أفريقيا برس – الجزائر. شلت حركة المرور عبر أغلب المحاور الرئيسية والثانوية بولاية تيزي وزو، الثلاثاء، بعدما اجتاحتها السيول وحولتها إلى أودية جارية، إلى جانب انزلاق التربة ما جعل الحركة عبر بعضها خطرة وشبه مستحيلة عبر بعضها الآخر، ما تسبب في غلق عدة مدارس في المدن التي أغرقتها الفيضانات والمناطق التي قطعت حركة السير منها وباتجاهها.
وتسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة منذ أيام بولاية تيزي وزو، في غلق عدة طرقات وطنية وولائية بفعل الأوحال والانزلاقات الترابية المسجلة عبرها، على غرار الطريق الوطني رقم 25 الرابط بين دائرة ذراع بن خدة وذراع الميزان الذي أغلق في منطقة ايت يحيى موسى بفعل الأوحال المجتاحة للطريق بعد انزلاق أرضي، نفس الأمر عرفه الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين ولايتي تيزي وزو وبجاية عبر الجهة الساحلية في منطقة ازفون التي تسبب فيها انزلاق أرضي وانزلاق جزء من الطريق، أما الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين العاصمة وولاية تيزي وزو فقد تحول في محوره العابر لبلدية ذراع بن خدة وعلى امتداد كيلومترات إلى واد جار، عرقلت فيه حركة المرور وتعطلت المركبات المنخفضة بفعل تسرب المياه لمحركاتها.
كما عرفت بعض الطرقات الولائية انزلاقات للتربة هي الأخرى وانهيارات صخرية جعلت الحركة على مستواها خطيرة على غرار الطريق الرابط بين أزفون وبلدية اقرو، وبلدية ازفون وبعض قراها والطريق الولائي رقم 128 الرابط بين تيزي وزو وبوغني أغلق بفعل السيول في منطقة وادي فالي وباتجاه معاتقة بسبب انزلاق أرضي، الطريق الولائي رقم 37 الرابط بين واقنون وآيت عيسي ميمون، الطريق الولائي رقم 224 الرابط بين قرية سيباو وبلدية سيدي نعمان.
وضعية الطرقات تسببت في شل عشرات المؤسسات التربوية وبعض الهيئات الإدارية على غرار مدينة ذراع بن خدة التي تحولت إلى بركة مترامية الأطراف، أغرقت مقر الدائرة، مركز التكوين والتعليم المهنيين، سوق الخضار والفواكه والشوارع التي أغرقت كل المركبات المركونة فيها، وتعذر على تلاميذ وأساتذة المؤسسات المعنية الوصول إليها، كما غمرت بعض المدارس بمياه الأمطار، وفاضت الأودية في عدة مناطق بالولاية منها وادي بوبهير الذي حول جسر ازغار المؤدي إلى دائرة بوزقان إلى واد عائم، تستحيل الحركة عبره على المركبات، الموقع الذي يحصد الأرواح في كل موسم شتاء، أبقته السلطات على حاله واكتفت بوضع بعض الأعمدة الحديدية على جانبيه في الوقت الذي يتطلب الفيضان المستمر للوادي، بناء جسر جديد بعلو أكبر.
تخوفات من اختلاط مياه الشرب بقنوات الصرف الصحي
سيول الأمطار تغرق حي 60 مسكنا تساهميا بديار الغرب في عين طاية
يستنجد سكان حي 60 مسكنا تساهميا بديار الغرب، بعين طاية، التابعة للدائرة الإدارية لباب الزوار في العاصمة، بالوالي الجديد أحمد معبد، التدخل العاجل لإنهاء مشكلة سكناتهم المهترئة التي استلموها منذ أزيد من 15 سنة، أين سجل هؤلاء عديد النقائص أرقت حياتهم وجعلتهم يعيشون في جحيم يومي، مع أولى قطرات الأمطار التي جعلتهم يبيتون ليالي بيضاء خوفا من تسرب سيول المياه التي تحمل معها الأوحال والحجارة خاصة المستفيدين من الشقق الأرضية التي شكلت الفيضانات الأخيرة خطر عليهم،لاسيما أن سيول المياه دخل شققهم وأتلفت الأغطية والأثاث، ناهيك عن اختلاطها بمياه الصرف الصحي القادمة من الأحياء المجاورة كالبرج البحري وعديد الأحواش بالمنطقة.
