إقامات الطالبات والطلبة تتحوّل إلى مطاعم جماعية

11
إقامات الطالبات والطلبة تتحوّل إلى مطاعم جماعية
إقامات الطالبات والطلبة تتحوّل إلى مطاعم جماعية

افريقيا برسالجزائر. تمر في رمضان الحالي أكثر من شهرين منذ حادثة وفاة الطالبة نصيرة بكوش ابنة ولاية تيارت، في إقامة جامعية باولاد فايت بالعاصمة في السادس من شهر فيفري الماضي، والتي أعقبتها صرامة وعزم من مختلف إدارات الإقامات الجامعية على منع تواجد المواقد وآلات الطبخ مهما كان حجمها ونوعها والغرض من تواجدها لمجابهة البرد أو الطبخ، لتعود الأمور إلى سابق عهدها.

تضاعف استعمال المواقد وآلات الطبخ خلال شهر رمضان الحالي، حسب ما رصدته “الشروق” عبر عديد الولايات، بل إن أعوان الأمن ما عادوا يفتشون الحقائب ولا يسألون عن محتويات الغرف ويغضون الطرف عن كمية كبيرة من الأواني تدخل أمام أعينهم إلى قلب الإقامة، وهم الذين حجزوا في النصف الأول من شهر فيفري الماضي الآلاف من آلات الطبخ حيث دخلوا إلى الغرف وحجزوها، في حملة قال القائمون عليها في ذلك الحين، بأنها لن تكون آنية بسبب هلاك الطالبة نصيرة حرقا بعد انفجار قارورة الغاز، وإنما ستكون قانونا صارما لا يمكن تجاوزه.

الطلبة والطلبات اعترفوا بأن ما يقومون به في الغرف الجامعية من طبخ وتحضير لمختلف الأكلات التقليدية والعصرية، أو إعادة تسخين ما ينقلونه من المطاعم الجامعية، لا يقومون به في السر والكتمان وإنما بعلم من الإدارة بل إن بعض الطالبات يقمن بالإعلان عن بيع البوراك ومختلف الحلويات التي تطهى في الغرف الجامعية بتعليق الإعلانات في النادي أو في أروقة وأجنحة الإقامات الجامعية من دون أن يجدن حرجا أو خوفا من الإدارة.

ولم يسجل في المئات من الإقامات الجامعية المنتشرة في الجزائر خلال النصف الأول من شهر رمضان أي توقيف أو ردع لعمليات الطبخ الجماعية، بل إن بعض الطالبات في الأيام الربيعية يخرجن إلى فناء الإقامة وحدائقها ويتناولن وجبة الإفطار وكلها من طهيهن في الغرف الضيقة وبوسائل كان من المفروض أنها ممنوع إدخالها إلى الإقامات حسب عديد البيانات من طرف مسؤولي الخدمات الجامعية.

الطالبات والطلبة يتحججون في كون الموقد الخاص بالطهي ضروري ليس من أجل وجبة الإفطار فقط، وإنما من أجل طهي القوة أو الشاي أو السحور، لأن الخروج من الغرف الجامعية ليلا يصعب على الكثيرين في الأجواء الباردة، ليتحوّل الطهي في الغرف إلى أمر واقع، بالرغم من أن الدولة صبت إمكانيات ضخمة من أجل عملية تحسين الطعام خاصة خلال شهر رمضان حيث ركزت على الكمية والتنويع ولكن الطلبة والطالبات حتى وهم يتوجهون يوميا إلى المطاعم الجامعية فإنهم دائما في حاجة إلى استعمال آلات الطبخ للأكل على فترات من الليل وخاصة في السحور الذي تتمثل وجبته اليومية في كامل الإقامات الجامعية على التركيز على الكسكس الحلو مع بعض الحليب أو اللبن، دون غيره من الأطباق.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here