علامات استفهام… ما الدور الذي تلعبه فرنسا في التوتر بين المغرب والجزائر؟

5
علامات استفهام... ما الدور الذي تلعبه فرنسا في التوتر بين المغرب والجزائر؟
علامات استفهام... ما الدور الذي تلعبه فرنسا في التوتر بين المغرب والجزائر؟

أفريقيا برس – الجزائر. عرفت العلاقات بين المغرب وفرنسا فتورا وصل إلى درجات متقدمة، يقابله تقارب أكبر بين باريس والجزائر، الأمر الذي يشكل العديد من علامات الاستفهام حول الدور الفرنسي في تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر مؤخرا.

التوترات بين المغرب والجزائر مستمرة منذ فترة وليست بالجديدة، لكن خبراء يشيرون إلى أن الدور الفرنسي في الأزمة بين البلدين قد يدفع بها إلى مستويات متقدمة من التأزم، وأن الأخيرة تحاول الاستفادة الاقتصادية من استمرار الأزمة بين البلدين.

في الفترة الأخيرة استقبلت الجزائر العديد من المسؤولين من فرنسا وإيطاليا، وهو ما فسره الخبراء بأنه بحث عن الغاز الجزائري، في ظل الأزمة الأخيرة، في المقابل اتخذت إسبانيا خطوات أكبر تجاه المغرب توجت بتوقيع 19 اتفاقية في مجالات عدة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، زارت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، برفقة 15 وزيرا الجزائر، وأبرمت عدة اتفاقيات مشاريع اقتصادية.

العلاقات الأوروبية مع البلدين المغاربيين أصبح ينظر لها بنظرة مغايرة، أي أن أي تقارب مع أحدهما هو على حساب الأخر، في حين تبحث الدول الأوروبية عن مصالحها في المقام الأول.

ينظر الخبراء إلى تراجع الاستثمارات الفرنسية في المغرب بأنها لم تعد تمثل أهمية، خاصة إن تعارضت مع قضية المغرب الأولى التي تتمثل في الموقف من سيادته على الصحراء، إضافة إلى أن المغرب أصبح منفتحا بشكل أكبر على شركاء دوليين في جميع المجالات، ولم يعد يقتصر الأمر على الشركاء الأوروبيين فقط.

ازدواجية فرنسا

من ناحيته قال أحمد الدرداري، ممثل المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات بالمغرب، إن فرنسا اليوم في حيرة من أمرها، بحكم أن لها مصالح في كلا البلدين.

وأضاف أن وضعية الجزائر بالنسبة لفرنسا مختلفة، في حين أن المغرب يعرف ازدواجية مواقف فرنسا وسياستها “فرق تسود”، وأنه لا يعول عليها كثيرا بحكم تنوع شركائه.

ويرى أن “الحالة بين المغرب والجزائر هي بدفع من فرنسا، وأن فرنسا تعلم جيدا أنها تفتقر لأي ضمانة للإفلات من المحاسبة وتوضيح موقفها من مقترح “الحكم الذاتي” وسيادة المغرب على صحرائه، إضافة إلى أن فرنسا الرسمية منقسمة إلى تيار موالي للرئيس الفرنسي “عدو المغرب” وحكومة فرنسية واقعية تبدي مواقف مؤيدة للحكم الذاتي، كما جاء ذلك على لسان وزيرة الخارجية.

سيناريوهات العلاقة بين الرباط وباريس

حول السيناريوهات المرتقبة بين المغرب وفرنسا، يوضح الباحث المغربي، أن السيناريو الأول يتمثل في عدول فرنسا عن معاداتها للمغرب وغلق باب الأزمة وتدارك ما فاتها من فرص اقتصادية وجيواستراتيجية بإعلانها عن موقف واضح من “مغربية الصحراء” وفتح قنصلية لها في الداخلة، والانضمام إلى الدول التي ترفض الانفصال، وتحترم سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يعيد العلاقات بين البلدين لطبيعتها.

أما السيناريو الثاني من وجهة نظر الباحث يتمثل في” الاستمرار في العداء للمغرب ودفع الجزائر للحرب مع الرباط، وهو ما ينعكس بالسلب على فرنسا ذاتها بحكم الأزمة الراهنة بين أوروبا وروسيا من جهة، والصعوبات التي تواجهها فرنسا أفريقيا، إضافة إلى تأجيج الوضع في المنطقة المغاربية”.

يشير الباحث المغربي إلى أن الأزمة الراهنة بين فرنسا والمغرب تعود بالضرر الاقتصادي على باريس بشكل أكبر، بحكم أن فرنسا على المستوى الأفريقي غير مرحب بها، في حين أن المغرب هو رابع دولة مستثمرة أفريقيا، وأن باريس لن تجد غير المغرب لتغيير علاقاتها مع القارة.

على المستوى الاقتصادي يرى الخبير المغربي رشيد ساري، أن الأزمة بين المغرب وفرنسا أصبحت عميقة وتجاوزت مرحلة “سحابة الصيف”، وأنها وصلت لمستويات لا رجعة فيها ترتبط بفرض الوجود، خاصة أن باريس كانت تريد أن تلعب دور الوصاية على السيادة المغربية.

الانفتاح المغربي على الشركاء الدوليين

ولفت إلى أن المغرب أخذ مكانة مهمة في العديد من الدول الأفريقية على المستوى الاقتصادي، وأن مجموعة المقاولات الفرنسية التي خفضت من أنشطتها في المغرب جاءت لدواعي اقتصادية بعد انخفاض هامش الربح المحقق في فترات سابقة، والذي كان يصل إلى نحو 35 % فيما تراجع لأقل من 5 % في الوقت الراهن.

وأشار إلى أن المغرب لم يعد بحاجة لفرنسا لإنجاز المشروعات، بعد أن تمكنت المقاولات المغربية من تنفيذ أكبر المشروعات في العديد من جهات المغرب.

يمكن للمغرب الانفتاح على شركات دولية أخرى تكون أقل تكلفة في إنشاء المشروعات ويكون مرحب بها على المستوى الاقتصادي دون المساس بالسيادة المغربية على كامل أراضيه، وأن الرباط منفتحة على تنويع الشركاء في الوقت الراهن.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر يمكن أن تعود لأفضل مما كانت عليه في السنوات المقبلة، في ظل الظرفية العالمية التي تستوجب وحدة الصف.

تخبط السياسة الفرنسية

يشير البرلماني السابق جمال بن شقرون إلى أن السياسية الخارجية الفرنسية غير مفهومة، وأن الرئيس الفرنسي يحاول الاستفادة اقتصاديا من الأوضاع المتوترة، وأنها تستفيد من الحالة الراهنة بين المغرب والجزائر اتصالا بأزمة الصحراء.

المواقف الفرنسية تجاه المغرب تتأثر بعدة عوامل، خاصة أن المغرب بات يعقد اتفاقيات شراكة مع العديد من الدول الأفريقية التي كانت تعتبرها فرنسا مستعمرات قديمة لها، هذا ما يؤكده البرلماني المغربي السابق بن شقرون.

وتنظر الرباط إلى باريس بأنها مترددة بشأن “ملف الصحراء”، بينما وطدت علاقاتها مع الجزائر في الفترة الأخيرة لمستويات أكبر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here