ودق المشتكون في تصريح لـ” الشروق”، ناقوس الخطر، تجاه ما يعانون منه، خاصة من بداية فصل الأمطار، أين جعلت من الشقق الأرضية للعمارات، خزانا للبرك والأوحال، نتيجة تسرب مياه الأمطار إليها، وهو ما أقلق السكان الذين طالبو والي العاصمة والمجلس الشعبي البلدي القادم ، بالنظر الجاد إلى انشغالهم، بعد تجاهل المجلس البلدي المنتهية عهدته بداية شهر نوفمبر الجاري، تحسبا لانتخابات المجالس المحلية والولائية المزمع تنظيمها بتاريخ 27 من الشهر ذاته، لشكاويهم المودعة بمصالح رئيس البلدية السابق، الأمر الذي أثار سخطا كبيرا، هدد من خلاله قاطني الحي إلى اللجوء للاحتجاج، بعد غلف كل منافذ الحوار مع المسؤولين المحليين السابقين، قبل أن تحل بهم الكارثة، لاسيما وان المشكل الكبير الذي يهدد حياتهم، هو احتمال اختلاط المياه الصالحة للشرب مع مياه الصرف الصحي بعد اهتراء القنوات، ليتكرر سيناريو ولاية المدية، أين أدخلت مياه الشرب المختلطة بالصرف الصحي الأطفال وكبار السن إلى المستشفى.
وتخوف المشتكون، انفجار خزان الكهرباء الذي تسربت بداخله مياه الأمطار ما قد يشكل خطرا كبيرا على المارة والراجلين، ناهيك عن محاصرة مياه الأمطار الملوثة الحي ما اجبر السكان والأطفال المتمدرسين المكوث في بيوتهم، الأمر الذي هدد المسار الدراسي للتلاميذ، خاصة وهم على أبواب فترة الامتحانات، كما طالب أصحاب الشكوى من المسؤولين الولائيين زيارة حييهم للوقوف على المعاناة التي يعيشونها منذ أزيد من 10 سنوات تاريخ سيناريو المشاكل التي رافقتهم لأعوام.
وكان سكان الحي قد طرحوا سابقا مشكلة سكناتهم التي كلفتهم أزيد من 200 مليون سنتيم، في وقت تقاذفت فيه المسؤوليات بين مصالح البلدية وقتها، وديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء، بخصوص الجهة المانحة للعقود، في وقت أكدت فيه مصالح “الأوبي جي أي”، أن منح عقد الملكية مرتبطا بمنح رئيس البلدية لرخصة البناء الخاصة بمشروع 33 مسكنا تساهميا الذي انطلق سنة 2014، ليبقى الوضع على حاله منذ أزيد من 18 سنة، فترة سيناريو البحث عن حقهم القانوني لعقد الملكية.
وأكد سكان الحي، محاولات الوصايا لتجاهل ملفهم، بعد عجز المستفيدين إيجاد الجهة المعنية بملف التسوية، مستندين في ذلك على تصريحات رئيس البلدية السابق، شهر سبتمبر 2020، إلى أن صلاحية تسليم عقود الملكية مخوّلة لديوان لترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء، الذي قام -حسبه-، بعملية البناء والبيع، في المقابل، ردّت مصالح الديون، أن تسليم العقود مرتبطا بمنح رئيس البلدية لرخصة البناء الخاصة بمشروع 33 مسكنا تساهميا، ليتم إعداد الملف كاملا قبل منح العقود، الذي يضم ثلاثة تجزئات المتمثلة في 60 مسكنا الذي تم تسليمه سنة 2008، و40 مسكنا الذي تم توزيعه سنة 2009، والمشروع 33 مسكنا الذي سلم لأصحابه سنة 2014، واعتبره المشتكين “مربط الفرس” لحل مشكل عقود الملكية التي يطالبون بحيازتها منذ قرابة 15 سنة، رغم إرسالية وزارة السكن والعمران، للمجلس البلدي، وديوان الترقية والتسيير العقاري، مفادها استعجال الشروع في إحصاء المواطنين الذين لا يملكون عقودا للملكية، إلا أن البرقية “أصبحت في خبر كان- يضيف السكان-.
