحسابيا سقوط الجميع من الدور الاول وبعضهم سيتحصل على نتائج ضعيفة ومخجلة.

ثانيا سوف اعرض موقفي عبر التقنية العكسية وحذف الاقل جدارة وهي تقنية معروفة ومستعملة في فقه القانون وأستعرض بها المرشحين واحدا تلو الاخر وأحذف الاقل جدارة

المنصف المرزوقي

أكدت التجربة ان الدكتور المنصف المرزوقي فشل في اختيار مستشاريه وبطانته أكثر من مرة وأنه غير قادر على أن يكون رئيسا لحزب متماسك وهو السبب الرئيسي في انشقاق حزب المؤتمر الى خمسة أحزاب متفرقة كما كان سببا كذلك في ولادة جنين ميت اسمه حزب حراك الارادة.

كما لا يخفى على أحد ان الاغلبية التي انتخبته في المرة السابقة هي قاعدة نهضاوية ساحقة تتجه هذه المرة نحو الالتفاف حول الاستاذ عبد الفتاح مورو …. النتيجة المتوقعة اذن هو السقوط من الدور الاول بفضيحة إنتخابية قد تؤكد انه وصل للرئاسة سابقا عن طريق الصدفة وهذا ما لا نتمناه له بتاتا فقد كان من الافضل له والاشرف أن تبقى صورته ناصعة لدى محبيه والرأي العام المحلي والدولي وأن لا يفكر بتاتا للترشح لهذه الانتخابات ولكنه للأسف سقط في فخ سوء التقدير ودفع بطانة السوء.

الاستاذ قيس سعيد

ليس وراء الاستاذ قيس سعيد ماكينة انتخابية وليس وراءه حزب قوي ولا حتى متوسط والاستاذ ليس لديه خبرة سياسية ولم يمارس السياسة سابقا والاخطر من ذلك هو استغلال قلة الخبرة السياسية لقيس سعيد لاندساس ماكينة السيستام داخل حملته الانتخابية وذلك لتشتيت الاصوات الثورية وضرب محمد عبو والمنصف المرزوقي في نفس الوقت وهذا لا يتفطن اليه الا أصحاب الخبرة والفطنة وهم قليلون للأسف وحتى الاستاذ الكريم قيس سعيد لا يعلم بما يفعل به.

الاستاذ سيف مخلوف

محامي شاب وطموح ويعد من شباب الثورة منذ اندلاعها لم يغير ولم يبدل ويكفيه شرفا أنه أحدث اختراقا لنمط المرشحين للرئاسة بخطاب سياسي ثوري وناري بدون حسابات سياسية ولم يجامل احدا بما في ذلك اتحاد الشغل الذي يخشاه وينافقه كل السياسيين.

الاستاذ سيف مخلوف هو أبرز اكتشافات الانتخابات الرئاسية السارة والمبشرة بالخير لهذه البلاد وسيكون له مستقبل سياسي واعد بإذن الله اذا خفض من حدة لهجته واتخذ لنفسه حزام من الشباب الثوري الواعي والمثقف ويكفي سيف مخلوف انه أحدث إختراقا للمشهد السياسي بتأسيسه لائتلاف الكرامة بمعية الدكتور والخبير الامني يسري الدالي.

إذن سيف وتنظيمه لهما مستقبل سياسي واعد واما الان فهو بصدد حصد التجربة واحداث التراكم النوعي إذن انتظروا الرئيس سيف مخلوف غدا وليس الأن.

الاستاذ محمد عبو

قبل كل شيء لا بد من الاشارة والتأكيد أن موضوع الارث يتساوى فيه محمد عبو والمنصف المرزوقي معا ولا فائدة من المزايدة بل إن الدكتور المرزوقي سابق عبو في إعلان موقفه من المساواة في الارث منذ الثمانينات لكن التونسيون لا يقرؤون جيدا ولا يتابعون.

بعد ذلك لا بد أن أشير أنني ضد مشروع المساواة في الارث جملة وتفصيلا وأيات القران الصريحة مقدسة عندي ولا تخضع للاجتهاد واعلن اني متحفظ جدا من موقف الاستاذ محمد عبو من ذلك وادعوه لمراجعة موقفه من مشروع السبسي للمساواة ولكن هذا التحفظ لا يمنعني من اعتباره أقدر مرشح لتمثيل الطيف الثوري للأسباب المذكورة أعلاه وأسفله.

حزب التيار الذي اسسه الاستاذ عبو حزب ناشيء وصاعد تمكن في وقت وجيز من تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات البلدية على عكس حزب الحراك وهو بصدد ربح مساحات انتخابية جديدة ويغري انصار بعض الاحزاب الاخرى والاستاذ محمد عبو يتمتع بحزام سياسي حزبي له مستقبل على عكس المرزوقي الذي له حزب في طريق الاندثار كما ان الاستاذين سيف مخلوف و قيس سعيد لا حزام سياسي لهما وبذلك يكون الاستاذ محمد عبو هو الاقدر على ضمان اسباب النجاح و لو كانت للاطراف المرشحة الاخرى الشجاعة الأدبية والفعلية للتنازل لمحمد عبو لكان للانتخابات الرئاسية شأن اخر لصالح الطيف الثوري واما الان ووضع التشتت على حاله وغلبة الانانية الثورية فلا امل لتواجد الطيف الثوري في الدور الثاني الا بمعجزة في زمن انتهت فيه المعجزات .

عادل السمعلي
(كاتب سياسي وباحث اقتصادي)

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here