أفريقيا برس – الجزائر. اهتز حي المصالحة بالشلف مساء الثلاثاء، على وقع حادثة وفاة ثلاثة أشخاص، اختناقا بالغاز من عائلة واحدة داخل غرفة نومهم، وهم ربة البيت البالغة من العمر 39 سنة، وابنتها “لُجين” 10 سنوات متمدرسة في الرابعة ابتدائي، وشقيقها “ريان” البالغ من العمر ثماني سنوات متمدرس في السنة الثانية بنفس المدرسة الابتدائية لحي المصالحة بلدية عاصمة الولاية، اختناقا بمادة الغاز المتسرب من سخان حمام البيت.
“الشروق” تنقلت إلى بيت العائلة المكلومة، أين وجدنا البيت خال من المعزين بسبب نقل مراسيم الجنازة إلى بيت جد الضحايا بحي الشرفة، وهناك وجدنا الوالد وهو محام بمجلس قضاء الشلف، والذي فقد زوجته وابنيه، في حالة يرثى لها وعاجز عن الكلام، فيما روى لنا شقيقه تفاصيل الحادثة، وقال كان أخي طيلة الفترة الصباحية في مكتبه، وقد تواصل مع زوجته عدة مرات، وفي المساء وقبيل عودته للمنزل عاود الكرة لمعرفة احتياجات البيت، لكن الهاتف كان يرن دون مجيب، وهو الأمر الذي أدخل في نفسه الشك والريبة، فسارع للعودة للبيت، ولدى دخوله وجد زوجته مغمى عليها برفقة ابنيها فحاول إنقاذهم، واستنجد بالجيران، وفور وصول مصالح الحماية المدنية، وجدت الأم قد فارقت الحياة، وقاموا بتقديم الإسعافات الأولية للفتاة وشقيقها، مع تحويلهما على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى أولاد محمد، أين فارقت الفتاة الحياة على أسرة غرفة الإنعاش، وبعد طلوع شمس اليوم الموالي لحقها شقيقها، وقد تم تشييع جنازتهم في جو مهيب بمقبرة سيدي العروسي، وذلك بحضور جميع السلطات المحلية والأمنية وزملاء المهنة من سلك المحامين.
بدوره، رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الحماية المدنية النقيب شريفي الشيخ أكد للشروق أن مصالحه قد سجلت خمسة حوادث منذ مطلع السنة الجارية بين المختنقين بمادة الغاز وثاني أوكسيد الكربون المتسرب من المسخنات والمدفآت ومواقد الفحم الطبيعي، وذلك دون احتساب الحادثة الأخيرة، وأشار إلى أن الحوادث هذه، خلفت ثلاثة مختنقين بغاز البوتان، كما تمّ نقل خمسة مصابين في ثلاثة حوادث أخرى خاصة بتسرب غاز الكاربون، وعزا أسباب وفاة ضحايا حي المصالحة إلى غلق جميع منافذ البيت بسبب التغيرات الجوية، وذلك ما ساعد على تراكم الغاز داخل البيت وهلاك أفراد العائلة بالكامل، كما جدد المكلف بخلية الإعلام لدى مصالح الحماية المدنية نداءه إلى المواطنين بضرورة الالتزام بمعايير السلامة، وأخذ جميع الاحتياطات عند استعمال المسخنات تزامنا مع دخول فصل البرد وتزايد استعمالها.