وكانت الشروق” قد اتصلت” برئيس المجلس البلدي لعين طاية، محمد رتمي، السابق، لإعطاء توضيحات حول الانشغال المطروح، حيث أكد بدوره نقص المعطيات لديه حول الملف، أين وعد بدراسة الملف والتحري عن حيثياته.
بسبب تسرب المياه وخوفا من تجدد الشرارات الكهربائية
تلاميذ ابتدائية الشهيد احمد اولامي ببئر خادم بلا دراسة
تعالت أصوات أولياء تلاميذ مدرسة الشهيد احمد اولامي الكائن مقرها بحي 804 مسكن زونكا ببلدية بئر خادم بالمكان المسمى بـ”سوريكال”، من أجل تحرك السلطات المحلية لإنقاذ أبنائهم من أخطار تحدق بهم من كل مكان، لاسيما أيام التساقط الأخيرة التي حولت حياتهم إلى كابوس حقيقي نتيجة ارتفاع منسوب الوادي المجاور، فضلا عن تسرب كميات كبيرة من المياه داخل الساحة حالت دون ولوجهم إلى أقسامهم التي لم تطأ أقدامهم بها منذ أكثر من 3 أيام خوفا من خطر الشرارة الكهربائية.
وحسب شهادات أولياء التلاميذ في تصريح لـ”الشروق”، فإن موقع المدرسة في حد ذاته غير مؤهل لاستقبال أطفال من عمر هذه الفئة من المتمدرسين والقريب جدا من الوادي الذي يهددهم كل فترة تساقط ويحول مؤسستهم إلى مسبح وخير دليل على ذلك الأمطار التي تتهاطل على العاصمة منذ أيام والتي أجبرت أوضاع المؤسسة إلى غلقها في وجه التلاميذ خوفا من أي شرارة كهربائية أخرى جديدة قد تحدث كتلك التي سجلتها المؤسسة مؤخرا بسبب ملامسة المياه لشبكة الكهرباء كما تسبب المياه المتسربة في غلق ساحة المدرسة التي تحولت إلى مسبح حقيقي، أجبرت بوضع ألواح خشبية عند مدخلها وباقي الساحة من اجل اجتياز السيول للولوج إلى الضفة الأخرى من الأقسام والتي غمرتها هي الأخرى كميات من المياه.
الأوضاع المزرية التي آلت إليها المؤسسة، دفعت بالإدارة التحرك لسد احد مداخلها بالأجور والاسمنت وقد وضعت إدارة المؤسسة جدارا من الأجور والاسمنت عند المدخل لسد ولوج المياه إلى الداخل ولو بشكل نسبي كحل استعجالي.
الأولياء الذين وجدوا أنفسهم في ورطة أمام مستقبل أبنائهم، أكدوا أن الأمور خرجت عن نطاقها حيث يتكرر المشكل كل موسم تساقط فيما لم تجد شكاويهم للجهات المعنية وعلى رأسها البلدية نفعا، ما يتطلب تدخل الولاية لإيجاد الحلول السريعة خوفا من استمرار التوقف عن الدراسة التي قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي الذي يضاف إلى المشاكل التي ظهرت مع منذ بداية الجائحة بتوقيف الدراسة ثم تحديد مواقيت جديدة. مشكل النظافة طرح هو الآخر من طرف الأولياء مقابل غياب العمال المعنيين بذلك بحجة غياب المياه ولنا أن نتصور حالة دورات المياه دون تنظيف، لأيام فضلا عن الروائح الكريهة التي يطرحها الوادي والناتجة عن تدفقات الصرف الصحي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس